“أمام الانهيار الشامل نحن في حاجة لمراجعة كل شيء”
عزمي بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، مثقف وسياسي فلسطيني له وزنه، ليس فقط داخل الدولة العبرية، التي تريد محاكمته بتهمة الخيانة والتخابر مع العدُو، وإنما أيضا في عموم الساحتين الفلسطينية والعربية.
وهو قومي التوجه والثقافة السياسية، لكنه من القوميين الذين مارسوا النقد الذاتي ويأملون في الوصول إلى رؤية أكثر عمقا وشمولا.
سويس انفو التقت بالسيد بشارة في الإسكندرية وأجرت معه حوارا كان الهدف منه التعرف عن الكيفية التي يستشرف بها مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني في ضوء المأزق الراهن.
سويس انفو: هل تتوقعون شيئا من المفاوضات التي أطلقها مؤتمر أنابوليس، والتي ستتواصل طيلة سنة 2008؟
عزمي بشارة: الهدف الرئيسي من هذه المحادثات، هو استئناف العملية التفاوضية، وبذلك، يستفيد كل من بوش وأولمريت. لقد أصبح ذلك خلال السنوات الأخيرة عرفا، بعد أن تحوّلت الورقة الفلسطينية إلى غطاء للسياسة الأمريكية، إذ كلَّـما اندلعت أزمة أو حصل عدوان، تمّ اللجوء إلى القضية الفلسطينية – التي أصبحت أشبه بالملاذ للإدارات الأمريكية المتعاقبة بعد أن كانت مصدر إزعاج لها – وتحويلها إلى أداة لتنشيط العلاقات العامة مع الدول العربية، وهذا أمر مفهوم بالنسبة لكل من أولمرت وبوش.
أما بالنسبة للقيادة الفلسطينية، فالوضع مختلف، فهي أكثر من “مستفيدة “، بل هي أصبحت رهينة العملية التفاوضية.
سويس أنفو: كيف؟
عزمي بشارة: هذه القيادة شطبت كل أشكال النضال الأخرى، بما في ذلك بنية حركة التحرر الوطني، وتحوّلت إلى شبه سلطة في ظل القيادة الإسرائيلية، وتتحرّك ضمن الشروط التي تضعها هذه الأخيرة.
فهي من ناحية، لا تستطيع الاستغناء عن العملية التفاوضية، نتيجة لصراعات فلسطينية داخلية، بما في ذلك مزايا سياسية ومالية لنخبة صغيرة، ولكنها من ناحية أخرى، لا تستطيع أن توافق على الشروط الفلسطينية الخاصة بالقدس وملف العودة وغيرها من القضايا الأساسية. وبذلك، يمكن القول بأنها أصبحت عملية دائمة لا أفُـق لها. فالأمر لن يخرج من وجهة نظري عن احتمالين، إما أن تقبل هذه القيادة الإملاءات الإسرائيلية، وإما أن يبقى الوضع مفتوحا.
سويس أنفو: إذن، ما العمل حسب رأيك لتحويل الاتجاه نحو الخروج من هذه الحلقة المفرغة؟
عزمي بشارة: لن يتحقق ذلك، إلا بتطوير بدائل نضالية (ليس بالضرورة العودة إلى النماذج التي مورست إلى حد الآن)، وبالتالي، الاستمرار في الصمود إلى مدى بعيد. بمعنى آخر، وضع إستراتيجية نضالية لا تتضمَّـن تنازلا عن ثوابت القضية، وتحديد خطَّـة مقاومة يتحمَّـلها الشعب الفلسطيني. فأنا لا أرى حاليا، أو على المدى القريب، إمكانية إنجاز تسوية محتملة، والشرط لتحقيق ذلك هو الوحدة إلى الوطنية.
سويس أنفو: نحن نعلم أن الخلاف بين فتح وحماس قد وصل إلى حدّ القطيعة وإسالة الدماء، فكيف يمكن في ضوء ما آل إليه الصراع بناء الوحدة الوطنية التي تدعون إليها؟
عزمي بشارة: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية إلا بتدخل خارجي، لأنه لو ترك الأمر للقيادة الفلسطينية الحالية، فإنها لن تفعل ذلك. فرهانها الوحيد، كما سبق وأن أشرت، هو على العملية السلمية، وإسرائيل تشترط لمواصلة التفاوض، عدم دخول هذه القيادة في حوار مع حماس، وهو ما أعتبره كارثة بمقاييس حركات التحرر الوطني، مما يجعلني أشك في أن تكون هذه السلطة حركة تحرر. هناك انهيار شامل وخطير، فالقيادة الفلسطينية تفضل التفاوض مع المحتلّ حول ما اعتبَـره أبو مازن “خلافات”، على أن تحاور حركة حماس، وتصف خلافها معها بصراع وجود.
إن هذه النخبة السياسية الماسِـكة بزمام السلطة غير مستعدّة حاليا لاتخاذ قرار حكيم، وهو ما يستوجب ضَـغطا عربيا، وتحقيق ذلك ممكن، خاصة بعد الانفراج الذي بدأ يحصل في مجال الاستقطاب العربي.
الأمر يحتاج فقط لبعض النقاش، ولكنه ليس مستحيلا، إذ المؤكَّـد أن ضغطا عربيا يمكن أن يفعل فعله مع القيادة الفلسطينية.
صحيح أن ذلك لم يحدث إلى حد الآن، حيث تراوحت مواقف الأنظمة العربية بين التواطؤ أحيانا والتفرج أحيانا أخرى، خِـشية إغضاب الطرف الأمريكي. فالمعلوم أن واشنطن وتل أبيب لم يوافقا على اتفاق مكّـة، وحتى العرب الذين أيَّـدوا ذلك، تراجعوا عن موقفهم فيما بعد.
سويس أنفو: إدانتكم واضحة لسياسة السلطة، فما هو تقييمكم لأداء حركة حماس، خاصة بعد سيطرتها على مدينة غزة؟ وهل كانت ممارساتها منسجمة مع البرامج التي أعلنت عنها؟
عزمي بشارة: أريد أن أشير أولا إلى أن برامج حماس لم تكن تحررية، وما كانت تعبِّـر عنه، أعتبره انتكاسة عن مضامين حركة التحرر الوطني الفلسطينية. فالذي أوصل حماس إلى هذه المكانة التي تتمتع بها، ليس برنامجها أو ميثاقها، ولكن استعدادها الهائل للمقاومة والتضحية، وهذا هو الذي يفسر تعاطف الشعب الفلسطيني معها.
ثاينا، حماس لم تخطِـئ عندما دخلت الانتخابات، لأنني أعتقد بأن حركة مقاومة في حاجة إلى حضور سياسي. فالانتخابات هي شكل من أشكال حق تقرير المصير. وقد سبق أن أجريت في عمان نقاشات معهم ومع جورج حبش، من أجل تشجيعهم على المشاركة في الانتخابات والتخلِّـي عن أسلوب المقاطعة.
ويومها، اعتبروا الانتخابات إفرازا من إفرازات أوسلو، وهو منطق غريب واستنباط رياضي مع محاولة إسقاطه على العمل السياسي، لهذا، كان رأيي أن يدخلوا الانتخابات التي ستعطيهم عنوانا سياسيا شرعيا وتجعل منهم أغلبية برلمانية قادرة على ممارسة الضغط على الحكومة والتعبير عن رأي الجماهير سياسيا، لكن عندما حصلوا على هذه الأغلبية، لم يستطيعوا مسك أنفسهم عن ممارسة السلطة، وهو ما جعلهم يقعون في التناقض.
أنت يمكن أن تستغل انتخابات تفرزها سلطة غير شرعية في ظل الاحتلال، لأن الانتخابات في حد ذاتها تعبير عن حق تقرير المصير، لكنك لا تستطيع أن تستغل سلطة أفرزتها سلطة غير شرعية. فحماس أحسنت عندما خاضت الانتخابات، لكنها أخطأت عندما دخلت السلطة.
سويس أنفو: يعني تورّطت؟
عزمي بشارة: نعم. هم يعرفون رأيي. نعم للمشاركة، نعم للحصول على عنوان سياسي شرعي، نعم لممارسة الضغط على السلطة من داخل البرلمان، نعم لمحاولة تغيير موازين القوى داخل منظمة التحرير، لكن في المقابل، يجب الامتناع عن تشكيل حكومة، حيث تكون مقابل كل وزارة فلسطينية وزارة إسرائيلية تقيد حركتها، فهذا ليس فقط خطأ، ولكن أيضا هو أمر مستحيل على صعيد التنفيذ، وبذلك، أصبحوا رهينة السلطة، التي ما أن دخلوها حتى شكَّـلوا إدارة أزمات، لأنهم منذ اللحظة الأولى حُـوصروا وضُـربوا.
أما نحن، فقد وقفنا إلى جانبهم ودافعنا عنهم، رغم اعتراضنا على خطوتهم، لأن ذلك كان من حقهم. أما الآخرون، فقد راهنوا على الضغط الخارجي وتواطؤوا مع هذا الخارج إلى حدّ بعيد، وهذا ليس خطأ، بل هو خطيئة. فحماس ارتكبت أخطاءً، لكن ارتُـكب في حقها خطآن.
الأول، الاستعانة بالخارج، والثاني، تمثل في وجود أطراف لم تكن مؤيدة لاتفاق مكَّـة، وقد أعدت انقلابا على حماس، وتمكَّـنت هذه الأخيرة من إجهاض هذا الانقلاب، لكن المشكلة أن وجودها في السلطة – الذي كان خطأ كما بيّـنا ذلك – أصبح يُـملي عليها تصرفات للمحافظة عليها، إذ كيف يُـعقل أن يمارس طرف السلطة والأجهزة الأمنية ليست خاضعة له وإنما خاضعة لإسرائيل وأمريكا.
وقد سألني شباب من فتح “هل تعترف (لاحظ كأننا في محاكم تفتيش) بأن ما فعلته حماس هو انقلاب”؟ فأجبتهم “لا أعترف بأن ما تمّ هو انقلاب”، لكن حماس في سياق الردّ على الانقلاب المضاد، ارتكبت أخطاءً شنيعة، حين نزل أنصارها وأعضاؤها إلى الشارع وارتكبوا جرائم.
أما رد أبو مازن على ما حدث، كان معِـدا سلفا، مما كشف أن الجماعة قد جرّت جرا إلى مكَّـة ولم تكن ترغب في ذلك، ووجدت في ما حصل بغزّة فرصة للتخلص من الاتفاق والتحرّر من الكوابل والقيود التي فرضتها الوحدة الوطنية، وهم بذلك لم ينقلبوا على حركة حماس فقط، ولكنهم انقلبوا أيضا على عرفات، الذي رفض القبول بإملاءات كامب ديفيد. ولا أظن أنهم سيعملون على العودة إلى الحوار مع حماس، إلا إذا وجد ضغط عربي، والأطراف المؤهلة للقيام بذلك، هي سوريا ومصر والسعودية، فلا يمكن حل عدد من القضايا الأساسية في المنطقة، بدون أن تتفق هذه الدول الثلاث.
سويس أنفو: حركة فتح في أزمة هيكلية، وحركة حماس توجد حاليا في مأزق حاد. فهل تعتقدون بأن هناك إمكانية قيام طريق أو صوت ثالث، كما ينادي البعض؟
عزمي بشارة: هذه محاولات متواصلة لن تنتهي. فالطرف الثالث الذي برز تاريخيا، كان حماس بعد أن ارتكزت حركة التحرر الوطني الفلسطيني على فتح واليسار. السؤال قد يكون: هل هناك تيار آخر مقاوم غير حماس؟ والتيار المطالب بالإجابة عن هذا السؤال هو اليسار الفلسطيني، لكن تيارات اليسار تعاني من مشكلة ضخمة، ممَّـا جعلها غير قادرة على أن توحد نفسها، حتى في هذا الظرف، رغم أن الشارع الفلسطيني في حاجة لذلك.
أخشى أن تكون البدائل التي ستطرح، لا هي من فتح ولا هي من حماس، ولكنها قد تكون بدائل أمريكية.. أخشى أن فتح بهيكلها القديم لم تعُـد تحتمل قيادة أبو مازن، ويبدأ بسبب ذلك، التفكير في إنشاء حزب الرئيس على نمط ما هو قائم في البلدان العربية.
وفي اعتقادي، ليست حماس وحدها تعاني من التهميش، ولكن أيضا فتح مهمَّـشة داخل السلطة. فسلام فياض ليس من فتح، وإنما هو من البنك الدولي، وعبد ربه لم يكن يوما من فتح، وإنما هو قادم من اليسار الفلسطيني، فكل المجموعة المحيطة بأبو مازن، لا علاقة لها بفتح التاريخية، وهناك فعلا من يفكر في إنشاء حزب الرئيس، يكون أشبه بالحزب الوطني في مصر.
أتمنى أن يتمكَّـن التيار القومي من تنظيم صفوفه، لكن ذلك يبدو صعبا الآن أو أن يحصل إصلاح داخل التيار الإسلامي، ولكن بشكل عام، لا أعتقد بأن الساحة الفلسطينية ينقصُـها حزب جديد.
