مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أكرادُ سويسرا يُعوِّلونَ على برن

Keystone

"الكُردية هي لُغتي الأم". كانت هذه العبارة مكتوبة بأحرف عريضة على قُمصان عدد كبير من أكراد سويسرا تجمعوا مؤخرا في برن لمطالبة الحكومة بممارسة المزيد من الضغط على أنقرة.

“جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” و”منتدى كردستان- سويسرا” قدما التماسا وعريضة في هذا الصدد تدعوان برن إلى القيام بتحرك جديد.

عقد الفرعُ السويسري لـ”جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” و”منتدى كردستان- سويسرا” يوم الاثنين 16 سبتمبر في العاصمة الفدرالية برن مؤتمرا صحفيا حضره عددٌ كبير من أكراد سويسرا، رجالا ونساء وأطفالا، بعضهم يرتدي الزي التقليدي.

وجاء انعقاد هذا المؤتمر للتعريف بالتحركات التي تقوم بها هاتان الهيئتان من أجل احترام الحقوق الأساسية للأقليات في تركيا، ولإعلان المطلب الذي وجهتاه للحكومة السويسرية في هذا الشأن. ولم تتغيب عن المؤتمر الصحفي السيدة ايرين كِيسكين، المحامية ورئيسة الجمعية التركية لحقوق الإنسان في اسطمبول التي تحملت عناء السفر لدعم مطالب الهيئتين.

خطوةٌ ايجابية لكن غير كافية

وقد فضَّل الفرعُ السويسري لـ”جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” و”منتدى كردستان-سويسرا” مخاطبة الحكومة الفدرالية عن طريق التماسٍ قدمته الجمعيةُ بسعي خاص من مديرتها النائبة في البرلمان عن الحزب الاشتراكي Ruth-Gaby Vermot-Mangold، وعريضةٍ وقعها 5000 شخص سلمها المنتدى صباح الاثنين للحكومة الفدرالية في برن.

وتطالب الوثيقتان الحكومةََ السويسرية بالقيام بخطوات جديدة لضمان احترام الحقوق الأساسية للأقليات في تركيا وخاصة اعتماد الكردية كلغة تدريس في المؤسسات التعليمية العامة، من الفصول التحضيرية إلى الجامعات.

وكان البرلمانُ التركي قد أقر في 3 أغسطس الماضي، بموجب قانون إصلاحي، السماحَ بتعليم اللغة الكردية، لكن في إطار دروس خصوصية. ويعتبر الأمين العام للفرع السويسري لـ”جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” هانسبيتر بيغلر قرار البرلمان التركي تحركا إيجابيا لكن غير كاف.

وفي تصريح لـ”سويس انفو”، يقول السيد بيغلر: “هذه خطوة أولى بالنسبة لنا، لكنها لا تكفي كإصلاح أو حماية للأقليات في تركيا، نحن نطالب باتخاذ خطوات إضافية مثل تشريع تدريس اللغة الكردية ولغات أخرى في المدارس والجامعات العمومية.”

انفتاح هش وقمع متواصل

وان كانت أنقرة قد فتحت البابَ بعض الشيء أمام مطالب الأقليات في تركيا، فلأنها وجدت نفسها في مواجهة الاتحاد الأوروبي الذي تتطلع أنقرة إلى الانضمام إليه. لكن أبواب الاتحاد ليست مفتوحة أمام كافة الدول الأوروبية، بل تقتضي الاستجابة لـ”معايير كوبنهاغن” التي حددتها بروكسل للدول المرشحة للالتحاق بالاتحاد الأوروبي وخاصة تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.

ويحذر السيد بيغلر من أن سماح السلطات التركية بتعليم اللغة الكردية في إطار الدروس الخصوصية ليس سوى تقدُّم هش قد تليه خطواتٌ إلى الوراء خاصة وأن القانُونين 11 و42 من الدستور التركي يسمحان لأنقرة بإلغاء أي إجراءات انفتاحية.

وما يعززُ هذا الانطباع لدى السيد بيغلر وحتى المُحامية كِيسكين، التي سُجنت بسبب دفاعها عن حقوق الأقليات في تركيا، إتخاذُ أنقرة لإجراءات قمعية لردع الحملة التي أطلقها طلبة أكراد في تركيا العام الماضي. وطالب هؤلاء من خلال عريضة وقعها 12000 شخص بتشريع تدريس اللغة الكردية في المدارس العمومية.

ومنذ انطلاق تلك الحملة، أُلقي القبضُ على 1359 طالبا وسُجن 143 آخرون وطُرد 46 طالبا من الجامعات، فيما رُفعت دعوى قضائية ضد 13 من المعلمين والمُوظفين في المدارس. أما أسر الأشخاص الذين سلموا العريضة لوزارة التعليم التركية فلم يسلموا بدورهم من الإجراءات القمعية. وكانت مُبررات الحكومة التركية اقتناعها بأن حزب العمال الكُردستاني المحظور هو الذي خطط لهذه الحملة وضمَّنها تلك المطالب.

المطلوب من برن..

وتعتبر المنظمات الكردية أن الحكومة السويسرية مطالبةٌ بمُمارسة المزيد من الضغط على أنقرة لحثها على احترام الحقوق الأساسية للأقليات في تركيا. لكن كيف يمكن لبرن ممارسة هذا الضغط وما هي الأوراق التي بحوزتها لتقديم مساعدة فعلية للأكراد؟

يجيب الأمين العام للفرع السويسري لـ”جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” هانسبيتر بيغلر في تصريحه لـ”سويس انفو” أن الالتماس الذي قدمته رئيسة الجمعية والمستشارة الفدرالية روث غابي فرموت يطلب من الحكومة السويسرية إثارة ملف انتهاكات حقوق الأقليات في تركيا في إطار علاقاتها الثنائية مع أنقرة ونشاطاتها في المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ولم يفت السيدة فرموت خلال المؤتمر الصحفي في برن، بعد تحيتها للخطوة التي قام بها البرلمان التركي في أغسطس الماضي، الإشارة إلى أن السلطات التركية الرسمية مازالت تنتهك العديد من الاتفاقيات الدولية رغم توقيعها عليها.

اصلاح بخات – سويس انفو

يُقدر عدد الأكراد في سويسرا بين 30000 و40000 مصنفين كأتراك في سجلات الأجانب
تُعنى “جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” بحماية الاقليات والدفاع عن حقوق الانسان وتحسيس الرأي العام السويسري بالتعددية الثقافية والعرقية واللغوية
“منتدى كردستان-سويسرا” ليس منظمة او جمعية ولكنه يعتمد على جهود طوعية للأفراد الذين قرروا الانضمام اليه

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية