مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوتون السويسرية: رئيس سابق مصدوم لتصويت البرلمان على وقف مساعدات الأونروا

جوزيف دايس، العضو السابق في الحكومة الفدرالية.
جوزيف دايس، العضو السابق في الحكومة الفدرالية. Keystone-SDA

تغطية مكثّفة في الصحف السويسرية هذا الأسبوع للحرب الإسرائيلية الفلسطينية. وفيما يلي مختاراتنا: شهادة ناجية من مخيّم المواصي، وزعم إسرائيلي بتدمير قدرات حماس العسكرية، ورئيس سويسري سابق ينتقد وقف بلده مساعدات الأونروا.

  • لوتون: علا، إحدى الناجيات من الهجوم الإسرائيلي على مخيم المواصي: ”رأيت الناس يحترقون“
  • تاغيس أنتسايغر: إسرائيل تطارد منفذي هجوم 7 أكتوبر وتقتل مدنيين
  • لوتون: وقف المساعدات للأونروا: جوزيف دايس آسفًا: ”لقد صدمني ذلك وآلمني”
  • أرغاور تسايتونغ: وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن هزيمة حماس عسكرياً – ما وراء ذلك

من المواصي – غزّة: “رأيت الناس يحترقون”

رصدت صحيفة لوتون، الناطقة بالفرنسية، شهادة ناجية من هجوم إسرائيلي على مخيم للنازحين والنازحات.ات في منطقة المواصي بخان يونس، جنوب غرب قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين والمدنيات وجرح العديد منهم.نّ.

وفي حديث حصري مع مراسلة الصحيفة شارلوت غوتييه، قدّمت علا، إحدى الناجيات من الهجوم، شهادتها عن اللحظات التي عاشتها خلال القصف. تروي علا، التي فرّت مع عائلتها إلى منطقة مواصي منذ بداية الحرب، تفاصيل ما حدث في تلك الليلة، قائلة: “كنت أسكن على بعد 60 مترًا من المخيم ، في منزل مؤقت مع عائلتي. كنا نتناول العشاء، وكان الجو هادئًا؛ لم تكن هناك أي طائرات إسرائيلية في السماء. فجأة، سمعنا انفجارًا هائلًا”. وتضيف أن الانفجار نجم عن قصف إسرائيلي استهدف المخيم، حيث تطايرت شظايا الزجاج من نافذتها وأصابتها بجروح، فيما أصيبت شقيقتها بشظايا في الرأس والساق.

شنّت القوات الإسرائيلية في الليلة الممتدة بين الإثنين 9 والثلاثاء 10 سبتمبر، غارة جوية على المخيم في منطقة المواصي، قرب خان يونس. تبلغ مساحة المنطقة المستهدفة 46 كم²، وكان يفترض أن تكون منطقة إنسانية، وبالتالي ملاذًا آمنًا للفلسطينيين.ات الفارين.ات من القصف في مناطق أخرى من قطاع غزة. وقد أدّى الهجوم إلى مقتل 40 شخصًا على الأقل، وإصابة 60 آخرين، بينما ما يزال 15 شخصًا في عداد المفقودين، وفقًا لتقارير الدفاع المدني في غزة، حسب ما نقلته صحيفة لوتون السويسرية.

ولم يكن هذا الهجوم الإسرائيلي الأوّل على مخيّمات اللاجئين في المواصي، حيث سبقته هجمات أخرى في يونيو الماضي، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا الآخرين بين قتلى وجرحى.

وصفت علا المشهد بعد الانفجار بالـ “كارثي”، حيث شاهدت خلال هروبها إلى مستشفى قريب جثث أطفال، وجرحى، من النساء والرجال، على الأرض، وأشخاصًا محاصرين تحت الأنقاض، وآخرين يحترقون. “كانت الفوضى تعمّ المكان. كان الجميع كان يركض في محاولة للوصول إلى المستشفى”.

وأضافت: “أنا في حالة صدمة بعد هذه المجزرة. أعلم أن هناك 65 قتيلاً ونحو مائة جريح، معظمهم من النساء والأطفال. قريبًا، سيكون قد مرّ عام كامل على بداية هذه الحرب. لم أعد أجد الكلمات لوصف هذه الإبادة الجماعية!”

وقالت علا: “لقد لجأت أنا وعائلتي إلى هنا بحثًا عن الأمان، مثل نصف مليون شخص آخرين. لكن الآن، لا يوجد أي أمان في غزة”. وأضافت متسائلة: “لماذا يقصف جيش الاحتلال منطقة إنسانية؟” معتبرةً أنّ إسرائيل تقدّم مبررات واهية لمهاجمة المخيّم، الذي “يسكنه فقط المدنيون المسالمون!”