أنا مهتم أكثر بإعادة بناء منظمة التحرير، بحيث تكون حماس والجهاد جزء منها.
سويس أنفو: هل تعتقد بأن هذا الاحتمال لا يزال واردا؟
عزمي بشارة: نعم، هذا الخيار لا يزال ورادا، لأنه لا يوجد حل آخر. من اهتم بما جرى في النهر البارد؟ أنظر ما حصل لللاجئين الفلسطينيين في العراق الذين سافر الكثير منهم إلى البرازيل. الوضع الفلسطيني لا يصدق، ولا يمكنني أن أصف ما آلت إليه الأمور.
والأسهل، أن يتم الحوار على إعادة بناء منظمة التحرير، بدل الحوار على السلطة. فالشتات الفلسطيني كله مغيَّـب، وليس له أي تمثيل داخل منظمة التحرير، كما أن طرح حق العودة أمر قائم وواجب.
والمشكلة أن أبو عمار رحمه الله، ومن بعده أبو مازن وغيره قد همَّـشوا المنظمة وأفرغوها لصالح السلطة، وحوّلوها إلى أداة لمواجهة حماس، وبالتالي، فما تم ليس إحياء لمنظمة التحرير، وإنما توظيف لها لمآرب سياسية وفصائلية، ولذلك، فالفلسطيني المقيم في لبنان يسأل عنوانه الذي افتقده، والذي كانت تمثله المنظمة، وأنا أسأل القِـوى السياسية الفلسطينية: في غياب منظمة التحرير، ما هي الخيارات المطروحة أمام فلسطينيي لبنان؟ أليست الهجرة في بلدان أخرى مثل الدول الإسكندينافية أو شاكر العبسي؟ لا أقصده شخصيا، ولكن أعني المظاهر التي عبَّـر عنها، أي أن يطلَـع في كل مرة شخص يُـسمي نفسه أمير المؤمنين في هذا المخيَّـم أو ذاك، وهذا هو الهدم السياسي والتنظيمي لمجتمع مناضل.
فالذين يسكنون في المخيمات الفلسطينية بلبنان، التي هي أشبه بمدن الصفيح، هم أبناء مناضلين وكانوا في يوم من الأيام بُـؤرة نضالية ثقافية ضخمة، لهذا أقول بأنه لا بديل عن إعادة بناء منظمة التحرير.
سويس أنفو: سؤالي الأخير، بعد أن يستمع المرء لكل ما قلته..
عزمي بشارة: يصاب بالتشاؤم
سويس أنفو: فعلا، إذ في غياب مقومات المشروع الوطني، من الطبيعي أن نسأل عن حركة التحرر الفلسطينية؟ هل هي انتهت أم في طريقها نحو الاندثار والتحلل النهائي؟
عزمي بشارة: سؤال كبير. أنا أعتقد بأن المشروع الوطني الفلسطيني لم ينته، لأن هذه قضية مشروعة، كما أن الشعب الفلسطيني بمُـجمله شعب مقاوم وواع سياسيا، ولا أعرف مثيلا له في العصر الحاضر، سواء من حيث القدرة على التضحية أو من حيث وعيه السياسي، لكن جرت عملية تشتيت وتشظي للفلسطينيين بين الداخل والأردن ولبنان وبقية الشتات، ويجب إعادة صياغة هذه الحالة، كما أن هذا الشعب ينجب باستمرار قياداته.
نعم هناك انهيار، لهذا أقول بوجوب إعادة النظر في كل شيء ما عدا المسلَّـمات والثوابت الوطنية وعدم قدرة إسرائيل على بناء سلام عادل وضرورة التمييز بين التسوية مع الصهيونية وبين الصلح التاريخي، كما يجب أن تهتم حركة التحرر بأوضاع الناس، إذ لا مانع من الاهتمام بالاقتصاد والصحة والتعليم في الظروف الصعبة القائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الآن نفسه، عدم التنازل عن القدس وبقية الحقوق الفلسطينية، هذا ما يمكنني قوله الآن.
أجرى الحوار صلاح الدين الجورشي – الإسكندرية
غزة (رويترز) – هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشن انتفاضة جديدة ضد إسرائيل يوم السبت 15 ديسمبر الجاري، عندما احتشد مئات الألوف من مؤيدي الحركة الإسلامية في مدينة غزة بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لإنشائها.
