مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إيران تدعم لبنان في مباحثات وقف إطلاق النار وتسعى “لحل المشكلات”

reuters_tickers

من مايا الجبيلي ورهام الكوسى

بيروت (رويترز) – قال علي لاريجاني المستشار الكبير للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم الجمعة إن إيران ستدعم أي قرار يتخذه لبنان للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في إشارة على أن طهران تتطلع لوقف الصراع الذي تسبب في ضربات قوية لجماعة حزب الله حليفتها في لبنان.

وجاءت تصريحات لاريجاني خلال زيارة لبيروت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف للمناطق التي تسيطر عليها جماعة حزب الله في المدينة لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد تزامن مع مؤشرات على تحرك في الاتصالات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار.

وقال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لرويترز إن السفيرة الأمريكية في لبنان قدمت يوم الخميس مسودة اقتراح هدنة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، دون الخوض في تفاصيل. ووافقت جماعة حزب الله على اضطلاع بري بالتفاوض. واجتمع بري مع لاريجاني يوم الجمعة.

وخلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع بري، قال لاريجاني، ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يزور بيروت لتقويض مقترح الهدنة الأمريكي “نحن لا نسعى إلى تخريب أي شيء”.

وتابع “نسعى إلى حل المشكلات. ندعم الحكومة اللبنانية في جميع الظروف، ومن يعرقلون (الأمور) هم نتنياهو وجماعته”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتأسس حزب الله على يد الحرس الثوري الإيراني في عام 1982، وتقوم طهران بتمويله وتسليحه.

وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة لمزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبرا عن أمله في التوصل إليه.

ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأمريكية قبل انتهاء ولايتها للتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماما.

وتقول القوى العالمية إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يكون مستندا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حربا سابقة بين حزب الله وإسرائيل في 2006. وتلزم بنود القرار حزب الله بنقل مقاتليه وأسلحته إلى شمالي نهر الليطاني الذي يبعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من الحدود.

ومن النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة حزب الله أي اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان.

وخلال اجتماعه مع لاريجاني، حث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي على دعم موقف لبنان فيما يتعلق بتطبيق القرار 1701، ووصف ذلك بأنه أولوية جنبا إلى جنب مع وقف العدوان الإسرائيلي.

وقال مكتبه في بيان إن الحكومة “تعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره من دون أي تعديلات أو تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته”.

وشدد لاريجاني على أن “إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة، خاصة القرار 1701”.

وشنت إسرائيل هجومها البري والجوي على حزب الله في نهاية سبتمبر أيلول بعد نحو عام تبادلا فيه الأعمال القتالية عبر الحدود عقب اندلاع حرب غزة. وتقول إنها تريد ضمان عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال إسرائيل.

وأجبرت حملة إسرائيل أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم في لبنان مما تسبب في أزمة إنسانية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية