إشتراط إجادة اللغة يثير انتقادات
هل سيصبح الامتحان الكتابي في اللغة الألمانية شرطا لابد منه للحصول على الجنسية السويسرية كما اقر ذلك مجلس بلدية زيوريخ أم آن الخطوة التي أظهرت الفجوة القائمة بين نظرة اليمين ونظرة اليسار لهذا الموضوع سرعان ما ستعمل على تليين القرار عند الاحتكاك بالواقع اليومي؟
في زمن الحديث على ضرورة الانفتاح على العالم الخارجي اكثر فأكثر، وفي وقت أظهرت فيه الإحصائيات المختلفة بأن النمو الديموغرافي في القارة الأوربية وفي سويسرا لا يمكن آن يستمر إلا بفضل توافد اليد العاملة الأجنبية، وفي وقت أقدمت فيه العديد من الدويلات السويسرية على تسهيل إجراءات التجنس، هل كانت هناك حاجة إلى زيادة العراقيل الموضوعة أمام الأجانب الراغبين في الحصول على الجنسية السويسرية والقيام بدورهم كمواطنين كاملي الحقوق والواجبات؟
سؤال تطرحه العديد من الأوساط السياسية بعد الخطوة التي اقدم عليها مجلس بلدية زيوريخ الأسبوع الماضي والتي أقر فيها بأغلبية 55 صوتا مقابل 53 ضرورة إخضاع الأجانب الراغبين في التجنس لامتحان لغوي لمعرفة مدى تحكمهم في اللغة الألمانية او اللهجة المحلية الألمانية المعروفة بالسويتسر دوتش.
الاقتراح الذي تقدم به الحزب الراديكالي كحل وسط بين موقف اليمين المناصر للخطوة واليسار المعارض لها يطالب المجلس البلدي في زيوريخ بإدخال اختبار لغوي كتابي بالنسبة للمرشحين للحصول على الجنسية السويسرية. ويتعلق الأمر باستمارة يعدها معهد مستقل وتحمل عدة أجوبة على أسئلة يضطر المرشح لاختيار الجواب المناسب من بينها، وان الحصول على الجواز السويسري مرهون بالفوز في هذا الاختبار الكتابي.
هذه الخطوة التي يرى فيها اليمين مجرد تأكيد لقانون موجود في قوانين البلدية منذ عام 1936 ولم يكن يطبق بالصرامة المطلوبة، يرى فيه أنصار اليسار والخضر مزيدا من العراقيل التي تعقد إجراءات التجنس بالنسبة للفئات غير المثقفة والتي لا تقوى على التحكم في اللهجة الألمانية المحلية.
فعامل التحكم في اللغة لم يكن غائبا عن إجراءات التجنس في سويسرا لحد الآن لكن الأمر كان يقتصر فقط على إمكانية التخاطب وفهم ما يقال شفويا. ويرى المعارضون لإجراء الاختبار الكتابي آن المرشح للتجنس الذي عاش اثني عشر عاما في سويسرا من بينها عدة سنوات في البلدية قادر على التخاطب إما باللغة الألمانية او اللهجة المحلية أي سويستسر دوتش.
بالنسبة لسويسرا الناطقة بالفرنسية يبدو الإجراء الذي أقدمت عليه بلدية زيوريخ إجراءا مبالغا فيه ومخالفا للسياسة المراد تطبيقها في مجال التجنس. فالدويلات الناطقة بالفرنسية تواصل اعتبار معرفة اللغة الفرنسية والقدرة على التخاطب بها شرطا لابد منه للحصول على الجنسية السويسرية ولكنها لم تذهب إلى حد فرض امتحان كتابي وإخضاع الحصول على الجواز السويسري لضرورة الفوز في هذا الامتحان الكتابي.
وقد حدث مؤخرا في مدينة جنيف آن رفض طلب تجنس مواطن عربي لعدم قدرته على التخاطب باللغة الفرنسية.
لكن هناك فئة من الراغبين في التجنس بالجنسية السويسرية لا تقوى حتى على التخاطب الشفوي بإحدى لغات سويسرا. وهذا يمس بالدرجة الأولى السيدات الأجنبيات غير العاملات واللواتي ليس لهن احتكاك كبير بالمجتمع الذي يعيشن فيه.
وحتى في هذه الحالات تبدي سلطات التجنس ليونة قصوى إذا كان الزوج يستطيع التخاطب باللغة الوطنية المتداولة في بلديته. وحتى في بلدية زيوريخ لم يتم رفض عملية التجنس بدافع اللغة إلا بالنسبة لواحد بالمائة من المرشحين من بين 1200 خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.