ووصفت النازحة الفلسطينية، القصفَ بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مشدّدة على ضرورة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن. ” كل ما أريده هو أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 10 سبتمبر 2024، بالفرنسية)

من المواصي- غزّة أيضًا: تهجير وتجويع

طفل فلسطيني نازح داخليًا، فرّ مع عائلته من شمال قطاع غزة، يقف خارج مأواهم في بلدة خان يونس جنوب القطاع في 7 سبتمبر 2024.
طفل فلسطيني نازح داخليًا، فرّ مع عائلته من شمال قطاع غزة، يقف خارج مأواهم في بلدة خان يونس جنوب القطاع في 7 سبتمبر 2024. Keystone-SDA

بدورها، تناولت صحيفة تاغيس أنتسايغير، الناطقة بالألمانية، تداعيات الهجوم الإسرائيلي على مخيم اللاجئين.ات في المواصي بغزة، مع التركيز على الوضع الإنساني فيه.

وأوضح الصحفي بيرند دوريس أن الهجمات على المناطق المعلنة إنسانية أصبحت جزءًا من واقع الحرب الجارية. وأشار إلى أنه، وفقًا للأمم المتحدة، تمّ تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، مرّة واحدة على الأقل، بينما يعيش الكثير منهم في حالة نزوح دائم. كما دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء 86% من مساحة القطاع، وفق المصدر ذاته.

وأشار بيرند إلى أن المخيّم المستهدف يفتقر إلى الخدمات الأساسية والصحية، ويشهد انتشار الأمراض بشكل سريع، بينما تتضاعفت مأساة سكانه بسبب القصف الإسرائيلي. وأوضح أن الرعاية الطبية في غزة توقفت في عدة مناطق، وانتشرت فيها الأمراض، بما في ذلك تسجيل أولى حالات شلل الأطفال قبل أسابيع. وكانت إسرائيل وحماس، قد توصّلتا إلى هدنة إنسانية بهدف تطعيم 640 ألف طفل وطفلة ضدّ شلل الأطفال. وقد تم بالفعل تطعيم حوالي 440 ألف طفل وطفلة خلالها. لكنّ الحملة توقفت يوم الثلاثاء، بعد أن أوقفت القوات الإسرائيلية، تحت تهديد السلاح، قافلةً تابعة للأمم المتحدة، كانت في طريقها لتنفيذ المرحلة الأخيرة من التطعيمات. ووفقًا للأمم المتحدة، فقد تعرضت القافلة لأضرار كبيرة نتيجة جرافات الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن أنه كان يبحث عن مشتبه بهم بين موظفي الأمم المتحدة.

من جهة أخرى ما يزال معبر رفح مع مصر مغلقًا، مما يؤدي إلى نقص حاد في المواد الغذائية. واتهم مسؤولون.ات أمميون.ات إسرائيل بتنفيذ “حملة تجويع” ضد سكان غزة، وهو ما نفاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق الصحيفة.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 10 سبتمبر 2024، بالألمانية)

من غزّة: إسرائيل تعلن هزيمة حماس؟

زير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت
زير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت . Keystone

تناول مراسل صحيفة أرغاور تسايتونغ خلفيات إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي هزيمة حماس عسكريًا، وتداعياته. ونقل توماس زيبرت إعلان يوآف غالانت أن حركة حماس لم تعد تشكل قوة عسكرية منظمة، بعد 11 شهرًا من القتال في غزة، ممّا يعزز الآمال في التوصل إلى هدنة.

ورأى الصحفي أن تصريح غالانت يزيد الضغوط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للموافقة على وقف إطلاق النار، تعمل كلّ من الولايات المتحدة ومصر وقطر على التوصّل إليه. ويؤيد غالانت خطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي تقترح تبادل الرهائن الإسرائيلية المحتجزة لدى حماس بالسجينات والسجناء الفلسطينيين.يات، إلى جانب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، كجزء من وقف إطلاق نار أولي لمدة ستة أسابيع.

وقد أشار الوزير الإسرائيلي إلى أن الحركة المسلّحة لم تعد كيانًا عسكريًا متماسكًا، مؤكدًا تمكّن الجيش الإسرائيلي من تدمير البنية التحتية العسكرية للحركة، وقتل واعتقال نحو 14 ألف من مقاتليها، وهو ما يمثل أكثر من نصف عدد مقاتلي حماس عند بداية الحرب، وفق الصحيفة.

