أمريكيون وبريطانيون يحتجون لصالح العراقيين
اختتم نشطاء أمريكيون وبريطانيون إضرابا عن الطعام استمر أسبوعين أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف احتجاجا على "عدم شرعية" استمرار دفع العراق لتعويضات عن غزوه للكويت.
ونظم الاحتجاج بمبادرة من منظمتي “أصوات في البرية” و “الاحتفاء بالعراق” للمطالبة بوقف استنزاف أموال الشعب العراقي.
تجمع حوالي عشرة من النشطاء الأمريكيين والبريطانيين أمام قصر الأمم المتحدة في جنيف على فترات متقطعة ما بين 15 و30 يونيو للاحتجاج على استمرار لجنة التعويضات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في اقتطاع حوالي 5% من أموال العراق لتعويض المتضررين من غزو نظام صدام حسين للكويت في عام تسعين.
وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، التزم المتظاهرون بإضراب عن الطعام استمر من الخامس عشر حتى الثلاثين يونيو، وهي الفترة المخصصة لاجتماع لجنة التعويضات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والمكلفة بتعويض الخواص والشركات والحكومات التي تضررت من غزو العراق للكويت.
خمسة مطالب
من مطالب هؤلاء النشطاء :
– وضع حد على الفور للمطالب بالتعويض ولتسديد أضرار الحرب، وإرفاق ذلك بقرار من مجلس الأمن الدولي يلغي كل التعويضات المفروضة على العراق.
– إلغاء كل الديون التي تسبب فيها نظام صدام حسين وفقا لتقييم أمام لجنة تحكيم يكون للعراق حق المشاركة فيها والدفاع عن حقوقه.
– ألا يتم فرض أية قيود اقتصادية على العراق كالمصادقة على تفاهم مشروط حول قروض من صندوق النقد الدولي أو ما شابه ذلك.
– تمويل عملية إعادة بناء العراق لصالح كل العراقيين تحت إشراف الشعب العراقي وبدون أية شروط مسبقة.
صرخة جاف الأمريكي
وفي حديث مع سويس انفو، صرح جاف ليز، العضو الأمريكي في منظمة “أصوات في البرية” المشارك في عملية الاحتجاج إلى جانب كاتي كيللي، مؤسسة الحركة “إن شعب العراق يجب ألا يستمر في تحمل مسؤولية ما ارتكبه نظام صدام حسين”.
وأضاف في هذا السياق “يجب إلغاء كل هذه الأموال التي تُحول إلى الدول الغنية او إلى الشركات المتعددة الجنسيات كتعويضات عن حرب الخليج للسماح لشعب العراق بإعادة إعمار وطنه”.
وينتقد النشطاء عدم شرعية وجود لجنة التعويضات من الناحية القانونية والأخلاقية، وبالأخص عدم شفافية عملياتها، وكذلك عدم تمتع البلد المعني، أي العراق، بحق الاعتراض على قرارات اللجنة. ويعتبر المحتجون مواصلة العمل بنظام التعويضات رغم إلغاء الأمم المتحدة لبرنامج النفط مقابل الغذاء أمرا غير شرعي.
وقد حظيت بداية هذه الحركة الاحتجاجية بدعم منسق الأمم المتحدة في العراق سابقا الألماني هانس فون سبونيك الذي استقال من منصبه احتجاجا على عدم شرعية الحصار المفروض على الشعب العراقي. ويرى السيد سبونيك “أن لجنة التعويضات ليست لها أية شرعية في الاستمرار يوما واحدا. وأن أية مفاوضات يجب أن تتم بشكل ثنائي بين البلدان المتضررة وحكومة العراق”.
وقد اتصل الناشطون ببعض أعضاء لجنة التعويضات لإبلاغ مطالبهم لمنظمة الأمم المتحدة. وعن ردود فعلهم يقول جاف ليز إنهم يرون “أن أي تصحيح لعمل اللجنة يجب أن يتم عبر مجلس الأمن الدولي”. لذلك يعتقد جاف “أن العمل الحقيقي سيبدأ بعد عودة النشطاء إلى بلدانهم والى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يجب حشد الدعم لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن لإلغاء هذه التعويضات”.
كويمه .. من فلسطين إلى العراق
وتعتبر الناشطة الإيرلندية كويمه بوترلي اللجوء إلى الإضراب عن الطعام “أحسن وسيلة للاحتجاج نظرا لكون الشعب العراقي تعرض للمعاناة مرتين، أولا بسبب الحصار وثانيا بسبب الحرب وهو ما عرض العديد من الأطفال العراقيين إلى الموت والمجاعة والمرض. إن امتناعنا عن الطعام هو تعبير رمزي عن التضامن مع هذا الشعب”.
وتم تعمد تنظيم الاحتجاج أمام مقر الأمم المتحدة ومكان اجتماع لجنة التعويضات في جنيف، “لإظهار بأن هذه المنظمة التي تبدو قائمة على قواعد ومواثيق وقوانين، تخضع لتأثير دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكبريات الشركات المتعددة الجنسيات”.
وقد طالب المحتجون أعضاء لجنة التعويضات الممثلين لدول مجلس الأمن الدولي بـ”رفع أصواتهم للتشهير بلا شرعية ما يتم داخل اللجنة من أجل إراحة ضمائرهم”.
وعن عدم مشاركة عرب ضمن هذه الحملة وعدم قيام حملات مماثلة في العالم العربي، قالت الشابة كويمه -التي ساهمت في عدة حملات في العراق وفي فلسطين- “قبل إدانة الشعوب العربية بعدم التحرك، يجب أن نفرق بين مواقف الحكومات العربية وبين رغبة الشعوب العربية في التعبير عن تضامنها مع شعوب العراق وفلسطين مثلما شعرت بذلك أثناء إقامتي في العراق وفلسطين”.
وترى كويمه أن هنالك “تواطؤا من قبل الحكومات العربية ليس فقط في استمرار احتلال فلسطين، بل أيضا في اجتياح واحتلال العراق، وأن الدعم المقدم من قبل هذه الحكومات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يتعارض تماما مع رغبات وتطلعات شعوبها، وفي ذلك تحد بالنسبة لهذه الشعوب ليس فقط في مقاومة سياسات الولايات المتحدة في المنطقة بل أيضا في مقاومة سياسات الحكومات العربية المختلفة”.
وتأمل كويمه في أن يدفع هذا الإضراب “أعضاء لجنة التعويضات إلى مراجعة أنفسهم والى اعتبار أن أي قرار يتخذونه سيعمل على إضافة مزيد من المآسي بالنسبة للشعب العراقي الذي عبرت المجموعة الدولية عن عدم الرغبة في استمراره في المعاناة”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
تمارس لجنة التعويضات عملها منذ 14 سنة.
درست أكثر من 2،6 مليون طلب.
أقرت لحد 1 يونيو، تعويضات بمقدار 52 مليار دولار، قدم العراق منها لحد الآن 19 مليار.
تفوق حصة الكويت وحدها 33 مليار.
تفوق المطالب بتعويضات عن أضرار البيئة 60 مليار.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.