إنفلونزا الطيور: لا مـجـال للـهـلـع
مع الإعلان عن حالات أنفلونزا الطيور الناجمة عن فيروس H5N1 في تركيا وربما رومانيا، اتخذت سويسرا قرارا احتياطيا بإيقاف استيراد الدجاج من هذين البلدين.
من جهتها ترى السلطات الصحية الفدرالية أنه لا يوجد أي سبب للهلع بوجه فيروس لم يتم التأكد بعد من حجم تهديده للبشر.
أكدت فلافيا شليغل، نائبة مدير المكتب الفدرالي للصحة العمومية أن إنفلونزا الطيور لا تمثل في الوقت الحاضر أي خطر على السكان السويسريين. وقالت في ندوة صحفية عقدتها اليوم (الثلاثاء) في برن أنه لا فائدة من ارتداء أقنعة واقية أو تخزين كميات من دواء Tamiflu “.
وكان متحدث باسم المكتب الفدرالي للصحة العمومية قد صرح يوم أمس الإثنين أنه “بالنسبة لنا لم يتغير شيء، حيث أن فيروس H5N1 (الشديد الإمراض والمسبّب لأنفلونزا الطيور)لا يُلحق الضرر بالبشر إلا في حالات نادرة ومعزولة”.
لكن الجائحة الحيوانية المسماة إنفلونزا الطيور تقترب شيئا فشيئا من أراضي الكنفدرالية. فبعد اثني عشر بلدا آسيويا و روسيا وكازاخستان تم اكتشافها مؤخرا في تركيا وربما في رومانيا.
فيروس افتراضي
في الوقت الراهن، حظر المكتب البيطري الفدرالي – على غرار عدد من البلدان الأوروبية – استيراد الدجاج والطيور من هذين البلدين وذلك في انتظار معرفة ما إذا كانت الطيور المصابة ضحية للنوعية الأخطر من إنفلونزا الطيور.
ويرى مارسيل ميزنيل، الأمين العام للرابطة السويسرية للصيادلة أن التهديد لا زال مجرد احتمال وأضاف: “ما نخشاه هو أن يمتزج فيروس بشري مع فيروس أنفلونزا الطيور ويتحول إلى فيروس ينتقل من إنسان إلى آخر.”
في المقابل، أوصى المكتب الفدرالي للصحة العمومية بضرورة التلقيح ضد الإنفلونزا بالنسبة لمربي الدواجن والمرضى المزمنين والإطار الطبي.
تخزين الأدوية
وفي صورة ما إذا حدث يوما ما أن امتزج فيروس H5N1 بفيروس الإنفلونزا التي تصيب البشر، يعتقد الدكتور ميزنيل أنه من “المحتمل أن تنتج أجسادنا مضادات ضد الجانب المتعلق بالإنفلونزا من الفيروس وهو ما قد يكون كافيا للقضاء عليه”.
ويستند الدكتور في تحليله هذا على ما حصل حين انتشار وباء الحمى الإسبانية التي أدت إلى مقتل 50 مليون شخص في عامي 1918 و1919 حيث أن الذي لقوا حتفهم “كانوا خصوصا من الشبان الذين لم يتعرضوا لفيروس مشابه في حين كان كبار السن محميين”، حسب قوله.
لكن سويسرا قررت الإستعداد لاندلاع وباء محتمل وقامت الجهات المعنية بتخزين كميات من الأدوية تكفي لمعالجة 25% من السكان.
لا خطر من الدجاج
ويتعلق الأمر بدواء Tamiflu الذي تنتجه مجموعة روش السويسرية حيث أن بإمكانه الحد من سرعة توالد فيروسات معروفة وهو ما يعطي المصاب فرصة أكبر لتطوير مضاداته الذاتية”، مثلما يشرح الدكتور مارسيل ميزنيل.
لكن الأمين العام للرابطة السويسرية للصيادلة يرى أنه لا فائدة من تخزين كميات ضخمة من دواء باهظ الثمن (80 فرنك للصندوق الواحد) وما يدري أحد هل سيكون ناجعا أم لا..
تجدر الإشارة أيضا إلى أن دواء tamiflu لا يسلم إلا بناء على وصفة طبية لأنه يمكن أن يتسبب في أعراض جانبية غير محبذة. ومع أنه يحظى بتفضيل المكتب الفدرالي للصحة العمومية إلا أن الدكتور ميزنيل يشير إلى وجود العديد من الأدوية الأخرى المضادة للفيروس.
أما بخصوص تطوير لقاح ضد المرض، فيوضح الدكتور ميزنيل أن ذلك “غير ممكن في الوقت الحاضر لأننا لا نعرف حاليا على وجه التحديد الفيروس المستقبلي المحتمل”. في المقابل، سوف تتخذ الحكومة الفدرالية قبل موفى السنة قرارا حول اقتناء لقاح مستقبلي.
كما قررت برن تخصيص 4،8 مليون فرنك لفائدة برنامج يهتم بالكشف عن وجود فيروس H5N1لدى الطيور المهاجرة القادمة من شرق أوروبا
أخيرا، أوضح المكتب الفدرالي للصحة العمومية أنه بالإمكان أكل لحوم الدجاج دون الخشية من أي خطر نظرا لأن جميع أنواع الفيروسات يتم القضاء عليها حال تجاوز درجة حرارة الطهي 70 درجة مائوية.
لذلك وفي انتظار اتضاح الصورة، فإن وصول إنفلونزا الطيور إلى سويسرا سيعني بالخصوص كارثة اقتصادية حيث سيتوجب عندها إبادة جميع الدواجن والطيور الموجودة لدى المزارعين والمربين.
سويس إنفو
بعد إنذار أول تمت السيطرة عليه في هونغ كونغ عام 1997، ظهرت الجائحة الوبائية المعروفة باسم إنفلونزا الطيور للمرة الأولى في كوريا الجنوبية في عام 2003.
تم العثور على الفيروس في طيور ودواجن في 12 بلدا آسيويا وفي كازاخستان وروسيا وتركيا وربما في رومانيا
تنجم إنفلونزا الطيور عن اثنين من فصائل فرعية لفيروسات معروفة لدى الطيور وهي H5 و H7 المشهورة بخطورتها
منذ عام 2003، أدى المرض إلى مقتل 65 شخصا في آسيا وكان معظم الضحايا على اتصال بالطيور
تعتقد منظمة الصحة العالمية أن اندلاع وباء لانفلونزا الطيور قد يؤدي إلى وفاة ما بين مليونين و7،4 مليون شخص.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.