نتانياهو يرسل مفاوضين إلى قطر لبحث المرحلة الثانية من الهدنة في غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت إرسال مفاوضين إلى قطر لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، بعد إفراج حماس عن ثلاثة رهائن إسرائيليين مقابل 183 معتقلا فلسطينيا في سجون إسرائيل.
وتعهد نتانياهو مجددا “القضاء” على حماس وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة إلى إسرائيل.
وأفرجت حماس السبت عن الرهائن الإسرائيليين الثلاثة الذين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة.
ونقل الرهائن الثلاثة أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما) في شاحنات بيك آب وأصعدهم مقاتلو حماس إلى منصة خلال مراسم نظمتها الحركة في دير البلح في وسط قطاع غزة على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان.
وانتشر عشرات من مقاتلي حماس الملثمين والمسلحين وعلى جبينهم عصبة الحركة الخضراء، وفرضوا طوقا أمنيا في المكان، تجمعت خلفه حشود ضمت مئات الأشخاص.
ونددت إسرائيل بـ”المشهد القاسي” الذي أعقب إطلاق سراح الرهائن. واستنكر نتانياهو “الصور المروعة” التي “لن تمر بدون رد”.
ويعاني أوهاد بن عامي “ضائقة غذائية”، حسبما أعلن مستشفى إيخيلوف في تل أبيب مساء السبت، حيث تم نقله.
وقالت مديرة مستشفى شيبا في رامات جان قرب تل أبيب يائيل فرنكل نير، إن صحة أور ليفي وإيلي شرابي (52 عاما) “سيئة” بعد 491 يوما من الاحتجاز.
وفي مقابل إطلاق الرهائن الثلاثة، أفرجت إسرائيل عن 183 فلسطينيا، بحسب ما اعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية السبت.
ووصلت حافلة تقل معتقلين فلسطينيين أفرج عنهم الى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة على أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وكانت الحافلة غادرت سجن عوفر الإسرائيلي القريب من بلدة بيتونيا. ونزل المعتقلون واحدا تلو الآخر وهم يلوحون بأيديهم للحشود التي كانت في استقبالهم وسط انتشار لعناصر الشرطة الفلسطينية.
وأعلن نادي الأسير عن نقل سبعة منهم الى المستشفى بسبب وضعهم الصحي.
إلى ذلك ندّدت حركة حماس بسياسة “القتل البطيء” بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وفي وقت ما زال مصير وقف إطلاق النار مجهولا بعد المرحلة الأولى، قال باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة حماس لوكالة فرانس برس إن “العودة للحرب قطعا ليست أمنيتنا ولا قرارنا”، محذّرا من أن “عدم التزام” إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة جعله في خطر الانهيار.
وشدّد نعيم على أن حماس “ما زالت مستعدة” للمشاركة في المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي كان يفترض أن تبدأ في 27 كانون الثاني/يناير.
-“جريمة ضد الإنسانية”
وفي “ساحة الرهائن” في تل أبيب تجمع مئات الأشخاص لمتابعة النقل المباشر للإفراج عن الرهائن.
ونصبت في المكان شاشة عملاقة تعد الأيام والساعات والدقائق والثواني التي مضت منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 داخل إسرائيل وخطف خلاله الرهائن واقتيدوا إلى غزة.
وأثارت وجوه الرهائن الثلاثة الشاحبة وقاماتهم الهزيلة صدمة في إسرائيل، خصوصا بالمقارنة مع صورهم المنتشرة في أنحاء إسرائيل منذ اختطافهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وجعل عناصر حماس الرهائن الثلاث يعتلون منصّة ليتلوا عليها بنظرات تائهة تصريحا بالعبرية عبر مذياع هو عينه تقريبا في كلّ مرّة.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقوم بتسهيل عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، السبت جميع الأطراف إلى إجراء عمليات التبادل المقبلة في شكل “غير علني”.
وقالت اللجنة في بيان بعد إتمام عملية التبادل الخامسة إنها “تشعر بقلق متزايد بشأن الظروف المحيطة بعمليات الإفراج”، مضيفة “نحض جميع الأطراف، بمن فيهم الوسطاء، على تحمل المسؤولية لضمان أن تكون العمليات المقبلة غير علنية من أجل حفظ خصوصية الأشخاص وكرامتهم”.
وكانت شكوك تخيّم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة. لكن هذه الشكوك تبددت مساء الجمعة.
وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمّرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
قُتلت زوجة إيلي شرابي وابنتاهما المراهقتان في منزلهم في كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويُشتبه أيضا في مقتل الشقيق الأكبر لإيلي، يوسي شرابي الذي أُخِذ رهينة بشكل منفصل.
وقُتلت زوجة أور ليفي، إيناف، عندما هاجم عناصر حماس مهرجان نوفا الموسيقي الذي قدم الزوجان لحضوره.
أما زوجة أوهاد بن عامي التي اختطفت معه من كيبوتس بئيري، فقد أُطلِق سراحها خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وكانت قد حصلت حتى اليوم أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.
– “لا داعي للعجلة” –
واحتُجز خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 251 شخصا رهائن، كما قتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن في جنوب سوريا غارة على “مستودع لتخزين الأسلحة يتبع” لحماس في منطقة دير علي.
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب استهجانا واسعا إثر اقتراحه سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإخلاءه من سكانه تطوير مشاريع عقارية فيه، مع “إعادة توطين” سكانه في أماكن أخرى من المنطقة، ولا سيما مصر والأردن.
ورفضت القاهرة وعمّان هذا المقترح الذي أثار أيضا استنكارا دوليا، مع تحذير الأمم المتحدة من أيّ “تطهير عرقي”. كذلك رفضته بشدّة حماس والسلطة الفلسطينية.
وقال الرئيس الأميركي الجمعة إنه ليس مستعجلا في تنفيذ مقترحه.
وينادي المجتمع الدولي بتنفيذ حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أنّ الدولة العبرية تعارضه بشدة.
رغم موجة التنديد الدولية، أعلنت إسرائيل الخميس أنها بدأت وضع خطة لتسهيل “المغادرة الطوعية” لسكان غزة.
وفي خطوة جديدة تؤكد دعم ترامب للدولة العبرية، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة الموافقة على بيع قنابل وصواريخ ومعدات ذات صلة بقيمة تفوق 7,4 مليارات دولار، لإسرائيل التي استخدمت أسلحة أميركية الصنع ذات قدرات تدميرية في الحرب في غزة.
بور-دلا-كاب/غ ر-ود-ح س/ب ق