من جته، اعتبر الصحفي أنه، رغم الخسائر التي لحقت بحماس، إلا أنها لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات مضادة. حيث لا تزال الحركة وجماعات مسلحة أخرى، مثل الجهاد الإسلامي، “تشكّل تهديدًا”، حتى في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة.

وأوضح غيرشون باسكن، الخبير الإسرائيلي ومفاوض الرهائن السابق، في مقابلة مع الصحيفة الناطقة بالألمانية، أن حماس ما تزال تعمل كقوة متمرّدة قادرة على إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، صرّح مرارًا أنه لن ينهي الحرب حتى يتم القضاء على حماس تمامًا. ويشتبه باسكن بأن نتنياهو يسعى أيضًا لتعقب قائد حماس، يحيى السنوار، وقتله.

(المصدر: أرغاور تسايتونغرابط خارجي، 10 سبتمبر 2024، بالألمانية)

من سويسرا: الأونروا… وصدمة رئيس سابق

جوزيف دايس، العضو السابق في الحكومة الفدرالية.
جوزيف دايس، العضو السابق في الحكومة الفدرالية. Keystone-SDA

في مقابلة مع صحيفة لوتون، انتقد جوزيف دايس، عضو الحكومة الفدرالية والرئيس السويسرية الأسبق، تصويت إحدى غرفتي البرلمان الفدرالي بالإيجاب على وقف المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

يوم الإثنين 9 سبتمبر، صوّت مجلس النوّاب السويسري بالإيجاب، على الوقف الفوري للمدفوعات إلى وكالة الأونروا.

وقد قبل مجلس النوّاب، الغرفة السفلى للبرلمان، الاقتراحَ الذي تقدم به أحد أعضاء حزب الشعب السويسري اليميني، بأغلبية 99 صوتاً مقابل 88 صوتاً، وامتناع سبعة أعضاء عن التصويت. ولكن، لا يزال يتعيّن مناقشة القرار في مجلس الشيوخ، الغرفة العليا للبرلمان، قبل إصدار قرار نهائي.

تفاصيل التصويت في هذا الخبر على موقعنا، بالإنجليزية.

وقال دايس في المقابلة إنّ “هناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتضورون جوعًا”، مشدّدًا على أن ” اتفاقيات جنيف، من بين مفاخر سويسرا. ويجب أن تسود المادّة 55 منها، التي تنص على أنّه من واجب قوة الاحتلال، وفقًا لأقصى إمكانياتها، تأمين الإمدادات الغذائية والطبية للسكان”. وأضاف: “ينبغي على المجتمع الدولي أن يوضح لإسرائيل أن من مسؤولياتها رعاية المدنيين في الأراضي المحتلة.”

واعتبر الرئيس السويسري الأسبق أن الشكوك حول استخدام الأموال بشكل غير صحيح لا تبرّر قطع المساعدات في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون والفلسطينيات، معربًا عن صدمته وألمه تجاه هذا القرار، كونه يتعارض مع التزامات سويسرا في الدفاع عن القانون الدولي.

وشدّد جوزيف دايس على ضرورة أخذ سويسرا المبادرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والإصرار على احترام القانون الدولي وتعزيز حقوق الإنسان، بالاستناد إلى دورها كدولة وديعة لاتفاقيات جنيف، خاصة وأن مجلس حقوق الإنسان يقع في سويسرا، مما يعزز مسؤوليتها في هذا المجال، حسب تعبيره.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 10 سبتمبر 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ مبادرة إصلاح نظام التقاعد المهني في سويسرا… كلّ المؤشّرات سلبيّة؟

+ بعد قرار الشعب حظرها في اقتراع عامّ… هل تبني سويسرا محطّات طاقة نووية جديدة؟ 

+ دراسة دولية: الجمهور السويسري لا يميّز بسهولة بين الحقيقة والأخبار المضلّلة

+ تهديدات واعتداءات … دراسة تظهر تعرّض الساسة المحليين في سويسرا إلى خطاب عدائي متزايد

+ أهداف واحدة وأساليب متباينة… إصلاح قوانين التقاعد في سويسرا والمملكة العربية السعودية

+ في سويسرا والعالم: كيف نحافظ على البرودة في المدن أثناء موجات الحرّ؟ 

+ لا أحد يرغب في الاعتراف بطالبان لكنّ سويسرا ستعود إلى أفغانستان مجدّدًا

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 20 سبتمبر مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية