أزمة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين العراقيين تثير القلق
أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن القلق لتعاظم التهديدات التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق، بسبب رفض كل من الأردن وسوريا السماح لمن فروا بدخول أراضيهما.
من جهتها، قرعت المنظمة الدولية للهجرة أجراس الإنذار بسبب تكاثر أعداد النازحين داخل العراق على أساس الانتماء الطائفي، حيث تجاوز عددهم 190 ألف شخص في 15 محافظة.
أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين صباح الثلاثاء 3 أكتوبر في جنيف عن “القلق العميق” بخصوص وضع اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق، وأوضاع من تمكن من الفرار منهم والعالقين حاليا على الحدود العراقية -السورية أو العراقية – الأردنية.
رسائل تهديد بالقتل
وتقول مفوضية اللاجئين إن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق تدهورت بشكل كبير بالخصوص منذ القصف الذي تعرضت له سمارة في شهر فبراير الماضي.
فقد أصبح اللاجئون الفلسطينيون بدون حماية وعرضة لعديد المضايقات بحيث لا يمكنهم الحصول على بطاقات هوية، كما أنهم يتعرضون لتهديدات متواصلة بالقتل أو الاختطاف.
وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “إن رجالا مسلحين وزعوا في شهر سبتمبر الماضي على العديد من الفلسطينيين رسائل مكتوبة تحمل تهديدا بالقتل”. وكانت تهديدات مماثلة قد تم توزيعها في بداية العام مما تسبب في موجة خوف داخل أوساط الفلسطينيين ودفع بالعديد منهم إلى محاولة الفرار من العراق.
وتقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد الفلسطينيين داخل العراق بحوالي 34 ألف شخص، 23ألفا منهم مسجلون كلاجئين. وتعتقد المنظمة الأممية بأن حوالي 20 ألفا منهم ما يزالون في العراق اليوم.
الفارون ليسوا أحسن حالا
كما أعربت المفوضية السامية لشئون اللاجئين عن القلق للوضع الإنساني الذي يوجد فيه حوالي 330 فلسطينيا حاولوا الفرار من العراق ويوجدون محاصرين على الحدود السورية منذ أربعة أشهر في منطقة الطنف.
وتبدي المفوضية المزيد من الإنشغال نظرا لأنهم سيواجهون فصل الشتاء القادم في أوضاع مأساوية خصوصا وأن من بينهم أطفالا ونساء، وأن المنطقة تتعرض لفيضانات قد تجرف الخيام التي يقطنها حوالي 250 من بينهم، في الوقت الذي احتمى حوالي 75 منهم في بناية مجاورة.
وعن الأوضاع الصحية في المخيم تقول المفوضية إن مولودا توفي في المستشفى ولم يسمح لوالده بحضور مراسيم الدفن، وتفيد بأن شابا في الرابعة عشرة من العمر توفي قبل أسبوعين لما كان يحاول الحصول على الماء من سائق شاحنة.
وتقول المفوضية إن طلباتها التي تقدمت بها للسلطات السورية بالسماح لهؤلاء الفلسطينيين بدخول أراضيها قوبلت برفض لحد الآن.
من جهة أخرى، تثير أوضاع الدفعة السابقة من اللاجئين الفلسطينيين (يناهز عددهم 300 شخص) الذين سمحت لهم سوريا بالدخول إلى أراضيها في شهر مايو الماضي والمقيمين حاليا في مخيم الحل، قلقا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث أشارت الى أنهم لم يحصلوا لحد الآن إلا على ترخيص مؤقت بالإقامة، وأن تحركاتهم محدودة كما أن آفاق مستقبلهم لم تتضح بعدُ.
نازحون بعشرات الآلاف
على صعيد آخر، لا تبدو أوضاع العراقيين أنفسهم أحسن حالا إذ أشارت المنظمةالدولية للهجرة صباح الثلاثاء 3 أكتوبر 2006 في جنيف الى أن “القصف الذي تعرضت له منطقة سمارة في شهر فبراير أدى إلى تزايد أعداد النازحين العراقيين لتصل إلى حوالي 190 ألف نازح في خمسة عشر محافظة في وسط وجنوب العراق”. وأكدت المنظمة أن كل أسبوع يعرف زيادة في عدد النازحين تقدر بحوالي 9000 مُرحل داخلي جديد.
وتشير الأرقام المتوفرة لدى المنظمة إلى أن محافظة الأنبار شهدت وصول أكبر عدد من المرحلين أي حوالي 33 ألف شخص، أغلبهم من بغداد. وقد استقر ثلثا هذا العدد في الفلوجة وكرمة وحيت.
نزوح بسبب الهوية الدينية
وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن حركة النزوح تتم لأسباب دينية حيث تلقى البعض من المُرحلين أو عايشوا في محيطهم تهديدات بالقتل أو بالاختطاف، وأوضحت بأن عملية النزوح تتبع خطا يقضي بنزوح الشيعة نحو الجنوب والسنة باتجاه الوسط.
وتشير المنظمة إلى أن ظروف توطين هؤلاء النازحين في مخيمات تبدو لفترة انتقالية قد تطول. ومن حالفه الحظ في وجود صديق أو قريب لإيوائه فإنه يعيش بدون موارد خصوصا وأن كل المواد عرفت ارتفاعا فاحشا في الأسعار.
وتواجه المنظمة الدولية للهجرة نقصا في التمويل لمواجهة الإحتياجات المتزايدة لهؤلاء المرحلين خصوصا وأن المعاهدات الدولية لحماية اللاجئين أو المهاجرين لا تشملهم مباشرة.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
190000 شخص هو عدد النازحين العراقيين داخل 15 من محافظات العراق الوسطى والجنوبية
يزيد عدد المرحلين والنازحين بحوالي 9000 شخص كل أسبوع
عمليات النزوح تتم في معظم الحالات بعد تعرض أبناء طائفة دينية (شيعية أو سنية) لعمليات تهديد بالقتل أو الاختطاف.
34000: هو عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق
23000: فلسطينيون مسجلون كلاجئين في عام 2003
20000: عدد الفلسطينيين الذين يُعتقد أنهم لا زالو مقيمين في العراق حاليا
330 فلسطيني حاولوا مغادرة العراق قبل 4 أشهر ولا زالوا محاصرين على الحدود السورية
دفعة سابقة من 300 فلسطيني حصلوا على حق الدخول الى الأراضي السورية في شهر مايو الماضي بعد أن ظلوا لأكثر من شهرين على الحدود.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.