مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مشاعر متناقضة لدى إسرائيليين لدى الإفراج عن فلسطينيين قتلوا أقارب لهم

afp_tickers

يعبّر الإسرائيلي هليل فولد عن مشاعره المتناقضة لدى رؤية رهائن إسرائيليين يعودون من قطاع غزة بعد احتجاز طويل، لكنه لا يخفي غضبه من رؤية في المقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين يخرجون من السجون الإسرائيلية وبينهم قاتل شقيقه.

ويقول فولد، وهو مستشار متخصّص في تكنولوجيا المعلومات ومؤثّر على مواقع التواصل الاجتماعي، لوكالة فرانس برس، إنه مشهد “مؤلم”.

ويضيف من منزله في بيت شيمش “من ناحية، نقوم بالإفراج عن مئات الوحوش مقابل كل رهينة إسرائيلية، هذا محزن جدا بل فظيع… ومن ناحية ثانية، نرى الرهائن يعودون إلى عائلاتهم، كيف لا يمكننا دفع هذا الثمن؟ من يستطيع أن ينظر في وجه أم ويقول لها لن نعيد ابنتك من سجون الجحيم؟”.

في العام 2018، تعرّض آري، شقيق فولد والذي كان يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة، للطعن حتى الموت على يد فتى فلسطيني.

في الأسابيع الأخيرة، وكغيره من الإسرائيليين، شاهد فولد عمليات تبادل المعتقلين والرهائن بين إسرائيل وحماس ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير بعد حرب استمرت أكثر من 15 شهرا. 

وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 25 من المحتجزين الأحياء مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

لكن السبت، علّقت إسرائيل إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني رغم إفراج حماس عن ستة رهائن، مطالبة بوقف “المراسم المخزية” التي ترافق عمليات تسليم الرهائن. 

على قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين كان يُفترض الإفراج عنهم، يوجد اسم خليل يوسف علي جبارين الذي كان عمره 17 عاما عندما أقدم على طعن فولد. والتقطت كاميرات مراقبة صور جبارين وهو يطعن فولد في ظهره. 

كما صوّرت الكاميرات فولد المولود في الولايات المتحدة وهو يطارد الفتى ويطلق عليه النار قبل أن يُتوفى متأثرا بجروحه.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967. ويعيش في الضفة قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني، بالإضافة الى نحو نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية في نظر الأمم المتحدة. وغالبا ما تحصل مواجهات دامية فيها بين إسرائيليين وفلسطينيين، فيما تكرّر القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة لملاحقة أشخاص تقول إنهم يخططون لهجمات على إسرائيليين.

– “مأساوي” –

وحكمت محكمة عسكرية على جبارين بالسجن مدى الحياة. 

ويقول فولد إنه “يعجز عن استيعاب” فكرة الإفراج المرتقب عن جبارين. ويضيف “الأمر مؤلم لي على المستوى الشخصي، لكن على المستوى الوطني والديني، وكوني يهوديا متدينا، علينا القيام بذلك… يجب علينا إعادة أبنائنا”.

وواجهت إسرائيل في العام 2011 معضلة مشابهة حين أفرجت عن أكثر من ألف معتقل فلسطيني كان بينهم يحيى السنوار الذي يوصف بأنه مهندس هجوم السابع من تشرين الاول/أكتوبر 2023، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وينظر الى المعتقلين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية على أنهم “أبطال”، وقد استُقبل المفرج عنهم خلال الأسابيع الأخيرة بالورود والزغاريد، وتجمّع الناس لملاقاتهم سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.

ويعتبر الفلسطينيون المعتقلين في السجون الإسرائيلية أسرى تمّ اعتقالهم بينما كانوا يقومون بـ”مقاومة الاحتلال”. 

في المقابل، يرى ميخا أفني المقيم في تل أبيب أن “الأمر مأساوي وغير عادل”، مضيفا “إنه أمر فظيع”.

وقُتل ريتشارد لاكين، والد أفني الذي كان معلّما ومناصرا للسلام، على أيدي مسلحين فلسطينيين في هجوم طعن وإطلاق نار في حافلة في القدس عام 2015. 

– “الاعدام” –

وكان اسم أحد منفذي الهجوم ويدعى بلال أبو غانم من بين أسماء الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم السبت. 

وحكم على أبو غانم بالسجن المؤبد ثلاث مرات لقتله لاكين وآخرين. 

ويقول أفني “كنت أعرف أن هذا سيحدث… بعد مقتل والدي ومحاكمة الإرهابي، نظرت إلى أختي وكنا نعلم أنها مسألة وقت قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة”. 

ويضيف “أشكر الله على إنقاذ حياة” الرهائن، ومع ذلك فالأمر بالنسبة له “مأساة وطنية”، كما يقول. 

ويقول فولد وأفنر إنه لمنع مثل هذا السيناريو في المستقبل، على إسرائيل اعتماد سياسة “إطلاق النار للقتل”. وفي حال نجا المهاجم، أن ينفّذ فيه حكم الإعدام. 

ويقول أفني “الموت هو المصير الوحيد للإرهابي الذي يقتل… سواء قتل الإرهابي والدي أو والد شخص آخر، فإن تركه يعني وجود فرصة كبيرة لقتل شخص آخر”. 

ويضيف “هذا يجعلني بطريقة ما شريكا في الجريمة التالية، هذا شيء فظيع”.

راغ/ها-رض/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية