نتانياهو يتوعّد حماس بـ”عواقب” مع استمرار الجمود بشأن مصير هدنة غزة

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حماس الإثنين بعواقب “لا يمكن أن تتصوّرها” ما لم تفرج عن الرهائن في قطاع غزة، في ظل جمود المفاوضات بشأن مصير اتفاق الهدنة الذي اتهمت الحركة الفلسطينية الدولة العبرية بالعمل من أجل “انهياره”.
الى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الوقت حان لإعطاء سكان غزة “حرية المغادرة”، بعدما سبق له تأييد طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سيطرة” بلاده على القطاع ونقل سكانه الى دول أخرى مثل مصر والأردن.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد 15 شهرا من حرب مدمرة اندلعت مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكرّر نتانياهو الإثنين مطلبه الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وقال أمام الكنيست الإسرائيلي “أقول لحماس: إذا لم تُفرجوا عن رهائننا، ستكون هناك عواقب لا يمكنكم تصورها”.
في السياق نفسه، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس انه في حال عدم الافراج عن الرهائن فان “ابواب غزة ستغلق وستفتح ابواب الجحيم”.
واضاف في بيان “سنعود الى القتال، وسيواجهون (الجيش) بقوات واساليب لم يسبق ان واجهوها حتى تحقيق نصر حاسم”.
ومع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق التي امتدت ستة أسابيع، أعلنت الدولة العبرية ليل السبت الأحد تمديدها حتى نيسان/أبريل بناء على مقترح أميركي. في المقابل، أصرت حماس على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
ووفق إسرائيل، يقضي مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بإطلاق سراح “نصف الرهائن، الأحياء والأموات” في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقية الرهائن “في نهاية (الفترة)، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار”.
لكن حماس اتهمت إسرائيل بـ”الانقلاب” على الاتفاق. وتؤكد الحركة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، وفق ما تقوله، وضع حد للحرب و”الانسحاب الشامل” للجيش الإسرائيلي من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.
واتهم القيادي في حماس أسامة حمدان إسرائيل بالعمل على “انهيار” الاتفاق.
وقال في كلمة مصوّرة الإثنين “سلوك الاحتلال وخروقاته للاتفاق خلال المرحلة الأولى تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن حكومة الاحتلال كانت معنية بانهيار الاتفاق وعملت جاهدة لتحقيق ذلك”.
– “خطة الجحيم” –
وخلال المرحلة الأولى، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1800 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو ينوي ممارسة “ضغوط قصوى” على حماس لإرغامها على قبول تمديد الهدنة وفق شروط إسرائيل.
ونقلت قناة “كان” العامة عن مصادر قريبة من نتانياهو قوله إنه سينتظر ليرى ما إذا كان الوسطاء، أي قطر ومصر والولايات المتحدة، سيتمكنون من إقناع حماس بتمديد المرحلة الأولى تحت طائلة “استئناف القتال” في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل أعلنت الأحد تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خطوة أثارت تنديد حماس وأطراف دولية.
وذكرت “كان” أن رئيس الحكومة وضع خطة باسم “خطة الجحيم” لزيادة الضغط على حماس، تنصّ بعد منع المساعدات، على التهجير القسري لسكان شمال القطاع إلى الجنوب وقطع التيار الكهربائي.
وقال نتانياهو الإثنين إن “الرئيس ترامب عرض خطة رؤيوية ومبتكرة لحرية الهجرة من غزة، واعتقد أنه ينبغي دعم خطته”، مضيفا “حان الوقت لإعطاء سكان غزة خيارا حقيقيا. حان الوقت لمنحهم حرية المغادرة”.
وتشترط إسرائيل أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح كليا وتفكيك حركة حماس التي تدير القطاع منذ العام 2007.
وأثار مقترح ترامب تنديدا خصوصا من الدول العربية التي تعقد قمة طارئة في مصر الثلاثاء لبحث القضية.
وعشية القمة، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا “تحضيريا وتشاوريا” لمناقشة خطة إعادة إعمار القطاع بدون تهجير سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بحسب ما أفاد مصدر في الجامعة العربية وكالة فرانس برس.
وستعرض الخطة “على القادة العرب في القمة” الثلاثاء للموافقة عليها.
– هجوم في حيفا –
في ظل هذه التوترات، قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون بجروح، في هجوم طعنا بسكين الإثنين في مدينة حيفا بشمال إسرائيل، وصفته الشرطة بـ”الإرهابي”، وهو أول هجوم قاتل داخل الدولة العبرية منذ سريان الهدنة في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير.
ووقع الهجوم الذي قُتل منفذه بحسب الشرطة، في محطة للحافلات. وقالت إن المهاجم درزي إسرائيلي من مدينة شفاعمرو في شمال إسرائيل مشيرة إلى أنه “أمضى الأشهر الأخيرة في الخارج وعاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي”.
من جانبها، أشادت حركة حماس بالهجوم. وقالت في بيان “نُبارك العملية البطولية التي نفّذها أحد أبطال شعبنا في محطة الحافلات المركزية في مدينة حيفا المحتلة صباح اليوم الاثنين”.
وشاهد مراسلو فرانس برس جثة المهاجم التي حُجبت بغطاء وبقع دماء على الأرض.
وقال جهاز نجمة داوود الحمراء في بيان مقتضب “أعلن مسعفونا وفاة رجل يبلغ حوالى 70 عاما، وهم يقدمون الإسعافات لأربعة مصابين”.
– “تخوف كبير” –
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه قصف زورقا “مشبوها” رصده قبالة سواحل خان يونس في جنوب القطاع، مشيرا إلى أنه “شكّل تهديدا”.
ولقي قرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الانسانية الى القطاع، تنديدا واسعا خصوصا من دول عربية رأت فيه “انتهاكا صارخا” لاتفاق الهدنة.
ويخشى سكان القطاع أن يفاقم تعليق دخول المواد الأزمة الإنسانية الحادة، خصوصا في شهر رمضان.
وقال بلال الحلو في سوق بمدينة غزة لفرانس برس “ثمة تخوف كبير واليوم ثمة إقبال من الناس كثيرا على شراء المواد التموينية والأسعار ارتفعت جدا”، مضيفا “كلما بقي المعبر (مع إسرائيل) مغلقا ارتفعت الأسعار”.
وحضّت ألمانيا إسرائيل الإثنين على التوقّف “فورا” عن منع المساعدات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الأحد إلى “الاستئناف الفوري” لدخول المساعدات، وحثّ “جميع الأطراف على بذل الجهود اللازمة لتجنّب عودة الأعمال العدائية”.
وندّدت دول عربية عدّة، من بينها قطر ومصر والسعودية، بـ”انتهاك صارخ” لاتفاق وقف إطلاق النار، متهمة إسرائيل بـ”استخدام الغذاء كسلاح حرب وتجويع المدنيين”.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
وأسفر الهجوم في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48397 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور-سغ/ناش-كام/ب ق