أمير قطر التقى اردوغان في اول زيارة خارجية له منذ اندلاع أزمة الخليج
أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الخارج منذ اندلاع الأزمة بين الدوحة ودول عربية في مقدمتها السعودية.
وذكرت الرئاسة التركية في بيان أن المباحثات جرت في القصر الرئاسي في أنقرة.
ونقلت وكالة أنباء الاناضول الحكومية عن مصادر رئاسية أن الزعيمين أكدا على أهمية حل أزمة الخليج دبلوماسيا وتعهدا بتعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة والدوحة.
وشارك براءات البيرق وزير الطاقة وصهر أردوغان في اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف، حسب ما أظهرت الصور.
وتركيا حليف قوي لقطر في الأزمة الأخيرة التي تركتها معزولة دبلوماسيا واقتصاديا في الخليج، وقد تطوّرت العلاقة الدبلوماسية والتجارية والعسكرية بين البلدين في الاعوام الأخيرة بشكل كبير.
وفي الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والامارات ومصر والبحرين العلاقات مع قطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية شملت اغلاق مجالها الجوي أمام الطيران القطري لاتهامها بدعم مجموعات “ارهابية” والتقرب من إيران.
لكن الدوحة تنفي ذلك كما تقول أنقرة أنه لا توجد أدلة على هذه الاتهامات.
وانتقد اردوغان بشكل واضح العقوبات المفروضة من هذه الدول على قطر.
وكبادرة تضامن، ارسلت أنقرة سفن بضائع ومئات الطيارات المحملة منتجات غذائية لكسر الحظر المفروض على الدوحة.
وبعد زيارته تركيا، سيتوجه أمير قطر الى برلين للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ومن ثم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس.
وفي تموز/يوليو الفائت، قام اردوغان بجولة شملت السعودية وقطر والكويت، في مسعى لانهاء الخلاف.
لكنه لم يتمكن من احراز اي تقدم.
والاربعاء، التقى رئيس الحكومة الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح ارودغان في القصر الرئاسي.
وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت قطر كالحليف الأول لتركيا في الشرق الاوسط، مع تنسيق كبير بين انقرة والدوحة في المواقف حيال عدد من القضايا بينها الازمة في سوريا حيث يعدا من ابرز مناوئي الرئيس السوري بشار الأسد.
وشيدت تركيا قاعدة عسكرية في قطر بسرعة فور اندلاع الازمة، وتفيد تقارير بتواجد 150 عسكريا تركيا هناك.
كما اجرى البلدان “بنجاح” تمرينات عسكرية تضمنت مرحلتين واحدة برية وأخرى بحرية في قطر مطلع الشهر الفائت.
واغلاق هذه القاعدة احد الشروط التي تطلبها الدول الاربع من قطر لرفع العقوبات ضدها، الامر الذي ترفضه الدوحة.
وتضع الازمة تركيا في موقف حساس كونها تسعى الى تحقيق توازن بين تحالفها الاستراتيجي مع قطر والحفاظ على علاقتها مع دولة اقليمية رئيسية كالسعودية خصوصا في ظل وجود ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وعمل اردوغان على تحسين علاقة انقرة بالرياض التي تاثرت العام 2013 بعزل الرئيس المصري الاسبق محمد مرسي، الحليف القوي لانقرة.
يذكر ان السعودية دعمت اطاحة الجيش المصري بمرسي في 3 تموز/يوليو من ذلك العام.