إنـذارٌ “كـروي” لسويـسرا والنمـسا
كشفت صحيفة سويسرية عن مضمون رسالة انتقادية مُوجهة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى كل من سويسرا والنمسا اللتين تحتضنان بطولة كأس أروبا لعام 2008.
وجاء في هذه “الرسالة السرية” التي سُربت للصحافة أنه يتعين على الفدراليتين السويسرية والنمساوية لكرة القدم تحقيق تقدم ملموس بحلول نهاية هذا العام وإلا سيُسحب منهما تنظيم الكأس!
الرسالة التي تحمل توقيع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لينارت جوهانسون والأمين العام للاتحاد لارس كريستر أولسون تتضمن إنذارا إلى رئيسي الفدراليتين السويسرية والنمساوية لكرة القدم.
وسُرب مضمون الرسالة إلى صحيفة “سونتاغز تسايتونغ” السويسرية الصادرة باللغة الألمانية في زيورخ التي نشرت بعض تفاصيلها في عدد يوم الأحد 3 أكتوبر.
ثلاثة شروط وإنذار
وورد في هذه الرسالة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمهل المسؤولين عن كرة القدم في سويسرا والنمسا أجلا ينتهي في موفى العام للاستجابة لثلاثة مطالب أساسية ومحددة.
أولا، يريد الاتحاد معرفة الحل لتدارك بطء عمليات تنظيم البطولة إثر تخلي سويسرا عن مشروع ملعب هاردتورم الجديد في زيورخ.
ثانيا، يطالب بأن يصبح التوقيع الذي يربط الفدراليتين السويسرية والنمساوية بالملاعب التي تم الاتفاق على تجهيزها ساري المفعول قبل 30 نوفمبر المقبل.
وأخيرا، يشترط الاتحاد أن يتجسد الدعم الذي تعهدت السلطات السياسية بتقديمه في إطار تمويل النفقات الخاصة بالناحية الأمنية للبطولة.
ويبدو أن الانزعاج من المشاكل المتعلقة بملعب زيورخ، والقلق من “فتور” المسؤولين عن ملف التنظيم، بالإضافة إلى تردد الأوساط السياسية، عوامل دفعت زعماء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى تصعيد الضغط إلى درجة تهديد المسؤولين عن استضافة الدوري الأوروبي، أهم تظاهرة رياضية في القارة، بسحب تنظيم البطولة منهم، وهو أمر لم يحدث منذ ميلاد الدوري في 1960.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الإتحاد ويليام غايار في تصريح لإذاعة سويسرا الروماندية: “لا نشعر أننا نقف أمام تنظيم حدث هام يتطلب قدرا هائلا من التنسيق والجدية، والوقت يمر بسرعة”.
سويسرا “تهدئ اللعبة”
أما المسؤول السويسري عن بطولة أوروبا 2008 كريستيان موتشلر ومدير المكتب الفدرالي للرياضة هاينز كيلير المكلف بملف كأس أوروبا لدى الكنفدرالية، فقد حاولا التخفيف من حدة التوتر إذ صرحا: “نحن نتفهم جيدا ردة فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم. هي قبل كل شيء ردة فعل سياسية ولا تهدد في أي حال من الأحوال تنظيم كأس أوربا في سويسرا”.
وأضاف موتشلر في تصريح لسويس انفو: “نحن مفاجئون جدا بتسريب هذه الرسالة السرية لوسائل الإعلام، لكنها في نهاية المطاف لا تتضمن شيئا جديدا لأن الاتحاد أبلغنا بعد بالجوانب التي يجب تحسينها خلال الموقف الذي عبر عنه في منصف سبتمبر الماضي”.
وفيما يتعلق بالمشاكل المرتبطة بملعب زيورخ، شدد المسؤول السويسري عن البطولة على أن المحادثات مازالت متواصلة بشأن تجديد ملعب “ليتزيغروند”، وهو الملعب الواقع على الضفة الأخرى من بحيرة ليمات بزيورخ.
كما أوضح السيد موتشلر أن الاتحاد كان قد تقبل بإيجاب تنظيم المباريات في ثلاثة ملاعب فقط.
من ناحيته، أثار مدير المكتب الفدرالي للرياضة النفقات المرتبطة بالأمن وبتنظيم المباريات . وذكر بهذا الشأن أنه تم إنشاء مجموعة عمل تضم المجالس البلدية والكانتونات والكنفدرالية بهدف تقييم تكاليف بطولة كأس أوروبا للأمم 2004 في التي احتضنها البرتغال الصيف الماضي.
ويقول السيد هاينز كيلير “في 25 سبتمبر، تمت المصادقة على قانون فدرالي يمنح قرضا بقيمة 3,5 مليون فرنك، وينص على مشاركة المجالس البلدية والكانتونات بمبلغ 7 ملايين فرنك إضافية”.
ويستطرد قائلا “نظرا للتغييرات التي يشهدها العالم وشروط الأمن الجديدة، لن تكفي هذه المبالغ، لذلك تعد هذه المجموعة رسالة جديدة للبرلمان الذي سيدرس محتواها العام القادم، اما الحكومة الفدرالية فستناقش مضمون هذه الرسالة في ديسمبر المقبل”.
اتهامات بالافتقار للحرفية
المثير أن التفاؤل والثقة اللذين يبديهما المسؤولون السويسريون إزاء ملف البطولة الأوربية يتناقضان تماما مع الانتقادات اللاذعة الموجهة لهم من قبل مسؤولي الاتحاد وبعض المراقبين الرياضيين.
وتؤكد مصادر مطلعة فضلت عدم الإفصاح عن هويتها أنها تتفهم غضب الاتحاد الأوروبي والإنذار الموجه لسويسرا. وتوضح تلك المصادر “خلافا للنمسا التي تحقق تقدما سريعا وجيدا، أمضت الجمعية السويسرية لكرة القدم أكثر من ستة أشهر قبل أن تعيين مدير البطولة، وقامت بذلك دون عرض إعلان حقيقي للترشح لهذا المنصب”.
وتضيف المصادر نفسها أنه لم يتم الدفاع عن ملف ملعب زيورخ بالقوة المطلوبة، كما لم يتم التصويت على أي قانون خاص بمكافحة ظاهرة شغب الملاعب المسماة بـ”الهوليغانز” أو بالمتاجرة بالتذاكر المزورة أو بحماية الحقوق التجارية للبطولة.
جوزيف بلاتر يدخل الملعب..
ولحسن حظ سويسرا، لا يتوفر أي بديل جدي يمكن أن يسمح للاتحاد الأوروبي لكرة القدم من إخراج البطاقة الحمراء في وجهها وحرمانها من تنظيم البطولة الأوروبية 2008.
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، شعر أيضا بالقلق من مجريات تنظيم الكأس الأوروبية في بلاده، فبعث برسالة الى رئيس الكنفدرالية جوزيف دايس يدعوه فيها الى بذل أقصى الجهود كي تمر البطول على أحسن وجه.
وقد لقيت الرسالة صدى جيدا في برن بما أن السيد دايس، الذي عاد لتوه من رحلة إلى واشنطن، التقى يوم الأثنين 4 أكتوبر مع السيد بلاتر لتجديد دعم الحكومة الفدرالية للبطولة الأوروبية لكرة القدم لعام 2008.
سويس انفو
في 12 ديسمبر 2002، اختارت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الترشح المشترك لسويسرا والنمسا لاستضافة كأس أوروبا للأمم عام 2008.
في 25 سبتمبر 2002، تمت المصادقة على قانون فدرالي يمنح قرضا بقيمة 3,5 مليون فرنك من الكنفدرالية وينص على رصد 7 ملايين فرنك إَضافية من قبل المجالس البلدية والكانتونات المعنية بتنظيم الكأس.
في 8 سبتمبر 2004، أجبرت الإجراءات القضائية المظمين السويسريين للكأس على التخلي عن مشروع ملعب لهارتدورم الجديد بزيورخ
في 16 سبتمبر 2004، أعرب الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيان صحفي عن قلقه بشأن نقائص الملف السويسري النمساوي وشدد على الجوانب التي يتعين تحسينها
في 3 أكتوبر 2004، تم الإعلان عن مضمون رسالة سرية موجهة من قبل شخصيات هامة في الاتحاد لرئيسي الفدراليتين السويسرية والنمساوية لكرة القدم
نشرت صحيفة سويسرية ناطقة بالألمانية يوم الاحد 3 أكتوبر الجاري رسالة يفترض أنها سرية من تحرير وتوقيع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأمينه العام.
وتضمنت الرسالة انتقادات وإنذارا للمسؤولين السويسريين والنمساويين عن تنظيم بطولة 2008.
ودعت الرسالة كلا من سويسرا والنمسا إلى تحقيق تقدم ملموس بحلول نهاية العام، وإلا سيُسحب منهما تنظيم الكأس. المسؤولون السويسريون أعلنوا عن توصلهم بالرسالة وسارعوا إلى التخفيف من توتر الوضع، إذ أشاروا إلى أن الأمر لا يحمل أي جديد وأن سويسرا والنمسا تحترمان الأجندة المحددة من قبل الاتحاد.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.