وقال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمة سجلت يوم الجمعة 14 ديسمبر في مقره بدمشق “إن شعبنا قادر أن يطلق انتفاضة ثالثة ورابعة حتى يأتينا فجر الانتصار.”
وغطت الأعلام الخضراء الميدان الرئيسي في مدينة غزة، بينما قام عشرات المسلحين الملثمين من الجناح العسكري لحماس بحراسة حشد يُـقدر عدده بنحو 300 ألف شخص.
وقال إسماعيل هنية، زعيم حماس في غزة، إن الحركة صارت أكثر شعبية بسبب موقفها من الولايات المتحدة وإسرائيل، وأضاف “اليوم، هو يوم المقاومة.. يوم الجهاد ويوم النهضة.. هؤلاء الذي يتمسكون بالثوابت تزداد شعبيتهم.. هؤلاء الذين تعاديهم أمريكا والاحتلال الصهيوني تزداد شعبيتهم.. هذه هي حماس.”
ويدعو ميثاق حركة حماس، التي أسسها الشيخ أحمد ياسين في عام 1987 إلى محو إسرائيل وإقامة دولة إسلامية على كل أراضي فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وقتلت إسرائيل الشيخ ياسين في غارة جوية عام 2004.
وزادت التوترات بين حماس وحركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن سيطرت الحركة الإسلامية على قطاع غزة عقِـب اقتتال قصير مع فتح في شهر يونيو الماضي.
ونظم الاجتماع الحاشد في نفس المكان الذي قتل فيه سبعة من مؤيدي فتح في إطلاق نار الشهر الماضي أثناء احياء الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وقالت حماس إن عباس أمر بفرض حظر على عقد اجتماعات حاشدة مماثلة في الضفة الغربية، حيث السيطرة لحركة فتح.
وقال مشعل، إن عباس الذي يدعمه الغرب، يفتقر لتأييد الشعب الفلسطيني، وأضاف “من يظن أن شعبيته تأتي من الدعم الدولي، فهو واهم .. فالشرعية هي الشعب.”
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أفي ديختر يوم السبت، إن حماس “زادت قوتها بشكل كبير”، منذ أن سحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 وأن “الشيء الوحيد الذي يمنع حماس (من الاستيلاء على الضفة الغربية) هو إسرائيل وليس السلطة الفلسطينية.”
وفي إشارة إلى المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية في أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية، قال هنية إن المؤتمر “لن يحقق شيئا”، وأضاف “نحن لن نفرّط بأرضنا.. ولن نطعن المقاومة في الظهر.. خيار المقاومة والجهاد هو الطريق الأقصر لتحرير فلسطين ولاستعادة القدس.. وليس طريق المفاوضات وليس طريق القبلات، وبالتأكيد ليس طريق الجلوس مع القتلة والجلادين.”
وفي كلمة أخرى إلى الحشد، حذر مشير المصري، المسؤول الكبير بحماس، إسرائيل من أنها يجب أن تتوقع خسائر كبيرة إذا غزت القوات الإسرائيلية أراضي القطاع الساحلي في محاولة لوقف هجمات النشطين اليومية بالصواريخ على إسرائيل، وأضاف “أيها اليهود ارجعوا.. لدينا مقابر فُـتحت لكم”. وتشن إسرائيل غارات باستمرار على غزة وقتلت عشرات النشطين في الشهر المنصرم.
وفي الأسبوع الماضي، قال جابي اشكنازي، قائد الجيش الإسرائيلي إن شن هجوم إسرائيلي كبير أصبح أكثر ترجيحا.
وقال أسامة المزيني، العضو البارز في حماس إن الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، الذي خطف في عملية وراء الحدود في عام 2006 ويحتجزه النشطاء في قطاع غزة، لن يطلق سراحه إلا في مقابل إطلاق سراح أسرى حماس في سجون إسرائيل، وأضاف “الجندي جلعاد شليط لن يرى الحرية حتى ينعم بها أسرانا”، وتابع قوله “للمجاهدين نقول.. إن عدوكم لا يفهم ولا يعرف سوى لغة البنادق، فخاطبوه من خلال البنادق.. من خلال اللغة التي يعرفها.”
وفي مسعى لتعزيز عباس، أطلقت إسرائيل سراح المئات من السجناء الفلسطينيين في الشهور الأخيرة، وجميعهم تقريبا من حركة فتح. وما زالت إسرائيل تحتجز نحو عشرة آلاف سجين فلسطيني.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.