مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوتون السويسرية: تغلِية أوراق الشجر من أجل البقاء في غزّة

مصلّون في المسجد الذي افتتح حينها حديثًا في دار الأديان، يوم الأحد 26 أبريل 2015، في برن.
مصلّون داخل مسجد "دار الأديان" عند افتتاحه في 26 أبريل 2015، ببرن. KEYSTONE

كتبت الصحف السويسرية هذا الأسبوع عن إحياء شهر رمضان وإدخال بعض متاجر التجزئة تشكيلة خاصّة به. كما اهتمّت باتّفاق الهجرة بن مصر والاتّحاد الأوربي، وبـ "خطر المجاعة الذي يُحدِق بسكّان غزّة".

تشكيلة خاصّة بشهر رمضان في بعض المحلّات السويسرية

تناولت صحيفة تاغيس أنتسايغير في تقرير صحفيّ، الاهتمامَ المتزايد لقطاع تجارة التجزئة السويسريّ بشهر رمضان، والذي تمثّل بإدخالها منتجات خاصّة بشهر الصيام على تشكيلتها. وتقدّم صاحبة المقال، أنيا بورّي، أمثلة لبعض شركات البيع بالتجزئة كسلسلة متاجر كوب (Coop) وشركة غلاكسوس (Galaxus)، اللّتين وفّرتا منتجات خاصّة بشهر الصيام. وبيّنت الصحيفة أنّه مع تزايد عدد المسلمين والمسلمات في سويسرا، يتزايد الطلب على هذه السلع، ليعكس هذا التّطوّر اتجاهاً أوسع نطاقاً يتمّ فيه التّركيز بشكل متزايد على التنوّع العرقيّ والثّقافيّ في المجتمع.

وقد لاحظ المسلمون والمسلمات في سويسرا بأنفسهم.نّ هذه التغييرات أيضًا، بحسب ما نقلته الصحيفة. حيث لاحظوا.ن قبولًا متزايدًا لشهر رمضان في المجتمع المحلّي، أين تساهم الاتجاهات الاجتماعيّة، مثل الاهتمام بالصّحّة والاستدامة وأسلوب الحياة الرّوحانيّ، في اعتبار الصيام جزءًا من الثقافة اليوميّة. وتستدرك بورّي، بأنّ هذا التوجّه من قِبل تجارة التّجزئة يحمل أيضًا جدلاً سياسيًا، كما يتبيّن من خلال الانتقادات التي وجّهت إلى المنشور الرمضانيّ لسلسلة متاجر “ميغرو” العالم الماضي، والذي هنّأت من خلاله المسلمين والمسلمات بحلول شهر رمضان.

ومقارنة بدول أخرى، مثل فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا،التي احتفلت بعض مدنها وأحيائها بحلول شهر رمضان من خلال تعليق حبال الضوء المناسبة لشهر رمضان كما تفعل عادةً في أعياد الميلاد، فإنّ تطوّر سويسرا في هذا الاتّجاه لا يزال بطيئاً.

ونقلت الصحيفة في الختام، رأيَ الكاتب المغربي السويسري قاسم الغزالي، الذي يقول إنّ “هذه التهنئة بشهر رمضان في الدول الغربية تبدو ساذجة إلى حدّ ما”، معربًا عن مخاوفه بشأن “التمثيل الرومانسي” لشهر رمضان في الدول الغربية، ومشدّدًا على تحديات الصيام.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 20 مارس 2024، بالألمانية)

اتفاقيّة هجرة جديدة بين مِصر والاتحاد الأوروبيّ

من جهتها، تناولت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في مقال تحليليّ، اتفاقيّة الهجرة الجديدة التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع مِصر، والتي تهدف إلى “إبعاد المهاجرين والمهاجرات عن أوروبا وتعزيز التعاون في مختلف المجالات”. حيث سيلتزم الاتحاد الأوروبي بموجب هذه الاتفاقيّة بدفع أكثر من 7 مليار يورو لمِصر مقابل تعاون الأخيرة في السيطرة على الهجرة، وفق الصحيفة.

ويناقش المقال تأكيدَ الاتحاد الأوروبي على التزامه بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان من ناحية، والانتقادات التي توجّهها منظّمات حقوق الإنسان للاتفاقيّة من ناحية أخرى. ويبيّن أنّه على الرغم من المساعدات الماليّة التي ستتلقاها مصر، لا تزال “هناك شكوك حول ما إذا كانت مصر ستكون شريكة جديرة بالثّقة”.

وتشرح الصحيفة أنه “على الرغم من شيوع الوعي بين الدول الأعضاء بأنه لا مجال لتفادي التعاون مع السيسي، إلا أنّ الحذر مطلوب كما يظهر مثال تونس: فعلى الرغم من حزمة المساعدات السخيّة نسبياً، لا تزال حكومة قيس سعيد لا تعتبر شريكاً موثوقاً به، ولم تشهد ضغوط الهجرة عبر تونس سوى تراجعًا طفيفًا”، مختتمةً مقالَها بالقول إن” مصر لديها مصلحة راسخة في هجرة مواطنيها ومواطناتها إلى أوروبا، حيث يقوم المغتربون والمغتربات بتحويل المليارات من العملات الأجنبية إلى بلدهم.نّ الأم كل عام.”

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 18 مارس 2024، بالألمانية)

” سكّان غزة، يغلّون.ين أوراق الشجر من أجل البقاء على قيد الحياة”

أمّا صحيفة لوتون، الناطقة بالفرنسية، فقد توقّفت عند خطر المجاعة الذي يُحدِق بسكان قطاع غزة. حيث أجرت الصحفية كاميي باجيا مقابلة مع لويز بيشيه، رئيسة قسم الشرق الأوسط لمنظمة أطباء العالم غير الحكومية في سويسرا، والتي حثت إسرائيل على فتح المعابر للآلاف من شاحنات المساعدات العالقة على حدود القطاع.

وأوضحت بيشيه أن عملية توثيق المجاعة بدأت “في غزة، لم يعد هناك أي متاجر مفتوحة”، شارحةً أنه “في جنوب القطاع، تحتل خيام اللاجئين كل الساحات العامة. وهناك عدد قليل من الأكشاك في الشوارع والسلع المعلّبة تُباع بما يتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر ضعف سعرها قبل الحرب.”

وتسترسل بيشيه في القول إن “الوضع في الشمال كارثي. حيث تلقينا للتو تقريرًا من أحد المتعاونين معنا، والعالق في مدينة غزة مفاده قيامُ السكان بتغلية أوراق الشجر التي يأكلونها.نها مع نوع من الخبز. ولا يستطيع موظفنا الموجود في الموقع، والذي لديه أسرة يعولها، الوصول إلى الدقيق الذي يتم توزيعه. وبسبب التفجيرات المتواصلة، فإن قضاء ساعات في الانتظار في خطوط توزيع المواد الغذائية أمر خطير للغاية. كما أنه من الصعب أيضًا الحصول على مياه الشرب”.

وردًّا على سؤال حول الحالة الذهنية لفريق المنظمة في القطاع بعد خمسة أشهر من الحرب وقدرته على العمل، أجابت بيشيه: “يعاني زملاؤنا وزميلاتنا أنفسهم.ن في رفح ومدينة غزة من انعدام الأمن الغذائي تماماً ويبحثون.ن يوميًا عن الغذاء والماء لسد حاجتهم.ن وحاجة أسرهم.ن.”

“يعاني زملاؤنا وزميلاتنا أنفسهم.ن في رفح ومدينة غزة من انعدام الأمن الغذائي تماماً ويبحثون.ن يوميًا عن الغذاء والماء لسد حاجتهم.ن وحاجة أسرهم.ن.”

لويز بيشيه، رئيسة قسم الشرق الأوسط لمنظمة أطباء العالم غير الحكومية في سويسرا

وأضافت:” يعاني فريقنا، مثل بقية السكان، من حالة صحية نفسية هشة للغاية، إذ ليس هناك أي أمل، فهم مرهقون.ات وخسروا.ن كل شيء. لا بيت، لا عمل، إنهم يرتدون.ين نفس الملابس منذ خمسة أشهر.”

وقدّمت رئيسة قسم الشرق الأوسط لمنظمة أطباء العالم غير الحكومية في سويسرا مثالاً على ذلك، بالقول إنه “بعد ستة أسابيع من المفاوضات، تمكنّا من إحضار شاحنة من الأدوية لمواصلة عمل نقاطنا الطبية. لكن يجب على فِرقنا أن تقوم باستمرار بفرز الأدوية وتحديد أولوياتها وحصصها. في غزة، لا أحد يبتسم غير الأطفال والطفلات”.

أما بالنسبة للظروف الصحية، فليس الوضع أقل مأساوية، حيث توضّح بيشيه أن “هناك مشاكل في الصرف الصحي وتراكمًا للقمامة. الرائحة لا تطاق في بعض الأماكن… ونرى أيضًا في نقاطنا الطبية أمراضًا مثل التهاب الكبد الوبائي صنف ‘أ’ أو الإسهال المزمن أو الأمراض المعوية التي تسبب الجفاف. علاج هذه الأمراض سهل نسبيًا في الوضع الطبيعي، لكن لم يعد الأمر سهلاً في غزة”.

وشددت بيشيه على أن المساعدات موجودة، لكنّها عالقة خلف الحدود، حيث تنتظر آلاف الشاحنات السماح بالدخول إلى القطاع. ودعت إلى تسهيل دخول المساعدات بالقول إن “اليوم هناك حالة طوارئ: يجب أن نفتح المعابر، ونحقق وقفاً لإطلاق النار”.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة تصريحَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، بأن انعدام الأمن الغذائي يؤثر على 100% من السكان في قطاع غزة، وتحميلَ المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إسرائيلَ، في اليوم ذاته، المسؤولية بوضوح عن الوضع الإنساني المتدهور في غزة. حيث أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية واستخدامَ الجوع كسلاح يمكن أن “يرقيا إلى جريمة حرب”، بحسب تعبيره الذي نقلته الصحيفة.

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 19 مارس 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ هل أخفقت جنيف الدولية في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط؟

+ من زيوريخ إلى شنغهاي: كيف سيشكّل الذكاءُ الاصطناعي مدنَ المستقبل؟

+ فيلم” شيكون”: صرخة سويسرية تبكي يأسَ معسكرِ السلام في إسرائيل

+ إدانة سويسرا بالتنميط العرقي: “لحظة مفعمة بالأمل”

+ العشب الأخضر في أبنزل… مغامرة للمخرج السينمائي السويسري بيتر متلر

+ خلف قهوتنا المفضّلة… آلة سويسرية؟

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جولي هانت

ما هي في نظركم.نّ الأسباب الرئيسيّة لانخفاض معدلات الإنجاب؟

وصلت معدّلات الإنجاب في سويسرا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث انخفضت إلى 1.39 طفل.ة فقط لكل امرأة. فهل يقرّر المزيد من الأزواج والزوجات المحتملات عدم تكوين أسرة؟

47 إعجاب
41 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 29 مارس مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية