“أضرار لا رجعة فيها” لـمرض سُعال المدخن
يعاني زهاء ثلث المدخنين الذين يتجاوز عمرهم 40 عاما في سويسرا من مرض "سعال المُدخن"، أي ضعف العدد الذي كان يُفترض لحد الآن.
جاء هذا الاستنتاج في دراسة جديدة للمستشفى الجامعي بكانتون بازل. ويُقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من ذلك السعال في الكنفدرالية ما بين 350 و450 ألف شخص.
تتمثل أعراض مرض “سعال المُدخن” في سعال مزمن، وبصق وصعوبات في التنفس لدى القيام بحركات بسيطة مثل صعود السلالم أو التسوق في المحلات التجارية. أما السبب الرئيسي في تلك المعاناة فهو الإدمان على التدخين.
ولا يصاب بالمرض سوى المدخنون الذين لديهم حساسية أو قابلية خاصة لالتقاطه. كما أن الجزئيات الدقيقة التي تنبعث من محركات الديزيل تساهم في تطور المرض.
تقليل من شأن الأعراض
وجاءت هذه الاستنتاجات في دراسة جديدة للمستشفى الجامعي بكانتون بازل. ولدى عرض نتائج الدراسة يوم الخميس 2 يونيو الجاري في زيورخ، شدد الدكتور ماتياس غوغر، رئيس الشركة السويسرية لدراسة أمراض الرئة، على أن “المدخنين غالبا ما يعتادون على السعال ويقللون من شأن أعراضه”.
وأضاف قائلا: “نحن ننصح المدخنات والمدخنين الذين يفوق عمرهم الأربعين عاما بالذهاب إلى الطبيب فور ظهور الأعراض الأولى”.
وأوضح الدكتور غوغر أن العلاج الأكثر فعالية لهذا المرض يتمثل في التوقف عن التدخين للحيلولة دون تفاقم الأعراض على نحو خطير. في المقابل، نوه الأخصائي إلى أن المدخن الذي يتخلى عن السجائر بعد إصابته بالمرض سيواصل السعال والبصق. لكن الأدوية تساعده بعض الشيء في تحسين عملية التنفس دون أن يعني ذلك أن رئتيه ستعمل بشكل أفضل مقارنة الفترة التي سبقت توقفه عن التدخين.
أرقام مفزعة
ولم يتردد الدكتور غوغر في وصف مساوئ “سعال المُدخن” بـ”أضرار لا رجعة فيها”، بحيث أن الطاقة التنفسية للمريض تستمر في التراجع لكنها لا تتدهور، إذ تتراجع بشكل طبيعي، أي بنفس وتيرة تقلص القدرة التنفسية لأي شخص في سنه لم يدخن أبدا. الفرق هو أن الشخص الذي لم يلمس السجائر أبدا لا يعاني بطبيعة الحال من الانعكاسات الصحية المترتبة عن الإدمان على التدخين.
وكشفت الدراسة التي قادها الدكتور يورغ لوبي، المتخصص في أمراض الرئة بجامعة بازل، عن أرقام مثيرة للصدمة، إذ أن حوالي 28% من المدخنين الذين خضعوا للفحص مصابون بتقلص في المسالك التنفسية يُضعف قدرتهم الرئوية.
وقد تابع حوالي 440 طبيب عام في مختلف أنحاء سويسرا قرابة 25 ألف مدخن يفوق عمرهم الأربعين عاما ما بين بداية عام 2004 وبداية 2005. وتم اختيار المدخنين دون معايير محددة أثناء زيارات طبية عادية.
وتم إنجاز الدراسة بدعم الشركات الصيدلية “Boehringer Ingelheim” و”Pfizer” و”NDD”، مصنع آلات لقياس القدرة التنفسية. وقال معدو الدراسة إنها “فريدة” من نوعها نظرا للعدد المرتفع للأشخاص الذين خضعوا للاختبارات والمتابعة.
رابع متسبب للوفاة في العالم
وقد أخذت الدراسة بعين الاعتبار 15461 اختبارا يتسجيب لمعايير الجودة الكافية. واتضح أن زهاء 10% من الأشخاص يعانون من انسداد بسيط في المسالك التنفسية، 12,7% من انسداد متوسط الخطورة، 4,5% من انسداد خطير، و1,1% من انسداد خطير جدا. بينما يتنفس 67,4% من المدخنين الذين خضعوا للفحص بشكل طبيعي.
وذكر الدكتور لوبي أن نسبة المدخنين المصابين بمرض “سعال المدخن” كانت تقدر قبل صدور نتائج الدراسة الجديدة بـ15% فقط، لكن اتضح أن تلك النسبة تستقر في حقيقة الأمر في 33%.
وأعرب الدكتور لوبي عن اعتقاده أن الاستنتاج الذي توصلت إليه الدراسة واضح: “يجب على المدخنين والأطباء أن يعوا حقيقة هذا المشكل. كما يجب أن يتم إعلام وتجهيز الأطر العاملة في المجال الصحي بشكل أفضل”.
وما يثير الخوف من مضاعفات ومخاطر مرض “سعال المُدخن” الذي يحمل أيضا إسم “Broncho pneumopathie chronique obstructive” أنه ارتفع بنسبة 160% منذ الستينات! وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتحول هذا المرض إلى ثالث سبب للوفاة في العالم في عام 2020، أما اليوم فهو رابع متسبب في الوفاة.
سويس انفو مع الوكالات
حسب أرقام منظمة الصحة العالمية، يُقدر عدد المدخنين في العالم بـ1,3 مليار شخص.
يتسبب التدخين في وفاة أكثر من 5 ملايين شخص سنويا.
في سويسرا، يقدر عدد المدخنين بـ1,75 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و74 عاما، أي ما يعادل 33% من إجمالي السكان.
حسب الجمعية السويسرية للوقاية من التدخين، يموت زهاء 8000 شخص سنويا لأسباب مرتبطة بالتدخين.
في عام 1995، بلغت التكاليف الصحية المرتبطة بالتدخين 10 مليار فرنك في السنة الواحدة.
تابع حوالي 440 طبيب عام في كل أنحاء سويسرا الحالة الصحية لزهاء 25 ألف مدخن يفوق عمرهم 40 عاما ما بين بداية عام 2004 وبداية عام 2005.
قبل إجراء الدراسة، كان يعتقد أن 15% فقط من المدخنين يعانون من “سعال المدخن”، لكن نتائج الدراسة التي نُشرت يوم الخميس 2 يونيو الجاري أوضحت أن النسبة تصل في حقيقة الأمر إلى 33,3%.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.