إعـداد الإنتخابات العراقية في .. جنيف!
كلفت شركة "مانباور" فرعها في جنيف بتوظيف 1400 ناطق بالعربية والكردية لإعداد بنك المعلومات وقوائم الانتخابات الضرورية لإجراء الانتخابات العراقية القادمة.
مرحلة التوظيف، قد تمتد لفترة أطول بسبب المشاكل العالقة التي تنتظر إيجاد حلول لها مع السلطات في جنيف بسبب تعقيدات منح رخص العمل لهذا العدد الكبير من الأشخاص.
تبحث جنيف هذه الأيام عن 1400 موظف يتقنون اللغة العربية أو الكردية قراءة وكتابة وبإمكانهم استعمال لوح أزرار الحواسب الآلية باللغة العربية، لإدخال معطيات عن الناخبين العراقيين تمهيدا للانتخابات القادمة التي من المفترض أن تنظم في موفى شهر يناير 2005.
هذه المهمة كلف بها فرع مؤسسة “مانباور” المتخصصة في تشغيل اليد العاملة في جنيف، الذي يسهر منذ يوم 1 نوفمبر على اختيار المرشحين القادرين على آداء هذا العمل الذي يستمر حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل.
إتقان العربية ومن كل الجنسيات
في حديث خص به سويس إنفو أوضح شارل باريزو، مدير شركة “مانباور” في جنيف ” بأن العملية تهدف إلى “مراجعة السجلات والقوائم الانتخابية العراقية وتصحيحها وإدخال المعطيات في الحواسب الآلية”.
وللقيام بذلك يتطلب الأمر -رحسب السيد باريزو – “أن يكون المترشح قادرا على القراءة باللغة العربية او الكردية، وأن يكون قادرا على الكتابة باللغة العربية عبر ألواح أزرار الحاسوب”.
وفي رده عن سؤال عما إذا كانت هناك تحديدات او استثناءات فيما يتعلق بجنسيات المترشحين لهذا العمل رد السيد باريزو بالنفي موضحا بأن “المشاكل القائمة هي مع سلطات جنيف بخصوص رخص العمل”.
ويشير مدير شركة مانباور إلى أن “هناك العديد من ملفات المرشحين التي لا يمكن البت فيها في انتظار رد السلطات فيما يتعلق برخص العمل”، مضيفا بأن “المحاولات مستمرة مع السلطات في جنيف لحل هذه المشاكل”.
فريقا عمل
ومن المتوقع أن تستغرق عملية تخزين المعطيات المتعلقة بالانتخابات العراقية خمسة أسابيع. كما تم إعداد قسم من الجناح السابع التابع لقصر المعارض في جنيف لإيواء مكان عمل مزود بـ700 حاسوب، سيتناوب عليه فريقان من الموظفين: يبدأ الأول عمله في الساعة السادسة والنصف صباحا، أما الثاني فينطلق في الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر.
وفي تصريحاته لسويس إنفو أفاد السيد باريزو، مدير شركة مانباور بأنه قد “تم بعد ثلاثة أيام من بداية التوظيف، تسجيل حوالي 40% من الاحتياجات”، إلا أنه شدد على أن بعض الملفات لا زالت معلقة بسبب “تباطؤ سلطات جنيف في تقديم رخص العمل”، ولهذا السبب يرى أن عملية التوظيف “قد تمتد إلى ما بعد الأسبوعين المخصصين لذلك”.
وقد بدأ يتوافد على قصر المعارض في جنيف عدد كبير من المرشحين ومعظمهم من أبناء الجالية العربية المقيمة في جنيف والمناطق الفرنسية المجاورة من مغاربة وجزائريين وتونسيين وسوريين وغيرهم.
حرص على السرية
يجدر التذكير بأن شركة “مانباور” قد كلفت بإنجاز هذه العملية الرامية إلى تصحيح وتسجيل القوائم الانتخابية العراقية من طرف “المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات في العراق التي يوجد مقرها في بغداد”، حسب تصريحات السيد شارل باريزو.
وقد رفض السيد باريزو الخوض كثيرا في المسائل المتعلقة بحجم الصفقة أو بطبيعة الشركات الأخرى المكلفة بإنجاز العملية “نظرا لأننا الشركة الوحيدة المسموح لنا بالظهور بحكم اتصالنا بالجمهور من أجل التوظيف” حسب تعبيره.
من جهة أخرى، تقرر فرض رقابة صارمة على المكان الذي سيخصص لعمل الأشخاص المنتدبين وقد بدأ بالفعل تنفيذ الإجراءات منذ الآن حيث تم حظر تصوير المكان وقصر الدخول إليه على الأشخاص الحاملين لتراخيص خاصة.
وفي رد على سؤال حول سبب اختيار جنيف لإيواء هذه العملية الحساسة، يقول مدير شركة مانباور السيد شارل باريزو: “أولا لتوفر المرافق الضرورية وللقدرة على التنظيم في أسرع وقت، وثانيا لوفرة الإطارات القادرة على كتابة اللغة العربية وقراءتها”، وأضاف: “هناك أيضا عنصر الحياد الذي ليس غائبا عن هذا الاختيار، فسويسرا بحكم حيادها تعتبر أرضية ملائمة بالنسبة لعملية مثيرة للمشاعر مثل موضوع العراق” على حد تعبيره.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق
أسست بأمر سلطة الائتلاف في 31 مايو 2004 ، كهيئة مهنية مستقلة غير حزبية تدار ذاتيا وتابعة للدولة ومستقلة عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
لها صلاحية إعلان وتطبيق وتنفيذ الأنظمة والقواعد والإجراءات المتعلقة بالانتخابات خلال المرحلة الانتقالية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.