أبيل : أبعد المجرات عن كوكبنا
إكتشف فريق سويسري فرنسي أبعد مجرة في الفضاء حتى الآن، تقع على بعد 13.2 مليار سنة ضوئية من الأرض، وذلك بمساهمة مالية من المكتب الفدرالي لدعم البحث العلمي.
وقد سجل هذا الاكتشاف رقما قياسيا جديدا بعد أسبوعين من إعلان علماء أمريكيين عن اكتشاف أبعد مجرة عن الأرض.
إعتقد علماء الفيزياء النووية الأمريكيين أنهم حققوا إنجازا علميا مثيرا، عندما أعلنوا في 16 فبراير الماضي عن اكتشاف أبعد مجرة في في الفضاء، والتي تقع على مسافة 13 مليار سنة ضوئية من الأرض.
إلا أن ما توصل إليه فريق البحث العلمي السويسري الفرنسي، حطم هذا الرقم القياسي، إذ تبعد المجرة الجديدة 200 مليون سنة ضوئية عن تلك التي أعلن العلماء الأمريكيون عنها قبل أسبوعين، كما يعتقد العلماء أن عمر تلك المجرة يبلغ 470 مليون سنة، بينما كان يعتقد العلماء أن المجرات الحديثة تكونت قبل ما يتراوح بين 100 و 200 مليون عام.
وقد أطلق العلماء السويسريون والفرنسيون على المجرة الجديدة اسم “ابيل 1853 اي ار 1916” Abell1835 IR1916، واستخدموا المنظار الأوروبي الضخم المثبت في بارانال التشيلية للتعرف عليها.
3 سنوات من البحث والقياسات
ويقول العلماء أنه من المحتمل أن تكون المجرة التي اكتشافها مؤخرا واحدة من أهم العناصر الأولى التي تم بها اختتام ما يطلق عليها بالعصور المظلمة، قبل حدوث انفجار كوني هائل يعتقد العلماء أنه وقع قبل 13.7 مليار سنة من الآن، حيث غرق الكون على إثره في ظلام دامس.
ترأس مجموعة العمل البحثية السويسري دانيال شيرير من مرصد جامعة جنيف، والفرنسي روسي بيللو من مرصد وسط البيرينيه.
وقال رئيس فريق البحث السويسري دانيال شيرير في حديثه إلى سويس انفو، أن التعاون مع الفريق الفرنسي في جامعة تولوز بدأ قبل 3 سنوات، ويعمل أحد أعضاء الفريق في تشيلي بأمريكا اللاتينية، حيث يقوم بمتابعة إرسال البيانات التي يحصل عليها من المنظار الفلكي هناك، بينما قام بقية الفريق في سويسرا وفرنسا بتحليل تلك البيانات والمعطيات بشكل متواصل.
أمل في الكشف عن الكثير
وقد اتفقت مختلف النظريات العلمية حول نشأة الكون والمجرات على أن أول النجوم بدأ الظهور بعد مئات الملايين من السنوات، بعد ذلك الانفجار الكوني الهائل، والذي جرى العرف على تسميته بـ”إعادة ميلاد المجرات”، والتي تم معها اختتام عصر الظلام الكوني الدامس.
ويستخدم العلماء طريقة تعرف باسم “درجة ميل الأشعة دون الحمراء المرتدة” لقياس بعد المجرات عن الأرض وتحديد عمرها، ويستخدمون في ذلك مناظير غاية في الدقة والقوة.
ويقول رئيس فريق البحث السويسري دانيال شيرير أنه كلما ابتعدت الاجسام في الفضاء الخارجي عن بعضها كلما زادت قوة الأشعة دون الحمراء التي تبثها، وكذلك كلما ابتعدت المسافة بينها وبين كوكب الأرض، مما يسهل رصدها وقياسها.
وقد صرح شيرير في حديثه إلى سويس أنفو بأن فريق البحث سيعود إلى المناظير مرة أخرى مع بداية الربيع، للتعرف على المزيد من خواص تلك المجرة، وستكون الخطوة التالية في البحث متعلقة بالكشف عن التركيبة الكيماوية لنجومها، وهل تحتوي فقط على العناصر الأساسية مثل الاكسجين والهيليوم، أم أن بها أيضا عناصر ثقيلة.
ومن المحتمل أن تساعد الاجابة عن تلك التساؤلات في كشف النقاب عن الكثير من الغموض الذي يحيط بتركيبة النجوم والمجرات التي نشأت بعد الانفجار الكوني الهائل قبل مليارات السنوات.
سويس انفو مع الوكالات
المجرة هي نظام سماوي أشبه ما تكون بالجزيرة في محيط الفضاء اللانهائي وتتألف من نجوم وسُدُم ومادة بين نجمية، وتضم ما لا يقل عن مائة مليار نجم.
يعتقد العلماء أن عدد المجرات يصل إلى 500 مليون مجرة، تميل إلى التجمع في شكل عناقيد، أكبرها عنقود كوما الذي يضم 10 آلاف مجرة تقريبا ويقع على بعد 100 مليون سنة ضوئية من الأرض.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.