مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أكبر مظاهرات “البدون” حتى الآن

المقيمون بشكل غير قانوني معرضون لكافة أنواع الاستغلال دون أن يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم Keystone

احتشد سبعة آلاف شخص بعد ظهر السبت في العاصمة برن في أول مظاهرة تجمع كل الحركات المدافعة عن المقيمين في سويسرا بشكل غير قانوني للمطالبة بتسوية أوضاعهم.

المتظاهرون جابوا وسط العاصمة برن وصولا إلى مبنى البرلمان ومقر الحكومة، رافعين اللافتات التي تعبر عن تضمانهم مع “البدون” والتي تندد بما وصفوه بـ”العبودية الجديدة”.

هذه المظاهرة تعتبر أول عمل مشترك بين الجماعات السويسرية المختلفة، التي تدافع عن المقيمين بشكل غير قانوني في سويسرا، ودعمت مائة وخمسون منظمة وجمعية هذا التجمع الكبير من بينها أحزاب سياسية مثل الخضر والحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلى جانب اتحاد النقابات السويسرية، حيث انطلقت أول حركة للدفاع عن “البدون” في كانتون فريبورغ الصيف الماضي، وامتدت لتشمل بازل وزيورخ وسان غالن وبرن وتون و”لا شو دو فون” وهى المناطق التي يكثر فيها “البدون”.

الهدف من المظاهرة ليس فقط لفت نظر الرأي العام لمشكلة المقيمين بشكل غير شرعي، بل حث الحكومة على تطبيق حل شامل للجميع، وهو ما رفضته السلطات بشدة مؤكدة على أن دراسة كل حالة على حدة، هى الحل الامثل، على اعتبار أنه ليس من المنطقي مكافأة من قام بتجوزات قانونية ليحصل في النهاية على حق الاقامة والعمل في سويسرا، على غرار خطوات مشابهة قامت بها ايطاليا وبلجيكا.

جذور المشكلة .. و البحث عن حل

ظارهة “البدون” تشكلت في سويسرا نتيجة أسباب مختلفة، فمنهم من كان يعمل بشكل موسمي في مجال الزارعة أو المعمار أو الفندقة، ولم يتمكن من تحويل إقامته المؤقتة إلى سنوية، وتزامن هذا مع تراجع العمل في المزارع ثم أزمة ضربت شركات المقولات، أما قطاع الفندقة والسياحة فقد استكفى بما توفره السوق المحلية من أيادي عاملة مقيمة.

البعض الآخر من “البدون” هم من دخلوا سويسرا تسللا عبر الحدود وحاولوا بشكل أو بآخر تدبير أمور معيشتهم والقبول بأدنى شروط العمل والحياة، يتساوى معهم من لم يتمكنوا من الحصول على حق اللجوء إلى سويسرا واختفوا عقب صدور أحكام بترحيلهم.

معاناة “البدون” تتمثل في أغلب مظاهر الحياة، فإلى جانب العيش في خوف وقلق دائمين من انكشاف أمرهم ، يقابلون صعوبات في تعليم أولادهم والتنقل وحتى الرعاية الصحية والاجتماعية، إضافة إلى أنهم فريسة سهلة يستغلها بعض ارباب العمل كأيادي عاملة رخيصة ترضى بأقل القليل دون أن تتفوه ببنت شفه.

المظاهرة شملت أيضا مطالبة برفع الحد الأدنى للأجور ليصل إلى ثلاثة آلاف فرنك سويسري شهريا وتحسين ظروف العمل في بعض المجالات التي يشكو العاملين فيها من صعوبات وأوضاع غير ملائمة، كما تطرق بعض المتظاهرين كذلك إلى القانون الجديد للأجانب.

المواجهة الجديدة بين الحكومة و “البدون” ستكون من خلال طرح قضيتهم الحساسة على مجلس الشيوخ في السادس من ديسمبر كانون الاول من خلال ميشيل بيرغير النائب عن الحزب الليبرالي في كانتون نيوشاتيل، إلا أن تغيير الحكومة لقرارها في هذا الصدد وحملها على إصدار عفو عام عن جميع “البدون” أمر يصعب توقعه.

سويس انفو مع الوكالات

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية