مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحيفة سويسرية: محور فيلادلفيا… منطقة عازلة تحكم مستقبل التهدئة في غزّة؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن أن الجيش الإسرائيلي لن يغادر ممر فيلادلفيا في قطاع غزة. 21 أغسطس 2024.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن أن الجيش الإسرائيلي لن يغادر ممر فيلادلفيا في قطاع غزة. 21 أغسطس 2024. The Associated Press

من بين ما تناولته الصحف السويسرية هذا الأسبوع: تأثير الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل على مفاوضات صفقة الرهائن، والأهمية الاستراتيجية لمحور فيلادلفيا، وإعادة فتح السفارة السويسرية في العراق.

  • لوتون: ما هو ”محور فيلادلفيا“ الذي يقع في قلب مفاوضات التهدئة في غزة؟
  • نويه تسورخير تسايتونغ: الإسرائيليون غاضبون أكثر مما كانوا عليه منذ بداية الحرب – ماذا يعني الإضراب الذي عمّ البلاد بالنسبة لمفاوضات الرهائن؟
  • تريبون دو جنيف: إعادة فتح السفارة السويسرية في العراق بعد 33 عاماً من الإغلاق

بين التهدئة والتصعيد في القطاع… فيلادلفيا؟

نتنياهو، محور فيلادلفيا
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يشير إلى خريطة قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي في القدس، 02 سبتمبر 2024. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، من بين أمور أخرى، إن إسرائيل ”يجب أن تكون لها السيطرة“ على محور فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. وكُتب بالعبرية على الشاشة: ”محور فيلادلفيا تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية“. KEYSTONE/ EPA AP Pool POOL

ناقش ليو تيتشيلي، صحفيّ لوتون الناطقة بالفرنسية، الأهمية الاستراتيجية لمحور فيلادلفيا*، الذي أصبح نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الجارية حول هدنة محتملة. حيث يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بضرورة السيطرة على المحور كوسيلة لتعزيز الأمن الإسرائيلي، فيما يرى بعض المراقبين.ات أن رئيس الوزراء إنّما يسعى بذلك إلى عرقلة المفاوضات.

وبيّن المقال أن المنطقة الواقعة في جنوب قطاع غزة، عبارة عن شريط حدودي استراتيجي، يفصل بين غزة ومصر، وأنها محاطة بأسوار، مشيرًا إلى أن الغرض الرئيسي منها هو منع المرور غير القانوني للبضائع والمعدات العسكرية بين مصر والقطاع الفلسطيني.

يُعرف أيضًا باسم محور صلاح الدين. وهو شريط ضيّق من الأرض، على امتداد الحدود بين غزّة ومصر. يبلغ طوله 14 كيلومترًا، وعرضه 100 متر. ويمثّل المحور جزءًا أساسيا من معاهدة السلام، الموقّعة بين مصر وإسرائيل، عام 1979.

(ملاحظة من هيئة تحرير سويس إنفو)

وأضاف تيتشيلي أن أطراف اتفاقيات كامب دايفد، لعام 1979، كانت قد اتّفقت على وضع المحور كمنطقة منزوعة السلاح. وبين ذلك التاريخ وعام 2005، تم الاتفاق على السماح بدوريات خفيفة التسليح. وكان من المفترض، أن يؤمّن 750 حارسًا مصريًا المنطقة، وفقًا لاتفاق فيلادلفيا لعام 2005، وأن يُقام معبر للبضائع على مستوى رفح، ويتمّ تطوير الميناء والمطار. غير أن ذلك لم يحدث بعد وصول حماس إلى السلطة في غزة.  ومنذ 7 أكتوبر 2023، جعلت إسرائيل من الشريط هدفًا عسكريًا، معلنةً سيطرتها عليه، في مايو 2024.

واليوم، يُعدّ فيلادلفيا محورًا للتوترات بين إسرائيل وحماس، حيث تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة عليه كشرط أساسي لأي وقف لإطلاق النار، بزعم منع تدفق الأسلحة إلى الحركة، في حين تعتبره الأخيرة وسيلة للبقاء على قيد الحياة رغم الحصار، وفق الصحيفة.

وتتضمّن الخيارات الأخرى المطروحة لتأمين المنطقة دون وجود إسرائيلي، استخدام تكنولوجيا المراقبة، أو إعادة إشراك قوات من السلطة الفلسطينية، بدعم أمريكي أوروبي. لكن هذه الحلول تواجه رفضًا من الجانب الإسرائيلي حتى الآن، حسب المصدر نفسه.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 4 سبتمبر 2024، بالفرنسية)

في إسرائيل: غضب شعبيّ وإضراب عامّ

من جهتها، وفي سياق الحرب الإسرائيلية الفلسطينية أيضًا، سلّطت نويه تسورخير تسايتونغ، الناطقة بالألمانية، الضوء على الوضع الداخلي في إسرائيل. وأشارت إلى أن البلاد تشهد موجة غضب شعبي غير مسبوقة منذ بداية الحرب، مع تصاعد الاحتجاجات المُطالبة بالتوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن، ووقف إطلاق النار مع حماس، وذلك عقب العثور على جثث ستة رهائن قتلوا.ن على يد الحركة في غزة، وفق تعبيرها.

وأوضح مراسل الصحيفة في تلّ أبيب، ريفيرت هوفّر، أن هذا الغضب قاد إلى إضراب واسع صباح يوم الإثنين الماضي، ليشلّ العديد من القطاعات الاقتصادية، وذلك استجابةً لدعوات من الاتحاد النقابي العمالي الأكبر في البلاد، المعروف باسم “الهستدروت”، ومنتديات عائلات الرهائن. كما توقّفت الرحلات الجوية في مطار تل أبيب، وتعطلت الأنشطة في ميناء حيفا، وأنهى المعلمون.ات الحصص الدراسية مبكرًا.

متظاهرون.ات يدعمون.ن عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، يضعون ستة نعوش خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، 02 سبتمبر 2024.
متظاهرون.ات ت.يدعمون.ن عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، يضعون.ن ستة نعوش خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، 02 سبتمبر 2024. Keystone-SDA

لكنّ المراسل نقل أنه بحلول الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الإثنين، عادت الأمور إلى طبيعتها، إثر قرار محكمة العمل الإسرائيلية بإنهاء الإضراب، وذلك قبل ثلاث ساعات ونصف من الموعد المحدّد. ووفقًا للقاضي، فإنه كان يجب على النقابة تقديم إشعار مسبق بالإضراب ليكون قانونياً. وكان “الهستدروت” قد أعلن عن الإضراب، وحشد قواه قبل يوم فقط من شنّه، وفق الصحيفة.

وبيّن المراسل أن إسرائيل أصبحت أكثر انقسامًا الآن مما كانت عليه سابقًا. حيث يعتقد الفريق المنتقد لحكومة نتنياهو أنّ مقتل الرهائن دليل على فشل السياسة التي انتهجتها، وأنه لو كان رئيس الوزراء أكثر مرونة في المفاوضات حول صفقة تحرير الرهائن، لكان الرهائن الستّة قد بقوا.ين على قيد الحياة. في المقابل، يجادل الفريق المؤيد لنهج نتنياهو المتشدّد بأنّ ما يصفه بجرائم قتل حماس تُظهر أن الحركة ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، وأنها تعتمد على العنف لتحقيق أهدافها.

وبالتزامن مع الضغوط الشعبية، يواجه نتنياهو تزايدًا في الضغوط الداخلية والدولية للتعامل بمرونة أكبر في المفاوضات. فداخل حكومته نفسها، دعا وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى إعادة النظر في قرار إبقاء الجنود والجنديات الإسرائيليين.يات على الحدود بين غزة ومصر بعد وقف إطلاق النار، وهو ما يمثل عقبة رئيسية في المحادثات. كما تتزايد الضغوط على الصعيد الدولي، خاصة من الولايات المتحدة، التي قدمت اقتراحًا أخيرًا للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، مهدّدة بالانسحاب من الوساطة إذا لم يتم قبوله. كما انتقد الرئيسُ الأمريكي، بايدن، رئيسَ الوزراء، نتنياهو، لعدم بذله جهود كافية لإنجاح المفاوضات المتعلقة بالرهائن، وفق الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي،  2 سبتمبر 2024، بالألمانية)

في العراق: إعادة فتح السفارة السويسرية

حارس من الشرطة العراقية يقف خارج السفارة السويسرية في بغداد. سويسرا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع العراق، لكنها أغلقت السفارة لأسباب أمنية خلال حرب الخليج. 2 فبراير 2001. 2744281 (RM)
حارس من الشرطة العراقية يقف خارج السفارة السويسرية في بغداد. سويسرا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع العراق، لكنها أغلقت السفارة لأسباب أمنية خلال حرب الخليج. 2 فبراير 2001. 2744281 (RM) Keystone

اهتمّت صحيفة تريبون دو جنيف، الناطقة بالفرنسية، بخبر إعادة سويسرا فتح سفارتها في العراق، بعد 33 عامًا من الإغلاق، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين. وكانت السفارة قد أُغلقت عام 1991، بسبب حرب الخليج. لكن مع تحسّن الوضع الأمني في العراق مؤخرًا، ودخول البلاد مرحلة من النمو الاقتصادي، قرّرت الدولة الواقعة في جبال الألب إعادة تمثيلها الدبلوماسي، في بلاد الرافدين، حسب الصحيفة.

وأضافت تريبون دو جنيف أنّ القرار في سياق رغبة الحكومة الفدرالية السويسرية في تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق، وأنه، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السويسرية، فإن السفارة الجديدة ستسهم في تطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والسلام والهجرة.

(المصدر: صحيفة تريبون دو جنيفرابط خارجي، 3 سبتمبر 2024، بالفرنسية)

>> كانت سويس إنفو قد أجرت في مايو الماضي، مقابلة حصريّة مع وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، والّذي أفاد خلالها بأنّ سويسرا تستعدّ بالفعل لفتح سفارتها في بغداد في غضون أشهر. يمكنك الاطّلاع في ما يلي على المقابلة كاملة، والتعرّف على جهود بلاد الرافدين لاستعادة آثارها المنهوبة من سويسرا ودول أخرى 👇👇.

المزيد
في 24 مايو 2024، أعادت سويسرا إلى العراق ثلاث قطع أثرية ثقافية مهمة من بلاد ما بين النهرين. وقد سلمت وزيرة الداخلية السويسرية إليزابيث باوم شنايدر منحوتتين وتمثالاً لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. أجرت سويس إنفو مقابلة حصرية مع حسين حول القطع الأثرية المسترجعة وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين.

المزيد

حصري- وزير خارجية العراق: “سويسرا ستعيد فتح سفارتها في بغداد خلال أشهر” 

تم نشر هذا المحتوى على ،أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين في مقابلة حصرية مع سويس إنفو، أن سويسرا ستعيد فتح سفارتها في بغداد في غضون أشهر.

طالع المزيدحصري- وزير خارجية العراق: “سويسرا ستعيد فتح سفارتها في بغداد خلال أشهر” 

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+في سويسرا والعالم: كيف نحافظ على البرودة في المدن أثناء موجات الحرّ؟ 

+ من زيورخ: التعلّم عن بُعد يفتح نوافذ الأمل أمام الفتيات الأفغانيّات  

+ لماذا يريد الناتو افتتاح مكتب اتصال له في جنيف؟ 

+ “لا منافس لسواتش في قطاع الساعات المصنّعة في سويسرا”

+ في جبال الألب: بحث سويسري يفكّ شفرة ذوبان التربة الصقيعيّة  

+  في لونغرن السويسرية: جدّتي تعيش في القرية نفسها منذ 100 عام 

+ جبهة تحرير فلسطين ودبلوماسي مصري… الهجمات السياسية التي هزّت سويسرا 

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني، إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 13 سبتمبر مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية