” غدًا، لن يبقى رجل واحد على قيد الحياة في قريتي”.. لوتون توثق شهادات مروعة من سوريا

حذّرت الصحف السويسرية من تزايد العنف الطائفي في سوريا بعد سقوط الأسد. وبينما قدمت صحيفة لوتون شهادات حية عن عمليات القتل التي استهدفت الطائفة العلوية، ونبهت إلى الفوضى المحتملة بسبب غياب العدالة والدعم الدولي، أشارت صحيفة تاغيس أنتسايغير إلى خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
حذرت صحيفة تاغيس انتسايغير من عودة الحرب الأهلية إلى سوريا، حيث يرى الصحفي بيرند دورييس في مقال رأي أن الاشتباكات الحالية امتداد لصراع دام 13 عامًا لم تندمل جراحه بعد. ويكتب: “تُظهر صور نهاية الأسبوع أن الوضع في سوريا لم يتحسن، حيث قُتل المئات من المدنيين والمدنيات في مجازر. ويبدو أن سوريا الجديدة تنتقم من القديمة.”
وبحسب الكاتب، فإن الحكومة الجديدة ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة في العراق،عندما قامت بحل الجيش والشرطة، اللذين كانا في معظمهما من الطائفة العلوية. ولم يقتصر الأمر على العلويين، فقد استُبعد المسيحيون والدروز أيضًا من الحكومة الانتقالية، في حين فضّل الرئيس السوري أحمد الشرع تعيين أقاربه، مخالفًا وعده السابق بتشكيل حكومة تكنوقراط بحلول الأول من مارس. في الوقت نفسه، تواصل الجماعات الموالية للأسد الحصول على الدعم من إيران، التي تفضل إبقاء سوريا غير مستقرة لضمان استمرار تدفق الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، كما ورد عن الصحيفة.
ويحذر دورييس من أن أي تأخير في دعم المجتمع الدولي قد يدفع سوريا إلى الفوضى مجددًا. ويشير إلى أن الصراع، الذي تشارك فيه أكثر من 100 جماعة متناحرة، لا يجمعها سوى الشعور بأن 13 عامًا من الحرب قد أرهقت الجميع. ومع ذلك، فإن هذا الوضع قد يتغير بسرعة إذا لم يرى الناس تحسنًا في حياتهم. ويختتم بالقول: “من الأفضل رفع جميع العقوبات الآن، ومنح السوريين الفرصة التي يستحقونها.”
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 9 مارس 2025، بالألمانية)
سوريا على شفا حرب أهلية جديدة

بدورها حذّرت صحيفة لوتون في افتتاحية لها من أن سوريا تقف مجددًا على حافة الهاوية، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من سقوط نظام بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى موجة العنف الأخيرة التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألف شخص، معظمهم من الطائفة العلوية التي كانت تدعم حكم الأسد.
الحل الوحيد لمنع تصاعد العنف، هو وقف دوامة الانتقام والتطرف التي تجددت في الأيام الأخيرة.
صحيفة لوتون
ويكتب الصحفي المتابع للشؤون الدولية لويس ليمان: “قد يستنكر البعض ـ وبحق ـ تصاعد موجة العنف، التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألف شخص، خلال ثلاثة أيام فقط، ومعظم الضحايا من الطائفة العلوية التي طالما اعتمد عليها نظام الأسد. لكن ما حدث لم يكن مفاجئًا؛ إذ أن سوريا ما تزال بلدًا مدمرًا، واقتصاده محطمًا، ومثقلًا بالجراح. في ظل غياب العدالة، وندرة الموارد، وعدم وجود دعم دولي فعّال، تبقى المخاطر قائمة بشأن تدهور الوضع في أي لحظة.”
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس المؤقت أحمد الشرع، قد شهد تغييرًا كبيرًا في صورته، حيث تحول من زعيم جهادي إلى شخصية سياسية أكثر اعتدالًا، يحاول تقديم نفسه كرجل دولة، لكنه لا يزال يعتمد على ميليشيات إسلامية متطرفة تضمن استمرارية سلطته الانتقالية. وتفيد الصحيفة بأن هذه الجماعات هي المسؤولة عن تنفيذ عمليات قتل جماعي بحق المدنيات والمدنيين العلويين، في موجة عنف تُذكر بأسوأ فصول الحرب.
وتشير الصحيفة إلى أن انعدام ثقة الغرب تجاه الحكومة الجديدة مفهوم، لكن الحل الأمثل لإنهاء تصاعد العنف، هو وقف دوامة الانتقام والتطرف التي تجددت في الأيام الأخيرة، وذلك عبر منح جميع السوريين ـ بغض النظر عن انتماءاتهم ـ أفقًا اقتصاديًا يثنيهم عن الانخراط في الفصائل المتطرفة.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 10 مارس 2025، بالفرنسية)
“غدًا، لن يكون هناك رجل واحد على قيد الحياة في قريتي”

بهذا العنوان، تنقل صحيفة لوتون السويسرية شهادات مروعة عن عمليات القتل الطائفي في سوريا، بعد أن قامت مجموعات إسلامية مسلحة بإعدام مئات من السكان المدنيين في مناطق اللاذقية وحماة.
بعض رجال الدين المتطرفين دعوا إلى “تطهير” المنطقة من القرى العلوية، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة.
صحيفة لوتون
ووفقًا لروايات شهود عيان من السكان، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتاهم لأسباب أمنية، شهدت مدينة بانياس عمليات قتل غير مسبوقة استهدفت العلويين، حيث اقتحمت مجموعات مسلحة أحياء المدينة، وأعدمت الرجال في الشوارع وعلى أسطح المنازل. أحد السكان ذكر أنه رأى من نافذته عمه البالغ 72 عامًا يُعدم مع جميع الرجال الساكنين في المبنى : “اصطحبوه إلى سطح بنايته مع جميع رجالها وأطلقوا النار عليهم”. كما تحدثت امرأة ناجية عن قتل 25 رجلًا في حيها، ونهب منازلهم وإحراقها.
وتنقل الصحيفة شهادة أحد سكان بانياس حول الفظائع التي ارتُكبت:
“صباح الجمعة، دخلت فصائل عسكرية المدينة برفقة ميليشيات محلية.. وكان معهم أجانب من الشيشان وتركمان. وبدأوا بقتل السكان. كانوا في كل مكان.”
في قرية شريفة، نفذت فصائل مسلحة متحالفة مع هيئة تحرير الشام هجومًا دمويًا يوم السبت الماضي. ووفقًا لشهادات من السكان المحليين، قُتل 27 شخصًا، من بينهم خمس نساء، وتم إحراق المنازل. أحد السكان ذكر: “أخذوا والدي الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، ولا أعلم ما مصيره… غدًا، لن يبقى أحد على قيد الحياة في قريتي.”
وبحسب الصحيفة، فإن سكان سوريا من الطائفة العلوية أصبحوا هدفًا لمذابح غير مسبوقة منذ سقوط الأسد، نظرًا لكونهم جزءًا من القاعدة التي استند إليها النظام لعقود. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، فقد قُتل ما لا يقل عن 973 من منذ 6 مارس، فيما سقط 481 قتيلًا وقتيلة في المواجهات بين القوات الأمنية السورية والميليشيات الموالية للأسد. كما أشارت الصحيفة إلى أن بعض رجال الدين المتطرفين دعوا إلى “تطهير” المنطقة من القرى العلوية، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة.
وتنقل الصحيفة عن شاهد عيان قوله: “لقد قتلوا الرجال، وخاصة الشباب، ونهبوا المنازل وسرقوا السيارات. في حيّنا وحده، قتلوا أكثر من 25 رجلًا. الجثث ما تزال في الشوارع، ولم نتمكن من إزالتها”.
وفي مواجهة هذه الفوضى، ألقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع خطابًا دعا فيه إلى التهدئة، كما أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة مكونة من سبعة أعضاء للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة ضد السكان المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها، وفق الصحيفة.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 10 مارس 2025، بالفرنسية)
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 21 مارس مع عرض صحفي جديد.
مراجعة:فريق سويس إنفو
انقر.ي هنا نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.