مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 أوروبا منطقة خالية من الشلل

رغم تجنيد سفراء لمحاربة الشلل، كالعارضة كلوديا شيفر، فان نصف بلدان العالم لا تزال تعانلي من هذا المر ض Keystone

قد يتم في نهاية الأسبوع الإعلان رسميا عن أن اوربا أصبحت منطقة خالية من مرض الشلل، وتصبح بذلك ثالث منطقة تتخلص نهائيا من انتشار الفيروس المتسبب في مرض الشلل. ولكن أوروبا ليست في مأمن من انتقال الفيروس اليها من بؤر انتشار قريبة مثل السودان ومصر والصومال إضافة إلى أفغانستان وباكستان والهند وأنغولا.

يرى خبراء منظمة الصحة العالمية أن الشروط مكتملة لإعلان أوربا منطقة خالية من الشلل أثناء اجتماع لجنة الخبراء، يومي الخميس والجمعة القادمين. والمقصود بالمنطقة الأوربية، 51 دولة تشمل الدول الأوربية من ضمنها سويسرا ودول اورباالشرقية إضافة إلى إسرائيل.

يتطلب الأمر من أجل إعلان منطقة ما خالية من الشلل، توفر ثلاثة شروط:اولا عدم تسجيل أية حالة إصابة بالشلل خلال الثلاثة أعوام الأخيرة. ثانياالتوفر على وسائل مراقبة تتماشى ومتطلبات لجنة المراقبة، واخيرا تقديم بلدان المنطقة لبراهين وأدلة على أنها قادرة من جهة على اكتشاف حالات الشلل المستوردة، ومن جهة اخرى على إشعار المصالح المعنية بذلك واتخاذ التدابير الضرورية لمواجهتها، وأن مخابرها قادرة على التحكم في مخزون الفيروسات المستعملة في صنع التلقيح الضروري للوقاية من الشلل من. وكانت آخر حالة شلل سجلت في أوربا في شهر نوفمبر من عام 1998، في جنوب شرق تركيا.

ويرى الدكتور بورس ايلوارد منسق منظمة الصحة العالمية لمبادرة القضاء على مرض الشلل “أن شهادة اللجنة أمر هام بالنسبة لإعلان منطقة ما خالية من فيروس الشلل”. وإذا ما أقرت اللجنة ذلك يوم الجمعة القادم، ستصبح أوربا ثالث منطقة في العالم خالية من فيروس الشلل بعد الأمريكيتين في عام 1994، والمنطقة الغربية من المحيط الهادي، ومن ضمنها الصين، في عام 2000.

دول عربية من بين بؤر فيروس الشلل

إذا كانت المنطقة الأوربية قد أفلحت في تهيئة الظروف للحصول على شهادة أنها منطقة خالية من فيروس الشلل، فإن قربها من بؤر انتشار قوية للفيروس مثل أفغانستان والهند وباكستان ونيجيريا والنيجر، ومن بؤر ضعيفة الانتشار مثل مصر والسودان والصومال، يدفع المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف ستيفان وودهوز إلى التعبير عن “القلق لحالات الشلل المستوردة، بسبب كون المنطقة الأوربية بمثابة منطقة جلب للهجرة وللعمالة من المناطق التي تعتبر بؤر المرض”، وهذا ما يدفعه إلى التحذير من مغبة التخلي عن وسائل الوقاية.

ويوضح منسق منظمة الصحة العالمية في مجال محاربة الشلل الدكتور بروس ايلوارد أن قرب اوربا من منطقة حوض البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا، جعل لجنة الخبراء تستعين بخبراء من هذه المنطقة.

وإذا كان منسق منظمة الصحة العالمية يبدي قلقا مما تشكله أفغانستان وباكستان والهند “كمصدر لتصدير الفيروس”، فإنه يعتبر “مصر والصومال والسودان اقل خطرا نظرا لمستوى المعدات الصحية المتوفرة هناك لمواجهة انتشار مرض الشلل”.

كما يرى أن توفر بنوك المعلومات لدى منظمة الصحة العالمية حول أنواع الفيروسات المسببة للشلل في العالم “يسمح بتحديد مصدر الفيروس ومعرفة مكان تصديره بدقة إن كان من الصومال أو السودان او مصر أو من أي مكان في العالم”.

270 مليون دولارالقضاء نهائيا على الشلل

للقضاء نهائيا على مرض الشلل، الذي لا زال منتشرا في عشرة بلدان، حيث تم تسجيل 500 حالة في عام 2001 في العالم، حددت منظمة الصحة العالمية سنة 2005، كموعد لذلك. ومن اجل التوصل إلى قضاء نهائي على الشلل، يتطلب الأمر القيام بحملة تطعيم ووقاية شاملة تكلف حوالي مليار دولار إضافة إلى البرامج الوطنية المطبقة في كل بلد.

ويبدو أن تحقيق هذا الهدف مرهون فقط بجمع حوالي 275 مليون دولار، نظرا لكون الدول المانحة ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الدولية، تعهدت لحد الآن بتمويل 725 مليون دولار. وهذا ما دفع المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف للتحذير من مغبة التأخر في توفير هذا المبلغ البسيط المتبقي، لأن نجاح حملة القضاء النهائي على الشلل في العالم معناه “توفير 1،5 مليار دولار سنويا التي تنفق في حملات التطعيم فقط”.

ويعتبر مرض الشلل من الأمراض المعدية جدا، نظرا لكون المتسبب فيه فيروس يصيب الجهاز العصبي وبإمكانه أن يِؤدي إلى شلل تام في غضون دقائق. وهذا الفيروس يمكن أن يتسلل إلى الجسم عبر الفم، ويتكاثر في الأمعاء، متسببا في أعراض كالحمى والتعب والقيء وتصلب في الرقبة، وآلام في الأطراف. وتؤدي الإصابة بفيروس الشلل في حالة واحدة من كل مائتين إلى شلل لا يشفى منه. كما أن خمسة إلى عشرة بالمائة من المصابين بالشلل يتوفون بسبب تصلب عضلات الجهاز التنفسي.

محمد شريف – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية