مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أكثر من 100 قتيل في غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان

afp_tickers

شن الجيش الإسرائيلي الأحد عشرات الغارات على لبنان التي أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل، وفق وزارة الصحة اللبنانية، بعد يومين من مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مع قادة آخرين في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. 

وأعلنت وزارة الصحة في مراجعة لأعداد الضحايا في وقت متأخر الأحد مقتل 105 أشخاص وجرح 359 جراء الهجمات الاسرائيلية. 

وعلى جبهة أخرى، قصفت إسرائيل ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة بغرب اليمن، غداة إعلان الحوثيين استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ بالستي. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد الضربات من أنه “ليس هناك مكان بعيد” بالنسبة لإسرائيل.

وأوقعت الغارات الإسرائيلية أربعة قتلى و33 مصابا في اليمن، في حصيلة أولية أوردتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين. 

في هذا السياق، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد على “وجوب تجنب” اندلاع نزاع إقليمي في الشرق الأوسط.

في لبنان حيث تواصل الضغط العسكري على حزب الله، قالت إسرائيل إنها هاجمت 120 هدفا في معاقل الحزب الأحد، شملت وفقا لها مواقع إطلاق صواريخ ومنشآت عسكرية ومستودعات أسلحة.

وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دوي انفجار قوي ورأوا أعمدة دخان تتصاعد من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث قُتل حسن نصرالله الجمعة في غارة إسرائيلية قوية سوّت عدة مبان بالأرض. 

في الأثناء، قال مصدر مقرب من الحزب إن “جثمان نصرالله انتشل السبت، وجرى غسله وتكفينه الأحد”، مضيفا أنه “لم يُحدد بعد موعد تشييعه ودفنه”. 

يأتي ذلك غداة مقتل 33 شخصا وإصابة 195 بجروح السبت في ضربات إسرائيلية على لبنان، وفق وزارة الصحة.

– “تصفية الحساب” –

أكد الجيش الإسرائيلي أن عملية الجمعة قتلت “أكثر من 20 إرهابيا آخرين من مختلف الرتب كانوا موجودين في المقر العام في بيروت تحت مبان مدنية، وكانوا يديرون عمليات حزب الله الإرهابية ضد دولة إسرائيل”.

ومن العناصر الذين ذكر الجيش الإسرائيلي أسماءهم إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب وعبد الأمير محمد سبليني وعلي نايف أيوب.

يشكل اغتيال حسن نصرالله الذي يعتبر أقوى رجل في لبنان، انتصارا كبيرا لإسرائيل على إيران وحلفائها، ويغرق المنطقة في المجهول. 

لكن رغم الضربات المتواصلة التي تشنها إسرائيل، أعلن حزب الله عمليات إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة صفد.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أن حوالي ثمانية مقذوفات سقطت في مناطق مفتوحة قرب طبريا.

وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت “لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين والعديد من مواطني الدول الأخرى”.

– في انتظار بديل لنصرالله –

قالت إيران التي تمول حزب الله وتسلحه منذ تأسيسه عام 1982، إن “المسار المجيد لقائد المقاومة سيستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس”. 

وبحسب طهران، قضى نائب قائد عمليات الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب الأمين العام لحزب الله، وحذرت السلطات الإيرانية من أن “هذه الجريمة الشنيعة للكيان الصهيوني الغاصب لن تمر بدون رد”. 

تولى حسن نصر الله (64 عاما) الأمانة العامة لحزب الله في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ كما سبق أن أعلن نحو 100 ألف مقاتل.

ومن المحتمل أن يعيَّن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب وابن خالة نصرالله، أمينا عاما جديدا. 

وطلبت إيران السبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي دعته إلى “اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة”.

ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مساء الأحد إلى لبنان، وقالت الخارجية إنه “سيجري محادثات مع السلطات المحلية وسيقدم دعما فرنسيا، وخصوصا إنسانيا”. 

يلتقي بارو الاثنين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

– “رد فعل غير مسبوق”؟ –

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الأحد أنّ عدد النازحين قد يكون وصل إلى “مليون شخص”، معتبرا أنّ هذه قد تكون “أكبر” عملية نزوح في البلاد.

على المستوى ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة لتامين مساعدات غذائية لمليون شخص متضرّر في لبنان.

وقال هيكو ويمن المتخصص في شؤون المنطقة في مجموعة الأزمات الدولية “إذا لم يرد حزب الله في هذه المرحلة بترسانته من الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، فسنستنتج أنّه ببساطة لا يملك القدرة”.

وأضاف “إما أن نشهد رد فعل غير مسبوق من حزب الله… وإما هزيمة كاملة”.

– “أفعال غير أخلاقية” –

غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر والذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم مدنيون وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماه “جبهة إسناد” لغزة. 

وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، بدأت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف لحزب الله في 23 أيلول/سبتمبر.

وتقول إسرائيل إنها تعمل على وقف استهداف حزب الله لشمال أراضيها، وبالتالي السماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين أجبروا على النزوح.

وفي الوقت نفسه، يواصل جيشها هجومه الدامي على حماس في غزة حيث قتل 41595 شخصا معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وردا على سؤال حول عواقب الضربات الإسرائيلية على المدنيين في لبنان، ندد البابا فرنسيس الأحد “بأفعال غير أخلاقية”.

وقال البابا “حتى في الحرب، هناك أخلاقيات يجب الدفاع عنها. الحرب غير أخلاقية، لكن قواعد الحرب تشير إلى شكل من أشكال الأخلاق”. 

بور-روك/غ ر-ناش-الح-ح س/سام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية