أجراس الكنائس تدق لضحايا كارثة “تسونامي”
دقت اليوم أجراس كافة كنائس سويسرا على مدى ربع ساعة، إحياءا لذكرى ضحايا كارثة تسونامي الآسيوية، فيما تواصلت على مدى النهار حملة وطنية للتبرع للناجين منها.
أعضاء الحكومة السويسرية يشاركون في مراسم صلاة متعددة الديانات على أرواح القتلى في برن، ووزيرة الخارجية تعد البلدان الآسيوية المتضررة خلال زيارتها للإقليم ب”مساعدة عملية”.
تزامنت مراسيم الصلاة التي أجريت مساء اليوم في كاتدرائية برن على أرواح قتلى كارثة تسونامي، مع الحملة الوطنية لجمع التبرعات لضحاياها، والتي أعدت لها منظمة “التضامن السويسري” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
وقد شارك كل من الرئيس السويسري صمويل شميد، ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي – راي، ووزير الاقتصاد جوزيف دايس، في طقوس الاحتفال التأبيني المتعدد الديانات. والقى الرئيس السويسري خطاباً في بداية الحدث، أشار فيه إلى فداحة الحدث، أعقبه كلمات وصلوات لممثلين عن كافة الأديان السماوية التي لها حضور في سويسرا.
ونُكس العلم السويسري على مبنى البرلمان والمنشآت الحكومية، فيما قرعت أجراس الكنائس على مدى 15 دقيقة في منتصف النهار في كل أنحاء البلاد.
يوم حداد وطني
يوم الحداد السويسري على أرواح قتلى الكارثة الآسيوية، والتي وصلت حصيلتها إلى حد الآن نحو 150 ألف قتيل، يأتي بعد يوم من الإعلان عن موت مئات السويسريين ممن كانوا متواجدين في إقليم جنوب شرق آسيا وقت الزلزال.
وكان الرئيس السويسري قد أعلن في مؤتمر صحفي عقد في برن يوم أمس أن عدد الضحايا السويسريين كان أكبر مما كان متوقعاً، وأن الأمل في العثور على الكثيرين من المفقودين، وبالتحديد 500 منهم، قد تلاشى فعلاً.
على صعيد مواز، أنهت وزيرة الخارجية السويسرية يوم أمس زيارة لها إلى المناطق المتضررة في كل من تايلاندا وسيريلانكا.
وعبرت السيدة ميشلين كالمي – راي في مؤتمر صحفي لها اليوم عن مشاعر الصدمة تجاه ما عاينته من دمار في الإقليم، وما سمعته من قصص الضحايا والناجين، وقالت “كل الناس قصوا نفس الحكايات”.
ولفتت الوزيرة إلى أهمية استغلال مبلغ ال 27 مليون فرنك سويسري، الذي خصصته الحكومة الفدرالية في مساعدات عاجلة للمناطق المتضررة، بصورة عملية.
وأوضحت أن 60% من تلك المساعدات سيتم تخصيصها لمشاريع ثنائية مع كل من البلدان المتضررة، فيما سُتحول نسبة ال 40% الباقية إلى المشاريع الدولية، التي تديرها كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة.
إحياءا لذكراهم…
وأكدت السيدة كالمي – راي القرار الذي أعلنت عنه خلال زيارتها هذا الأسبوع، والداعي إلى إعادة بناء قرية تايلاندية بأكملها، و خصصت لها نحو 2.3 مليون فرنك سويسري لهذا الغرض.
ولم تستبعد الوزيرة مشاركة القطاع الخاص والمنظمات الإنسانية في عملية التمويل، فكلما زاد حجم المبلغ المخصص لهذا الغرض، كلما كبرت مساحة القرية المبنية.
وحددت وزيرة الخارجية السبب وراء المشروع بالقول “هذه القرية يجب أن تذكر بالكثير من السويسريين، الذين ودعوا حياتهم في تايلاندا”.
هذا وسيقرر الخبراء السويسريين والتايلانديين في الأيام المقبلة موقع القرية التي سيعاد أعمارها وفقاً للخطة المعلنة.
وعلى الصعيد السيرنلاكي، أفادت الوزيرة بأن سويسرا خصصت 5 ملايين فرنك سويسري في مساعدات مباشرة إلى البلد الآسيوي، وأن جزءا من هذا المبلغ سيستخدم في تمويل بناء 12 مدرسة في جنوب البلاد.
الضحايا السويسريون
من جانب أخر، وعدت السيدة كالمي – راي بمواصلة تقديم الدعم لأهالي المفقودين السويسريين. فعمليات البحث عنهم في الإقليم ستتواصل، خاصة وأنها لم تفقد الأمل بعد في العثور عليهم.
عبر عن نفس الموقف مدير وحدة الأزمات التابعة لوزارة الخارجية السويسرية بيتر سوتر، والذي قال إنه لا يجب الحديث عن 500 قتيل سويسري بعد. لكنه أوضح في الوقت ذاته أنه يجب توقع الأسوأ فيما يخص القسم الأكبر من هذا العدد.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.