صحيفة سويسرية: مأساة الحجّ… قبر في مكّة هو العزاء الوحيد
هيمنت وفيات الحجّ المرتفعة على التغطية السويسرية للشؤون العربية هذا الأسبوع. أمّا الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، فقد حضرت في أخبار مطار بيروت والشارع الأردنيّ.
نأخذكم.نّ ضمن هذا الفضاء الأسبوعي في جولة عبر أبرز عناوين الصحف السويسرية في تغطيتها للشأن العربي. سياسة خارجية، اتّجاهات مالية، مستجدّات علمية وأكثر…
سجّل.ي الآن لتصلك نشرتنا الأسبوعية في بريدك الإلكتروني!
شاركت صحيفة تسوفينغير تاغبلات قصّةَ الحاجة المصرية أفندية، البالغة من العمر 70 عامًا، والتي باعت كل مجوهراتها لتحقيق حلمها بأداء فريضة الحج. وقد دفعت أفندية حوالي 3000 دولار لشركة سياحة محلية وعدتها برحلة خمس نجوم إلى مكة. لكن، بدلاً من نقلهم.نّ مباشرة إلى جبل عرفات، أُنزل الحجّاج من الحافلات في صحراء قاسية، على بعد 12 كيلومترًا من الجبل. حيث اُضطروا واضطررن للمشي في درجات حرارة بلغت 50 درجة مئوية.
وكشفت التحقيقات الأولية أن العديد من شركات السياحة العربية وراء وفاة مئات الحجّاج خلال موسم الحج الأخير، حيث تٌوفي أكثر من 1300 شخص بسبب الحرّ الشديد، نصفهم.نّ من حاملي.ات الجنسية المصرية، وغير مسجّلين.ات رسميًا. وتقول مصادر دبلوماسية مصرية إن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى بكثير، حيث لا يزال الآلاف مفقودين ومفقودات. في المقابل نفت السلطات السعودية أي تقصير من جانبها، ملقيةً باللوم على سوء تقدير الطقس من قبل الحجاج والحاجات، وفق الصحيفة.
‘كانت أمي تتمنّى أن تموت في مكة المكرّمة’. على الأقلّ، تحقّقت أمنية والدتها.
صحيفة تسوفينغير تاغبلات، عن منال، ابنة حاجّة متوفّية في مكّة
وأضافت تسوفينغير تاغبلات أن التحقيقات جارية في أنشطة جميع شركات السياحة المتورطة في إرسال الأشخاص غير المسجلين.ات إلى السعودية. وأشارت إلى أن السعودية حققت أكثر من 12 مليار دولار من الحج في عام 2019، بينما ارتفعت الرسوم بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. ورغم المخاوف، إلا أن الرياض تخطّط لزيادة عدد الحجاج من 1.8 إلى 6 ملايين بحلول عام 2030، وفقًا لرؤية ولي العهد محمد بن سلمان، الذي ينصّب تركيزه بشكل رئيسي على در العوائد الاقتصادية من الحج، وفق الصحيفة.
ونقلت تسوفينغير تاغبلات معاناة أسر الضحايا من صدمة فقدان أحبتها، وتعزيتها نفسها بأنهم.نّ دُفنوا ودُفنّ في مكّة. حيث ختمت الصحيفة تقريرها بنقل تصريح منال، ابنة الحاجة أفندية، للبي بي سي بقولها: ” ‘كانت أمي تتمنّى أن تموت في مكة المكرّمة’. على الأقلّ، تحقّقت أمنية والدتها.”
(المصدر: تسوفينغير تاغبلاترابط خارجي، 23 يونيو 2024، بالألمانية)
التغيّر المناخي يضع السعودية أمام معضلة كبيرة
أمّا صحيفة تاغيس أنتسايغير، فقد سلّطت الضوء على التحديات التي تواجه السعودية نتيجة التغير المناخي، والذي تساهم فيه بشكل كبير باعتبارها أكبر مصدّر للنفط في العالم، وفق تعبيرها.
وأوضح الصحفي ماجد الصفدي في تقريره، أن السلطات السعودية اتخذت عدة تدابير لحماية الحجاج والحاجّات، بما في ذلك توفير خطوط مترو وحافلات وخيام مكيفة، ومياه للشرب، ومظلات، بالإضافة إلى توفير مستشفيات ومراكز صحية مجهّزة للتعامل مع الحالات الطارئة. ومع ذلك، لم يتمكن كلّ الحجاج من الاستفادة من هذه التدابير، بسبب التكاليف الباهظة للحصول على تأشيرات الحجّ. وتشير الدلائل إلى أن ذلك ينطبق على جزء كبير من الوفيات، حسب المصدر نفسه.
وتكشف الدراسات أن درجات الحرارة في مكة قد ترتفع بمقدار 5.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ممّا يزيد من التحديات التي تواجهها السعودية في إدارة موسم الحج. ويقترح الخبراء والخبيرات تقليل عدد الحجاج والحاجّات لتوفير رعاية أفضل، وتكييف المناطق الخارجية لمواجهة الحرارة الشديدة. ورغم سعي السعودية إلى تحسين صورتها العالمية من خلال تبنّي سياسات بيئية، إلاّ أنّها لم تتبنّ بعد استراتيجية واضحة لمواجهة تلك التحديات، وفق الصحيفة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 25 يونيو 2024، بالألمانية)
في مقابلة حصرية مع سويس إنفو، يتحدّث السفير الإيراني لدى سويسرا، محمود بريماني، عن الوساطة السويسرية في خضمّ النزاعات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وعن مستقبل العلاقات بين إيران وإسرائيل.
>>> اقرأ.ئي المقابلة كاملةً على الرابط التالي:
حصري: السفير الإيراني في سويسرا راضٍ عن الوساطة ومنزعج من العقوبات
مزاعم تخزين حزب اللّه أسلحةً في مطار بيروت
في موضوع مغاير، ناقشت نويه تسورخير تسايتونغ ردودَ فعل الحكومة اللبنانية على مزاعم استخدام حزب الله مطارَ بيروت الدولي كمستودع أسلحة.
وأوضح المراسل دانيل بوم، أن نشرَ صحيفة “التلغراف” هذا الادعاء المثير للجدل يوم الأحد الماضي، أدّى إلى حالة من الذعر داخل الحكومة اللبنانية. وقد تحرّكت هذه الأخيرة بسرعة، حيث دعا ثلاثة وزراء، وسائلَ الإعلام والدبلوماسيين.ات لتفقّد منطقة الشحن في المطار، الذي يقع تحت سيطرة حزب الله. ويوم الإثنين، تجمّع العشرات من وسائل الإعلام والشخصيات الأجنبية في المطار بالفعل، لكن دون العثور على أي أسلحة أو صواريخ لحزب الله. وبدلاً من ذلك، وُجدت صناديق تحتوي على ملابس داخلية نسائية من الصين، وقطع غيار سيارات من ألمانيا.
بدلاً من [الأسلحة]، وُجدت صناديق تحتوي على ملابس داخلية نسائية من الصّين، وقطع غيار سيارات من ألمانيا.
نويه تسورخير تسايتونغ
ورأى بوم أن هذه الحادثة تعكس التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل، والمخاوف من أن تتحول التوترات إلى صراع مفتوح يشمل مطار بيروت كأحد الأهداف المحتملة، بما يجرّ لبنان إلى حرب جديدة. وأضاف أن حزب الله، المدعوم من إيران، يقود منذ أكتوبر الماضي، صراعًا حدوديًا مع إسرائيل بغية دعم حماس في غزة. وأشار إلى أن هذا الصراع، الذي كان يتبع قواعد محددة، قد يخرج عن نطاق السيطرة.
وقد زادت في الآونة الأخيرة بالفعل، شدّة الهجمات المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. فبينما أعلن زعيم الحزب، حسن نصر الله، في خطوة تصعيدية، احتمالَ توسيع دائرة الحرب، لتشمل قبرص وشرق البحر الأبيض المتوسط، تواصل إسرائيل استهداف قادة حزب الله، ملوّحةًَ بإمكانية استهداف مطار بيروت إذا تصاعدت الأمور، حسب المقال.
وفي ذات السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قرب انتهاء المرحلة “المكثفة” من القتال في غزة، مما سيٌمكن الجيش من نقل قواته إلى الحدود الشمالية مع لبنان. ورغم التحذيرات من تصعيد الصراع، لم يستبعد نتنياهو إمكانية الحلول التفاوضية، وفق الصحيفة.
وأضاف مراسل نويه تسورخير تسايتونغ في بيروت، أن البلاد تعيش حالة من الخوف والاستسلام للأمر الواقع تجاه احتمال نشوب حرب جديدة. ففي العاصمة بيروت، تستمرّ الحياة بظاهرها المعتاد، لكن القلق من المستقبل واضح، فيما تحاول الحكومة تقليل الأضرار المحتملة بإعلانها أن المطار آمن ونيّتِها مقاضاة “التلغراف” بتهمة التشهير.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 25 يونيو 2024، بالألمانية)
الأردن في مواجهة التوتّرات: السماح بتظاهرات محدودة ضدّ الحرب في غزة
سلّطت ميريت ميشيل، مراسلة صحيفة فوغن تسايتونغ الأسبوعية في عمّان، الضوءَ على الاحتجاجات المتصاعدة في الأردن ضد الحرب في غزة، وتأثيرها على الرأي العام، وزيادة احتقان الأجواء السياسية في البلاد.
“الغضب على الحكومة يتزايد لأنها تُعتبر متواطئة مع إسرائيل في نظر الناس”
فادي عميرة، صحيفة فوغن تسايتونغ الأسبوعية
ونوّهت ميشيل إلى الاعتقالات المتكرّرة للمتظاهرين.ات، حيث تسعى الحكومة الأردنية إلى قمع الاحتجاجات ضدّ الحرب في غزة، كما أصدرت قوانين جديدة تقيّد التعبير عن الرأي عبر الإنترنت. وأفادت المراسِلة بمواجهة النشطاء والناشطات عقوبات قاسية لمشاركتهم.نّ في المظاهرات أو نشر آرائهم.نّ على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستعرضت ميشيل أيضًا التوترات بين الحكومة الأردنية التي تعتبر حليفًا لإسرائيل، والشعب الأردني الذي يعارض هذه العلاقات بشكل كبير، مشيرةً إلى أن دراسة حديثة كشفت أن الحرب في غزة أثرت بشكل كبير على الرأي العام في الأردن. حيث يعارض الكثيرون.ات التطبيع مع إسرائيل في ظل قناعة بأن السلام مع إسرائيل مستحيل، وأن هجمات حماس مقاومة شرعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفق تعبيرها.
وفي حديث مع الصحيفة، كشف الناشط الأردني فادي عميرة أنّ مساحة النقاش السياسي التي يحاول تعزيزها من خلال مركز “جدل” كانت محدودة دائمًا في بلاده. ويواجه الناشط ضغوطاً باستمرار من قِبل السلطات. ورغم عدن تعامل العائلة الهاشمية الملكية بذات الصرامة مع حرية التعبير كما هو الحال في معظم الدول الأخرى في المنطقة، إلا أن استمرار الحرب في غزة يزيد من هذه الضغوط، حسب قوله.
وأشارت المراسلة إلى أن الحكومة الأردنية تخشى من تحوّل الاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة إلى مظاهرات موجّهة ضدّها، فيما يقول عميرة أن “الغضب على الحكومة يتزايد لأنها تُعتبر متواطئة مع إسرائيل في نظر الناس”.
(المصدر: فوغن تسايتونغ الأسبوعيرابط خارجية، العدد 25، 20 يونيو 2024، بالألمانية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ الجمعية السويسرية لذهب أفضل: “نشعر بالفخر للنتائج التي حققناها حتى الآن”
+ ماذا يعني انتخاب الرئيس السويسري السابق آلان بيرسيه أمينًا عامًّا لمجلس أوروبا؟
+ حصري: السفير الإيراني في سويسرا راضٍ عن الوساطة ومنزعج من العقوبات
+ من سويسرا: الجالية السودانية توحّد جهودها لتسليط الضوء على الحرب “المنسيّة”
+ ارتفاع معدّلات السمنة في سويسرا: هل يمكن للأدوية الحديثة قلب المعادلة؟
+كارل بُركلي… السويسري الذي علّم الديمقراطيّةَ المباشرة للولايات المتّحدة الأمريكيّة
+ في سويسرا والعالم… شوكولاتة المستقبل دون كاكاو؟
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 5 يوليو مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.