مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحيفة سويسرية: مزاعم بتزوير وليّ العهد السعودي توقيعَ والده للتدخّل عسكريّا في اليمن

يُعتبر الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية، ويقوم بمهام عديدة نيابة عن والده الملك البالغ من العمر 88 عاماً، بما في ذلك لقاء القيادات والزعمات السياسية.
يُعتبر الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية، ويقوم بمهام عديدة نيابة عن والده الملك البالغ من العمر 88 عاماً، بما في ذلك لقاء القيادات والزعمات السياسية. Keystone-SDA

 في الصحف السويسرية هذا الأسبوع، مزاعم بتزوير إمضاء الملك للسماح بتدخل السعودية في اليمن، وتقرير ميداني حول معاناة السكان في السودان، وفرص نجاح خطّة “الفرصة الأخيرة” لوقف الحرب في غزّة.

  • تاغيس أنتسايغير: حرب اليمن: هل قام محمد بن سلمان بتزوير التوقيع؟
  • تريبون دو جنيف: إسرائيل تقبل خطة ”الفرصة الأخيرة“ الأمريكية
  • لو تون: في الخرطوم، وسط أكبر أزمة نزوح في القرن الحادي والعشرين: ”رأيت جيراني يموتون جوعاً“.

السعودية: تزوير توقيع الملك لشنّ حرب؟

نشرت صحيفة تاغيس أنتسايغير، الناطقة بالألمانية، مزاعم مسؤول استخباراتي سابق بتزوير وليّ العهد، الأمير محمد بن سلمان، توقيعَ والده، الملك سلمان، للسماح بمشاركة السعودية في الحرب ضد جماعة الحوثي في اليمن.

ونقلت الصحيفة السويسرية تصريحات سعد الجبري، المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قال خلالها إنّ مسؤولاً موثوقًا ومطّلعًا داخل وزارة الداخلية السعودية، أكّد له أن الأمير محمد بن سلمان وقّع مرسوماً ملكياً يسمح بالتدخّل البري في اليمن بدلاً من والده. وقال الجابري لبي بي سي: ”لقد فوجئنا بوجود مرسوم ملكي يأذن بالعملية البرية”، مضيفًا ”لقد زوّر [بن سلمان] توقيعَ والده على هذا المرسوم الملكي. حيث كانت قدرات الملك العقلية قد تدهورت”، كما نقلت الصحيفة.

ولم ترد السلطات السعودية على الفور، على اتهامات الجبري، الذي كانت قد وصفته سابقاً بالـ”مسؤول الحكومي السابق الفاقد للمصداقية”. ويعيش الجابري منذ فترة في منفى اختياري في كندا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير محمد بن سلمان يُعتبر الحاكم الفعلي للسعودية، ويقوم بمهام عديدة نيابة عن والده، الملك البالغ من العمر 88 عاماً، بما في ذلك لقاء القيادات والزعمات السياسية. ومنذ بداية الحرب في اليمن عام 2015، عزّز ولي العهد سلطاته بشكل كبير، وشدد من قمعه لأي معارضة داخلية، وفق المصدر ذاته.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 19 أغسطس 2024، بالألمانية)

إسرائيل: “خطة الفرصة الأخيرة”؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العلمين، مصر، 20 أغسطس 2024، حيث ناقشا اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العلمين، مصر، 20 أغسطس 2024، حيث ناقشا اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة. Keystone-SDA

ناقش تيوفيل سيمون قبولَ إسرائيل لشروط خطة تسوية أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تزايد التوترات الإقليمية واستعدادات عسكرية من قبل إسرائيل وحزب الله. وبيّن أن مستقبل السلام على المحكّ، مع تزايد المخاوف من فشل المفاوضات، وما قد يترتب عن ذلك من تصعيد إقليمي.

وأوضح الصحفي في تربيون دو جنيف أنه قبيل انعقاد قمة القاهرة يوم الأربعاء الماضي، بدا وقف إطلاق النار في غزة وشيكاً، حيث أعلنت إسرائيل قبولها لشروط “خطة التسوية” الأمريكية لأول مرة منذ نوفمبر، كما أكّد ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد جاء هذا الإعلان في ظل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن القمة قد تكون “الفرصة الأخيرة” لتحقيق وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن إلى ديارهم.

يواصل البنتاغون تعزيز وجوده العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتواجد نحو 30% من الأسطول البحري الأمريكي هناك، وهو أعلى مستوى منذ غزو العراق في عام 2003.

تريبون دو جنيف

وأشار سيمون إلى أنه رغم هذه التصريحات الإيجابية، فإن فرص نجاح المفاوضات لا تبدو واعدة حسب بعض الخبيرات والخبراء. ونقل عن المحللة الفلسطينية المقيمة في المنفى، رهام عودة، قولها إن الأطراف المعنية، سواء إسرائيل أو حماس، ليست مهتمة بالشروط المطروحة على الطاولة، ممّا يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه المحللون.ات عن صعوبة تقريب المواقف المتباينة، تسرّبت بعض تفاصيل الخطة المقترحة، والتي تبدو مائلة لصالح إسرائيل، مثل احتفاظ الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على ممرّ “فيلادلفيا” الحدودي بين مصر وغزة، والسيطرة على معبر رفح من قبل السلطة الفلسطينية. في المقابل، قد توافق إسرائيل على الانسحاب من المناطق الحضرية الرئيسية في غزة، والتخلي عن السيطرة على نقطة تفتيش مهمة بين شمال القطاع وجنوبه، بما يتيح عودة النازحين.ات من غزة إلى أحيائهم، وفق الصحيفة.

في الوقت ذاته، يواصل البنتاغون تعزيز وجوده العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتواجد نحو 30% من الأسطول البحري الأمريكي هناك، وهو أعلى مستوى منذ غزو العراق في عام 2003. كما تتّجه حالياً حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، التي تُعتبر العنصر الرئيسي في هذا الانتشار، من المحيط الهادئ نحو الخليج الفارسي. ومن المتوقع أن تصل خلال الأيام المقبلة، تحسباً لأي تصعيد محتمل او احتمالية فشل مفاوضات القاهرة، وفق الصحيفة.

(المصدر: تريبون دو جنيفرابط خارجي، 19 أغسطس 2024، بالفرنسية)

حدثت المستجدّات التالية، منذ نشرت تريبون دو جنيف مقالها أعلاه في 19 أغسطس:

-20 أغسطس: انتقد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، أسامة حمدان، تصريح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اقتراحا محدثا، قائلا إنه “يثير التباسات كثيرة”، لأنه “ليست الورقة التي قدمت لنا، وليست التي وافقت عليها حركة حماس”.

– 22 أغسطس:  صرّح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل لم توافق على سحب قواتها من محور فيلادلفيا، على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، نافيًا بذلك صحة تقرير بالتلفزيون الإسرائيلي كان أفاد بموافقة رئيس الوزراء على سحب القوات.

المصدر: رويترز

السودان: “رأيت جيراني يموتون من الجوع”

سلّط صحفي لوتون، باستيان ماسا، الضوء على الظروف المأساوية التي يعيشها السودانيون.ات، من قصف مستمرّ وجوع وتشريد. ونقلَ روايات مؤلمة عن معاناة المدنيين.ات في المناطق المتأثّرة بالصراع المستمرّ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والّذي أدّى إلى أكبر أزمة نزوح في القرن الحادي والعشرين.

وأوضح ماسا في ريبورتاج من أم درمان، أنه في الوقت الذي تجري فيه المحادثات في جنيف، يعاني السودانيون والسودانيات من تداعيات الحرب المدمرة: فهم يمثلون ربع الأفارقة الذين واللواتي شرّدتهم.نّ الصراعات، حيث يموت 100 شخص جوعاً كل يوم.

منذ بدء الصراع المسلح في السودان في 15 أبريل 2023، اضطر 11 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، مما جعل السودان يتصدر قائمة أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
منذ بدء الصراع المسلح في السودان في 15 أبريل 2023، اضطر 11 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، مما جعل السودان يتصدر قائمة أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. Copyright 2023 The Associated Press. All Rights Reserved

وقد دفعت الحرب بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، السودان إلى حافة الهاوية، وفق الصحيفة. فمنذ بدء الصراع في 15 أبريل 2023، اضطرّ 11 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم.نّ، ممّا جعل السودان يتصدر قائمة أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وتقول الأمم المتحدة إن استمرار القتال في المناطق الحضرية وشبح المجاعة يجعلان الوضع “كارثيًّا”.

ونقل الصحفي عدة قصص للبقاء على قيد الحياة، ففي مستشفى “الناو” في أم درمان، امتلأت غرفة الطوارئ بالجرحى نتيجة القصف الأخير، في مشهد بات مألوفاً للطاقم الطبي. ووثّق الصحفي شهادة مدير المستشفى، الدكتور جمال الطيب، بأنّ المستشفى استُهدف عدة مرات منذ بداية الحرب. ويقول الطيب: “لا يموت الناس فقط بسبب الإصابات الناجمة عن القنابل والرصاص، ولكن أيضاً بسبب الأمراض المزمنة، وسوء التغذية، وعدم الحصول على الرعاية”.

>> تغطية سويس إنفو لمحادثات السلام حول السودان في جنيف

المزيد

ووصف ماسا الخرطوم بأنها مدينة أشباح، حيث لم يبقَ فيها سوى بقايا مبانٍ مدمرة. وهناك التقى الصحفي بفتحية عبد المجيد، التي روت كيف شاهدت جيرانها يموتون جوعاً في حي المهندسين، بعد أن سرقت الميليشيات كل ما يمكن أن يساعد السكان على البقاء. تقول فتحية: ” كان الناس يحاولون الحصول على الطعام، لكن في طريق العودة تعرضوا للسرقة من قبل رجال قوات الدعم السريع. في الأشهر الأخيرة، كنا نأكل ما وجدناه، وأحياناً لم نجد سوى الفئران”.

أمّا أمل إبراهيم، وهي أم لأربعة أطفال، فقد عاشت تجربة مريرة بعد أن دمرت القذائف منزل جيرانها، لتفر بعدها مع أبنائها إلى مدرسة “بارادايس”، شمال شرق الخرطوم بحثاً عن الأمان. لكن العائلة لم تجد الأمان هناك، حيث فقدت ابنها الأكبر في قصف استهدف المدرسة.

وفي شهادة أخرى، يروي آدم تجربته المؤلمة، حيث تعرّض للتعذيب على يد قوّات الدعم السريع، التي اتّهمته زوراً بمساعدة الجيش. ويصف الشاب السوداني الظروف المروّعة التي عاشها خلال احتجازه، حيث كان يتعرّض للضرب والإهانة بشكل مستمرّ.

كما تطرق الريبورتاج أيضًا إلى تأثير الحرب على البنية التحتية الصحية والزراعية في البلاد، حيث حذّر عبد المنعم صالح، مزارع سوداني، من كارثة محتملة في موسم الحصاد نتيجة توقف الأنشطة الزراعية ونزوح السكان، قائلاً: “إذا لم يتم فعل شيء، فنحن نتجه نحو كارثة”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 21 أغسطس 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ شبكة احتيال وراء إعلانات المشاهير المزيّفة 

+ الذبح في المزارع السويسرية: وقت أكثر وإجهاد أقلّ  

+ الحرب في السودان: مساعٍ نسائية للتأثير في محادثات جنيف 

+ الأم في المطبخ والأب للإصلاحات المنزلية: لماذا يتغيّر نظام تقسيم العمل ببطء في سويسرا؟

+ “مشكلة إريتريا”: هل تصبح إيطاليا قدوةً لسويسرا في التعامل مع الهجرة؟

+ التقاعد المرن: حلّ محتمل لسدّ ثغرات سوق العمل في سويسرا 

+ تزايد الإقبال في سويسرا على اقتناء السيارات كبيرة الحجم 

للمشاركة في النقاش الأسبوعي

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: ألكسندرا أندريست

استخدام الشرطة للكاميرات المحمولة: ضروري لإنفاذ القانون أم تهديد للخصوصية؟

هل رأيت الكاميرات المثبتة بالجسم تُستخدم في منطقتك من قبل؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف ترى تأثيرها على العلاقة بين الجمهور وشرطة (النقل)؟

3 إعجاب
7 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 30 أغسطس مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية