مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“إثارة مشاعر المسلمين أمر غير مقبول”

swissinfo.ch

في رد فعلها على نشر صور كاريكاتورية عن النبي محمد، أوضحت وزيرة الخارجية السويسرية" بأن نشر الصور بغرض إثارة مشاعر المسلمين أمر غير مقبول".

وفي الوقت الذي دعت فيه عدة شخصيات مسلمة وسويسرية الى التهدئة، وجهت أستاذة اللغة العربية بجامعة جنيف فوزية العشماوي نداء لمقاطعة جريدة لاتريبون دو جنيف التي نشرت بعض الصور.

في مقالات نشرت يوم الأحد 12 فبراير، بصحيفتين سويسريتين ناطقتين بالألمانية، عبرت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري عن أن “لحرية الصحافة حدودا لا يجب تجاوزها”.

إذ اعتبرت السيدة كالمي ري لصحفيتي تسونتاغس بليك وتسونتاغس تسايتونغ، أن “نشر الصور بغرض إثارة مشاعر المسلمين أمر غير مقبول”.

وقالت الوزيرة في معرض ردها على من يبررون ذلك بالدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة بأن “هناك حدودا يفرضها القانون وتفرضها أخلاقيات المهنة، وتبدأ حيثما تبدأ الإساءة الى مشاعر الآخرين”.

وفي ردها على من ينادون بوجوب وقوف سويسرا الى جانب الحكومة الدنمركية، ومن بينهم رئيس الحزب الراديكالي فولفيو بيللي الذي طالب بضرورة الوقوف الى جانب حكومتي الدنمرك والنرويج، قالت الوزيرة السويسرية “إن سويسرا بوصفها بلدا محايدا، وراعية معاهدات جنيف ومهد حركة الصليب الأحمر، عليها القيام بدور خاص، ولكن ليس من حقها التحيز الى طرف من الأطراف”.

وتأتي تصريحات وزيرة الخارجية غداة تنظيم مسلمي سويسرا مظاهرة أمام القصر الفدرالي للاحتجاج ضد نشر صحف سويسرية لبعض من تلك الرسوم، وفي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة تسونتاغس بليك نتائج عملية سبر لآراء حوالي 1000 مواطن سويسري، يرى فيها حوالي 66% من المستجوبين أنه لا يجب الحد من حرية الصحافة بأي حال من الأحوال حتى ولو تعلق الأمر بالدين. واعتبرت أقلية في حدود 24 % ممن وجه لهم السؤال بأن المسلمين يشكلون خطرا على سويسرا.

ضرورة الاعتذار أو المقاطعة

وفي هذه الأثناء ظهرت أصوات على مستوى الساحة السويسرية تنادي بضرورة الاعتذار ومن بين هذه الأصوات سفير إيران في العاصمة الفدرالية برن الذي طلب من صحيفة ” NZZ am Sonntag” الاعتذار للعالم الإسلامي عن إعادة نشر بعض من تلك الصور الكاريكاتورية.

لكن رئيس تحرير الجريدة فيليكس موللر اعتبر في رد سيرسله الى السفارة الإيرانية ونشرته بعض الصحف، أن “من حق أي صحيفة أن تنشر كل المعطيات التي تسمح للقارئ بتكوين رأيه حول الموضوع”.

اما أستاذة اللغة العربية بجامعة جنيف، ونائبة الأمين العام لرابطة المسلمين في أوربا الدكتورة فوزية العشماوي فقد دعت الى مقاطعة صحيفة لاتريبون دي جنيف التي نشرت رسمين من تلك الرسوم الكاريكاتورية. وفي حديث لبعض وسائل الإعلام أوضحت السيدة العشماوي أنه “إذا كان بالامكان تفهم موقف الصحف التي نشرت تلك الصور في البداية نظرا لكونها لم تكن تعرف مسبقا الأضرار التي قد تترتب عنها، فإن الصحف التي أعادت النشر كانت تعرف جيدا مدى مساسها بكرامة ومقدسات المسلمين”.

وقد وجهت السيدة العشماوي رسالة لصحيفة لاتريبون دي جنيف تعلن فيها إلغاء اشتراكها فيها كما وجهت نداءا لمقاطعة الجريدة.

ماذا لو تم اللجوء إلى القضاء؟

على صعيد آخر، وفي أجوبة على أسئلة طرحتها سويس إنفو يرى الخبير في مركز الأبحاث القانونية بجامعة سانت غالن السويسرية، دانيال هويزمان بأن “هناك حظوظا للفوز أمام المحاكم لو يتم رفع شكوى قضائية”.

وأضاف بأن “هناك أدلة كافية للقول بأن بعض تلك الصورعن النبي محمد، تعتبر إهانة للمسلمين”. ومع أنه أشار إلى أن “القانون السويسري لا يوضح بدقة حجم الاهانة التي تؤخذ بعين الإعتبار”، فإنه يقدر بأن “المقياس في هذه الحالة هو نسبة المسلمين الذين يشعرون بالإهانة من خلال تلك الصور”.

ويختتم الخبير القانوني بالتنصيص على أنه: “إذا كان الجواب على السؤال السابق بنعم عندها يجب توجيه التهمة ضد جهة معنية لنشرها تلك الصور الكاريكاتورية”.

لكن زميله السويسري شارل بونسيه، الخبير في قانون النشر والإعلام، له تقييم معاكس حيث يرى بأن “الصور الكاريكاتورية التي نشرت لا يمكن أن تشكل خرقا للمادة 261” من القانون الجنائي السويسري المتعلقة بمكافحة التصرفات والمظاهر العنصرية في سويسرا.

أخيرا أجمع الخبيران على أن الحالات التي قدمت أمام المحاكم والمتعلقة بانتهاك الفصل 261 من القانون الجنائي لا تكفي حاليا لتكوين رأي واضح بهذا الخصوص.

سويس انفو – محمد شريف – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية