إيران تعتزم رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وترامب يحذّرها من “انقلاب التهديدات عليها”
حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إيران من أنّ لعبة التهديدات “ستنقلب عليها”، وذلك بعيد إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ بلاده ستنفّذ اعتباراً من الأحد تهديدها بتخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى.
وكتب ترامب على تويتر أنّ “إيران أصدرت للتوّ تحذيراً جديداً. روحاني يقول إنّهم سيخصّبون اليورانيوم +إلى أي مستوى نريده+ إذا لم يتمّ إبرام اتفاق نووي جديد”.
وأضاف “إيران، توخّي الحذر في إطلاق التهديدات، إذ يمكن أن تنقلب عليك كما لم تنقلب على أحد من قبل!”.
وأتى تحذير ترامب بعيد إعلان نظيره الإيراني أنّ الجمهورية الإسلامية ستعمد، اعتباراً من الأحد، إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم في 2015 بينها وبين الدول الكبرى التي حمّلها مسؤولية المأزق الحالي.
وأتى إعلان روحاني على خلفية توتر متزايد بين بلاده والولايات المتحدة، وصل الى ذروته في 20 حزيران/يونيو حين أسقطت ايران طائرة اميركية بدون طيار قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن.
وبعيد تصريح روحاني حذّرت فرنسا الجمهورية الإسلامية من أنّها “لن تربح شيئاً بخروجها من اتفاق فيينا”، معتبرةً أن “تراجعها عنه ليس من شأنه سوى زيادة التوترات الشديدة أصلاً في المنطقة”.
لكنّ روحاني أكّد أن إيران ملتزمة الحفاظ على الاتفاق، وقرارها مرتبط بواقع أنّ الاطراف الاخرى الموقّعة على الاتفاق لا تحترم، بحسب قوله، التزاماتها بشكل كامل حيال بلاده.
وكانت طهران تعهدت بموجب اتفاق فيينا عدم السعي لامتلاك السلاح الذري والحدّ من أنشطتها النووية مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
لكن الاتفاق بات مهددا بعدما انسحبت منه بشكل احادي في ايار/مايو 2018 الولايات المتحدة التي أعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية على الجمهورية الاسلامية ما حرم ايران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.
وكانت طهران أعلنت في 8 أيار/مايو أنها لن تعود ملزمة بالحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة كما ينص عليه الاتفاق وقد أمهلت الدول الاخرى الموقعة عليه (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) “60 يوماً” لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأميركية.
– “قلق شديد”-
وفي تصريحه قال روحاني إنّ بلاده ستبدأ اعتباراً من الأحد تنفيذ المرحلة الثانية من خطّتها الرامية إلى “الحدّ” من التزاماتها، مؤكّداً أنّ التراجع عن هذه الخطة ممكن إذا استجاب شركاء الجمهورية الإسلامية لمطالبها.
وقال روحاني خلال جلسة لمجلس الوزراء بحسب شريط فيديو بثه التلفزيون الإيراني “في 7 تموز/يوليو، درجة التخصيب لن تبقى 3,67%. سنضع هذا الالتزام جانباً، وسنرفع الدرجة الى أعلى من 3,67% بأيّ نسبة نشاء، وبقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلّب احتياجاتنا”.
وحذّر الرئيس الإيراني أيضاً من أنّه اعتباراً من 7 تموز/يوليو يمكن أن تستأنف طهران مشروعها الأساسي لمفاعل آراك (وسط البلاد) الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي أوقف بموجب الاتفاق.
وأضاف “سنبقى ملتزمين (بالاتفاق) طالما أنّ الأطراف الاخرى ملتزمة به. سنطبّق الاتفاق بنسبة مئة بالمئة حين تلتزم الأطراف الأخرى بنسبة مئة بالمئة” ببنوده.
وكانت إيران تجاوزت الإثنين حدّ الـ300 كلغ من احتياطها من اليورانيوم الضعيف التخصيب والمنصوص عليه في الاتفاق، ما حدا بترامب إلى تحذيرها من أنّها “تلعب بالنار”.
وأعرب روحاني من جهة ثانية عن خيبة أمل بلاده من الآلية الأوروبية للالتفاف على العقوبات الأميركية، معتبراً إيّاها حتى الآن “فارغة” و”لا تنفع بشيء”.