إسرائيل أيضا تنتقد زيارة ميشلين كالمي – ري إلى إيران
لا تزال اتفاقية الغاز بين سويسرا وإيران التي وقعت هذا الأسبوع في طهران بحضور وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي - ري تتفاعل. فقد استدعت الحكومة الإسرائيلية السفير السويسري بتل أبيب لتعرب له عن سخطها إزاء الزيارة.
من جهتها، أعادت الولايات المتحدة التأكيد عن امتعاضها من الزيارة كذلك، وكان رد فعل أولي قد صدر عن السفارة الأمريكية في برن الثلاثاء 18 مارس الجاري.
صرح توم كيسي، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء 19 مارس الجاري في واشنطن “إننا لا نعتقد أنها اللحظة المناسبة للاستثمار في إيران، ليس فقط في قطاع النفط والغاز، بل في المجال الاقتصادي عامة”.
وأشار المتحدث، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن الولايات المتحدة سوف تدرس بدقة تفاصيل الاتفاق للتأكد من عدم انتهاكه للقوانين الأمريكية.
ويخوّل “قانون العقوبات الأمريكية على إيران” لواشنطن اتخاذ إجراءات عقابية ضد الشركات الأجنبية المستثمرة في قطاع الوقود والمحروقات في هذا البلد. وتتركز أنظار البلدان الغربية وخاصة الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
وللتذكير، أبرمت شركة الكهرباء السويسرية في لاوفنبورغ (EGL) بكانتون زيورخ والشركة الوطنية الإيرانية لتصدير الغاز يوم الاثنين الماضي، 17 مارس، عقدا مهما للتزود بالغاز. ووُقعت الاتفاقية في طهران بحضور وزيرة الخارجية ميشلين كالمي – ري.
وسيضخ الغاز الإيراني إلى إيطاليا عبر خط أنابيب عابر للبحر الأدرياتي، الذي تسعى شركة الكهرباء في لاوفنبورغ بكانتون زيورخ إلى استكمال بنائه بحلول 2011.
“تحرك غير وديّ تجاه إسرائيل”
مباشرة بعد توقيع العقد، اعتبرت سفارة الولايات المتحدة في سويسرا أن “الاتفاق يبعث برسالة خاطئة لإيران، في وقت لا تزال فيه طهران تتحدى قرارات مجلس الأمن الداعية لإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم”.
وليست الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي عبّر عن استيائه من صفقة الغاز ، فقد استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأربعاء سفير سويسرا الجديد بتل أبيب، فالتر هافنر، لتعرب له عن عدم رضاها أيضا.
وخلال اللقاء، أبلغ رافي باراك، نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، السفير هافنر بأن الدولة العبرية ترى في زيارة المستشارة الفدرالية إلى طهران “تحركا غير ودي تجاه إسرائيل”، بحسب ما أورد بيان صادر عن السفارة الإسرائيلية ببرن.
وجاء في بيان السفارة أيضا: “تواصل إيران برنامجها النووي، وتموّل المنظمات المتطرفة، وتدعم الإرهاب، وتنتهك حقوق الإنسان، ولا تعترف بحق الوجود” لإسرائيل.
ما تنتظره إسرائيل من سويسرا
وبالنسبة لإسرائيل فإن “المجتمع الدولي، وسويسرا جزء منه، واع بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن سلوك إيران”. وتنتظر إسرائيل من سويسرا أن تدعم الجهود الدولية في مواجهة هذه الأخطار.
وحتى لحظة نشر هذا التقرير، التزمت وزارة الخارجية السويسرية الصمت، ولم تعلق على بيان السفارة الإسرائيلية. وكانت ميشلين كالمي – ري قد دافعت يوم الثلاثاء 18 مارس، بعد عودتها من طهران، عن شرعية العقد الذي وقعته شركة الكهرباء في لاوفنبورغ بكانتون زيورخ مع السلطات الإيرانية، مؤكدة أن العقد لا ينتهك عقوبات الأمم المتحدة أو الإجراءات التي اتخذتها واشنطن بحق الجمهورية الإسلامية. وقالت بأنها لا ترى أن العقد “يبعث برسالة خاطئة لطهران”.
وردا على الانتقادات الأمريكية، شددت وزارة الخارجية على أن سويسرا، ولكي تحافظ على استقلالها في مجال الطاقة، لا تحتاج إلى ضوء أخضر من أحد.
“الوزيرة أخطأت”
الوشاح الذي وضعته وزيرة الخارجية على رأسها خلال زيارتها الأخيرة لطهران أثارت بدورها ضجّة على المستويين الإعلامي والسياسي في سويسرا. وذهب البعض إلى اتهامها بالتنازل عن حقوق المرأة.
وانتقد عدد من النواب في البرلمان الهيئة التي ظهرت عليها الوزيرة، وقالت ماريا روث برنسكوني – التي تعتبر “الحجاب علامة لخضوع المرأة” – “إنه أمر مزعج أن نرى الوزيرة تغضب الإيرانيات المدافعات عن حقوق المرأة. وعلينا بدلا من ذلك دعمهن ومساندتهن”.
لكن الوزيرة ردت على هذه الانتقادات، وقالت خلال الندوة الصحفية التي عقدتها على إثر زيارتها لإيران: “لقد قيل لي دائما أنه عندما نحل ضيوفا على بلد ما، نحترم تقاليده المحلية”.
سويس انفو مع الوكالات
توظف الصناعة السويسرية للغاز الطبيعي (الميثان) 1700 عامل، ويبلغ رقم مبيعاتها 1.7 مليار فرنك سويسري، وتمتد شبكة التوزيع على مسافة 16.000 كلم. وعلى خلاف البلدان الأوروبية، لا تزال السوق الداخلية في مجال الغاز الطبيعي في سويسرا، تابعة للحكومة.
وتتكفل حوالي مائة شركة، في غالبيتها مؤسسات حكومية، بتزويد السكان بهذا النوع من الطاقة، وتتزوّد تلك الشركات بدورها من الخارج بواسطة أربعة شركات محلية مجتمعة داخل مؤسسة مركزية تسمى “سويسرا للغاز” Swissgaz.
ويزداد استهلاك سويسرا من الغاز الطبيعي أكثر فأكثر، مثلها مثل بقية البلدان، (تضاعف الاستهلاك العالمي من الغاز مرتين ما بين 1980 و2006)، ويمثل الغاز لوحده 12% من الاحتياجات السويسرية من مصادر الطاقة، كما يمثل الإستهلاك المنزلي بمفرده 40% من تلك النسبة والقطاع الصناعي 33%، والنسبة المتبقية (27%)، تخصص لقطاعيْ الخدمات والنقل.
تأتي كل احتياجات سويسرا من الغاز الطبيعي من الخارج وتربطها بشبكة خطوط أنابيب التوزيع الأوروبية 12 نقطة للتزوّد. وتغطي هذه الشبكة مسافة طولها 190.000 كلم، تمتد من بحر البلطيق شمالا إلى البحر الأبيض المتوسط جنوبا، ومن المحيط الأطلسي غربا إلى منطقة سيبيريا شرقا. ويزداد مع الوقت تحويل الغاز الطبيعي إلى سائل لينقل بواسطة أساطيل نقل الغاز المسال (LNG).
وتغطي عقودا أبمرتها سويسرا، وتتراوح مدتها بين 20 أو 25 سنة، ثلاثة أرباع احتياجات البلاد. ويقدر المكتب الفدرالي للطاقة أن 95% من الإستهلاك السويسري من الغاز الطبيعي مصدره هولندا وروسيا والنرويج وألمانيا والجزائر.
فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكدت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – ري يوم الثلاثاء 18 مارس في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفدرالية برن، لدى عودتها من طهران، أن سويسرا تدافع عن حل دبلوماسي، ومستعدة لتقديم مساعيها الحميدة لهذا الغرض.
كما ذكرت بأن الخطابات التي تشكك في حق إسرائيل في الوجود غير مقبولة في نظر سويسرا، وكذلك الشأن (في مجال حقوق الإنسان) بالنسبة للرجم والتشويه الجسدي وعقوبة الإعدام الصادرة في حق القصر.
تمثل سويسرا المصالح الأمريكية في إيران منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران في عام 1980.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.