أجانب جنيف وحق التصويت والترشح؟
من بين القضايا المطروحة للتصويت في الرابع مارس "آذار"القادم في جنيف، تخويل الأجانب حق التصويت والترشيح في القضايا البلدية. هذا الموضوع الذي يعرض على الناخبين للمرة الثالثة إذا ما كتب له الفوز فقد يسمح لتسعين ألف أجنبي بالمشاركة في الحياة السياسية المحلية وستصبح جنيف رابع دويلة سويسرية تخول الأجانب حق التصويت.
تستعد جنيف للتصويت في الرابع مارس آذار القادم على موضوع منح الأجانب حق التصويت والترشيح في القضايا البلدية شريطة أن يكون الأجنبي قد أقام في سويسرا منذ ثمانية أعوام . ويتعلق الأمر بحوالي 90 ألف أجنبي من بين ال 150 ألف المقيمين حاليا في دويلة جنيف . وفي حال حصول الموضوع على الأغلبية فإن ذلك ستكون له تأثيرات هامة في مجال اتخاذ القرارات على المستوى البلدي بحيث سيرتفع عدد الناخبين من 200 ألف إلى 300 ألف مع كل ما يرافق ذلك من اختلال في التوازنات السياسية التي ظلت تطبع الحياة السياسية في جنيف .
ولكن قبول موضوع تصويت الأجانب في مدينة دولية مثل جنيف يشكل فيها الأجانب اكثر من أربعين بالمائة قد تكون له تأثيرات إيجابية على سمعة هذه المدينة كمدينة حقوق الإنسان ومدينة متفتحة على العالم .
فقد تطلب الأمر أن يتولى ” برلمان الشباب ” في عام 1996 موضوع حق تصويت الأجانب لكي يتم إعطاء الدفع اللازم للموضوع بعد فشله مرتين أمام التصويت الشعبي على مستوى جنيف . فقد رفض الناخبون في عام 1993 بنسبة واحد وسبعين بالمائة مبادرة شعبية ” كلنا موطنون ومواطنات” التي كانت تهدف إلى منح الأجانب حق التصويت والترشيح على مستوى البلدية والدويلة. وفي شهر نوفمبر من نفس العام رفض الناخبون أيضا بنسبة واحد وسبعين بالمائة مبادرة تهدف إلى منح الأجانب حق التصويت فقط على مستوى البلدية والدويلة .
وفي حال تصويت أهل جنيف بالأغلبية لصالح منح الأجانب حق التصويت والترشيح في القضايا البلدية ستصبح جنيف رابع دويلة تسمح بهذا الحق على مستوى سويسرا وهذا بعد دويلة نيوشاتل التي يسمح دستورها منذ عام 1849 للأجانب بحق التصويت على المستوى البلدي والتي أدخلت تعديلا على دستورها يشرع العمل به في العام 2002 يسمح أيضا للأجانب بحق التصويت على مستوى الدويلة .
كما أقرت دويلة الجورا منذ تأسيسها في عام 1979 حق تصويت الأجانب في أمور البلدية والدويلة باستثناء القضايا الدستورية . وفي عام 1999 منحت كبريات البلديات في دويلة <الجورا> الأجانب المقيمين فيها حق الترشيح أيضا . وتعتبر مدينة <دوليمون> أول بلدية سويسرية ينتخب فيها أربعة أجانب كممثلين في المجلس البلدي .
والحدث الذي يبدو شاذا نوعا ما هو منح بلدية < فالد > بدويلة < ابنتسيل > المحافظة في عام 1996 للاجانب المقيمين فيها حق التصويت. لكن هذه التغييرات تمت دوما ضمن مراجعة للدساتير المحلية ومن هذا المنطلق ينظر بإهتمام بالغ لاختبار جنيف لأن العملية ستتم عبر استفتاء شعبي .
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.