صحيفة لوتون: تصاعد التوترات في جامعات سويسرية مع تزايد الدعم لفلسطين

سلّطت الصحف السويسرية الضوء على العديد من الجوانب السياسية والإنسانية للنزاع في الشرق الأوسط، مستعرضةً مسار المفاوضات الجارية للتوصّل إلى هدنة، وتأثير الحرب على الساحة الجامعية في سويسرا، واحتمال صدور مذكرة اعتقال ضدّ نتنياهو وغيره من القيادات الإسرائيلية، بتهم تتعلّق بانتهاكات القانون الدولي خلال حرب غزة.
تناول بيتر مونشهاوس، مراسل صحيفة تاغيس أنتسايغير في تلّ أبيب، فرص الوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحماس. وأوضح أنه، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات في القاهرة والرياض للتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار وكذلك الحلول الممكنة لما بعد الحرب، تكثّف الأطراف المتنازعة من قتالها.
وبيّن المراسل أن القوات الإسرائيلية قامت بقصف معقل حماس في رفح بجنوب قطاع غزة، في حين أعلنت الحركة عن شنّ هجوم على إسرائيل من لبنان، باستخدام 20 صاروخاً. وتستخدم كل من إسرائيل وحماس العمليات العسكرية لزيادة الضغط خلال المفاوضات، لكن هناك إشارات إلى استعداد للتوصل إلى تسويات. حيث أشار مونشهاوس إلى التحركات الدبلوماسية المكثفة الأخيرة، التي قد تعزز فرص التوصل لهدنة. ففي القاهرة مثلاً، استقبلت حماس مقترحاً إسرائيلياً من الوسطاء المصريين.
كما عُقد اجتماع طارئ في الرياض، بحضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية من خمس دول عربية، وذلك لمناقشة الأزمة في الشرق الأوسط. وناقشت الأطراف المجتمعة سيناريوهات ما بعد الحرب لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي الحكم في غزة.
وقد شدّد المراسل على ضرورة أن تقدم هذه المفاوضات حلولاً متوسطة وطويلة الأجل، عبر إنشاء هيكل جديد للسلطة في قطاع غزة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيرابط خارجير، 29 أبريل 2024، بالألمانية)
1 مايو: الحكومة السويسرية تريد تقليص آجال قبول لمّ الشمل العائلي (بالإنجليزية)
1 مايو: فرص أسهل للمهاجرين.ات غير الموثّقين.ات للحصول على التدريب المهني (بالإنجليزية)
30 أبريل: الحكومة السويسرية تعتزم استخدام بيانات الهاتف لتحديد هوية طالبي.ات اللجوء (بالإنجليزية)
30 أبريل: وزير العدل السويسري يأمل أن يؤدّي إصلاح نظام الهجرة الأوروبي إلى الحدّ من الهجرة غير النظامية (بالإنجليزية)
قلق في إسرائيل وسط تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية ضدّ نتنياهو
قالت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ إن هناك حالة من القلق تسود إسرائيل وسط تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة قد تُصدر مذكّرات اعتقال ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من القيادات الإسرائيلية، بتهم تتعلق بانتهاكات القانون الدولي خلال حرب غزة. وفي ردّ فعل على ذلك، أكّد نتنياهو أن إسرائيل، تحت قيادته، لن تقبل بمحاولات المحكمة لتقويض حقها في الدفاع عن النفس.
وأشار كاتب المقال، يوناس روت، إلى أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو الحصول على دعم دولي لدرء الاتهامات، وتحاول فيه إسرائيل تعزيز صورتها الدولية من خلال التأكيد على جهودها الإنسانية في غزة، حيث تم إرسال قوافل مساعدات في الأسابيع الأخيرة.
ومن المتوقع أن تشمل أوامر الاعتقال المحتملة التي قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية قيادات إسرائيلية وقادة من حركة حماس. وبالنسبة لهؤلاء الأخيرين، الذين يتواجدون غالباً في دولتي قطر وتركيا، فلن يكون لأوامر الاعتقال تأثير كبير عليهم، لأن هذه الدول ليست موقّعة على معاهدة المحكمة، وليست بالتالي ملزمة بتسليمهم. من ناحية أخرى، لن تسلم إسرائيل أيضاً قياداتها السياسية والعسكرية، وفق المقال.
ومع ذلك، يرى الكاتب أنه قد يصبح من الصعب على نتنياهو السفر للخارج، نظراً لأن معظم الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل هي أعضاء في المحكمة، مما يضع الجهات الداعمة لإسرائيل في موقف حرج، في حين تجد الدوائر المعارضة لإسرائيل في ذلك تأكيداً على صحة نقدها.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 30 أبريل 2024، بالألمانية)
حملة الدعم لفلسطين: تصاعد التوتر في جامعات سويسرية
أفادت صحيفة لوتون أنه مع تفاقم النزاع في الأشهر الأخيرة، شهدت العديد من الجامعات والمعاهد في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا احتجاجات ضد الحرب في غزة، وأنّ موجة التظاهرات لم تقتصر على هذه الدول، بل امتدّت شرارتها إلى سويسرا، وإن كانت بدرجة أقل.
وقد تراوحت الاحتجاجات بين التظاهرات، وتعطيل المحاضرات، وإلغاء فعاليات. وعلى الرغم من أن جيرالدين فالبريار، المتحدثة باسم جامعة لوزان، قد أكّدت عدم تسجيل أي أعمال عنف، إلا أنها أشارت إلى أن التوترات موجودة عموماً في المجتمع ككلّ، وأنه لدى الشباب والشابات تساؤلات وشكوكًا بالخصوص، وفق الصحيفة.
وتقدّم لوتون جامعةَ جنيف مثالاً على ذلك، حيث أثار معرضان حول الرهائن الإسرائيليين.ات في نوفمبر 2023، وحول فلسطين في ديسمبر، ردود فعل عنيفة داخلها، مع مطالب بتعليق هذه الفعاليات أو اتخاذ موقف رسمي من الجامعة تجاه الحرب. ولم تستجب الجامعة لتلك المطالب.
وفي شهر مارس الماضي، رفضت جامعة نيوشاتل تأجير قاعة لاستضافة مؤتمر مع المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح حموري حول موضوع “كيف يحافظ نظام القضاء والسجون على الفصل العنصري في إسرائيل/فلسطين”. وقد احتجت مجموعة من الناشطين والناشطات بأن “منع وصول هذا السجين السياسي السابق […] ليس فقط غير ديمقراطي، ولكنه يعكس أيضًا موقف إدارة الجامعة”. وقد برّرت الجامعة هذا القرار بعدم وجود طاقم للإشراف على الحدث، حسب الصحيفة.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 1 مايو 2024، بالفرنسية)
>> المزيد حول الحرب الإسرائيلية الفلسطينية من سويس إنفو: +لجنة برلمانية سويسرية تؤيد تمويلاً جزئياً للأونروا
“روحي ما تزال في غزة”
أجرت الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) مقابلة مع عبير، 52 عاماً، المنسقة الإدارية في فلسطين لمنظمة أطباء العالم السويسرية. وروت عبير في اللقاء، تجربتها المرّوعة مع الحرب، وتداعيات القصف الإسرائيلي المستمر على السكان المدنيين والمدنيات.
تعيش عبير في غزة منذ كانت في السادسة والعشرين من عمرها. وكانت قد اُضطرت لمغادرة منزلها، بعد الهجمات، التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، والردِّ العسكري الإسرائيلي الذي أعقبها. وبعد أن أمرت القوات الإسرائيلية بالإخلاء، انتقلت عبير وعائلتها إلى دير البلح، حيث وجدوا.ن ملجأ في مدرسة صغيرة مع حوالي مائة شخص آخر. وتصف عبير الحياة هناك بأنها كانت صعبة للغاية، موضحةً أنه كان من المستحيل النوم ليلاً بسبب أصوات الطائرات. وعلى الرغم من تلك الظروف، تمكّنت عبير وأسرتها من شراء الطحين لصنع الخبز، والذي كان يمثل انتصارًا صغيرًا لهم.ن.
غزة سجن بسماء مفتوحة. ولكن هناك البحر. إنه المكان الوحيد الذي يمكنني أن أشعر فيه بقليل من الحرية.
عبير، المنسقة الإدارية في فلسطين لمنظمة أطباء العالم السويسرية.
وتحدّثت المنسقة الفلسطينية عن المخاطر التي يواجهها المدنيون.ات كل يوم، مشيرةً إلى أن الخروج إلى الشارع قد يعرّض حياتهم.ن للخطر. وقد فقدت عبير أختها التي تٌوفيت بعد عملية جراحية دون تخدير، فيما يعيش باقي عائلتها حاليًا في رفح.
وقد تمكّنت عبير وعائلتها، أخيرًا، وبعد قضاء حوالي شهرين في المدرسة، من مغادرة غزة إلى رومانيا بمساعدة السلطات الرومانية. وعلى الرغم من الأمان الجسدي، تشعر عبير بأنها لا تزال معنويًا في غزة، مع أسرتها وأحلامهم.نّ المتبقية. وتختم عبير حديثها بالتأكيد على الروابط الإنسانية والتضامن بين الناس في غزة، معربة عن رغبتها في العودة إلى القطاع لإعادة بناء حياة مع عائلتها ومواصلة عملها مع المنظمة السويسرية، التي لا تزال تقدم المساعدة هناك. تقول عبير: “غزة سجن بسماء مفتوحة. ولكن هناك البحر. إنه المكان الوحيد الذي يمكنني أن أشعر فيه بقليل من الحرية. إنه جميل للغاية وعلى الرغم من كل ما يحدث، هناك تضامن بين الناس. هناك بشر في الداخل وهم.نّ ليسوا وحوشًا، بل لديهم.نّ أحلام، وهم.نّ يريدون.دن العيش مع أطفالهم.ن في سلام”.
(المصدر: الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسيةرابط خارجي، تم نشر المقابلة يوم 26 أبريل 2024 وتعديلها يوم 27 أبريل، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ أمل المكي: معركتي مع وزارة الداخلية التونسية وثمنُ الحقيقة
+ الاعتداءات على حرية الصحافة… شهادات صحفيّينا وصحفيّاتنا
+ هل يؤثّر منح اللجوء للنساء الأفغانيات على معدّلات الهجرة في سويسرا؟
+ غيريرو غولاي… وجهُ سويسرا في مهرجان بينالي البندقية
+ اقتراعات 9 يونيو 2024 الفدرالية في سويسرا
+ فرقة ليليبوت السويسرية… ثورة في بلاد الأقزام!
+ سيّارات كهربائية صينيّة تغزو السوق السويسرية… هل يتحوّل الحلمُ إلى كابوس؟
+ جيل جديد من الساعات السويسرية… تصميم مبتكر وشباب مبدع
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 10 مايو مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.