25 موقوفا في لبنان بعد الهجوم على موكب لقوة الأمم المتحدة
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2025/02/59cc6b876a85cd3b89bba04104cbd600-88879322.jpg?ver=c5d6b948)
أعلنت السلطات اللبنانية السبت توقيف أكثر من 25 شخصا غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بهجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار حزب الله، فيما تعهد الرئيس جوزاف عون أن ينال منفذوه “عقابهم”.
وندّدت الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم الجمعة على اليونيفيل الذي جاء بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي لليلة الثانية على التوالي احتجاجا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.
وبعد ظهر السبت كذلك، تظاهر المئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه “استنكارا للتدخل الاسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية”. ورفع المحتجون صورا للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله وأعلام حزب الله والأعلام اللبنانية وسط انتشار أمني كبير.
وألقت الأجهزة الأمنية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى المطار، قبل أن يتراجع المتظاهرون، كما شاهد مصور فرانس برس.
ويأتي ذلك في وقت أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحافي السبت أن “حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفا في مخابرات الجيش اللبناني … وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي”.
وأوضح أن “هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، لكن التحقيقات سوف تظهر من هو المسؤول ومن المرتكب” كما أنها “ستتواصل بشكل جدي جدا”.
من جهته، دان رئيس الجمهورية جوزاف عون “الاعتداء … وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم”.
وطالبت اليونيفيل الجمعة في بيان “السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة” الذي أدّى إلى إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته شوك ياهادور داكال النيبالي الجنسية.
وأكّدت نائبة المتحدث باسم اليونفيل كانديس أرديال لفرانس برس أن نيباليا آخر من قوات حفظ السلام أصيب في الهجوم وأدخل أيضا إلى المستشفى.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح السبت بعد لقائه رئيس الجمهورية أن “حرية التعبير مسألة مصانة بالدستور…لكن إذا حصلت محاولة لقطع طرقات واعتداء على الأملاك العامة والخاصة، للأسف على القوى الأمنية أن تتصدى لأعمال الشغب هذه”.
– “طعنة للسلم الأهلي” –
وكان سلام دان الجمعة بشدة “الاعتداء الإجرامي على آليات وعناصر اليونيفيل”. وخلال اجتماع مع وزير الداخلية السبت، شدّد على أهمية الحفاظ على الأمن “على كافة الاراضي اللبنانية”، وفق بيان صادر عن مكتبه.
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني أن ما حدث “تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها”، مضيفا أن القضاء باشر “تحقيقاته الميدانية”، بحسب بيان عن مكتبه.
أما الجيش فتعهّد لجمعة العمل “بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلّين بالأمن”.
ولم تعرف على الفور هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة. وليل الجمعة، أظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام حزب الله يتعرّضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة اليونيفيل المحترقة.
وفي حين لم يصدر حزب الله على الفور أي تعليق، اعتبرت حليفته حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري “أن الاعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان”.
وأشارت الحركة في بيانها إلى أن “قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الاهلي”.
من جهتها قالت قناة المنار التابعة لحزب الله إن “ملثمين” هم مسؤولون عن مهاجمة موكب اليونيفيل.
وندّدت عدّة دول بالهجوم على اليونيفيل، من بينها قطر وفرنسا، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال المتحدّث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن “هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقا”. وأضاف أن “الهجمات على قوات حفظ السلام تشكّل خرقا للقانون الدولي…وقد تشكّل جرائم حرب”.
– “غير مقبولة” –
وأتى هذا التوتر الأخير على خلفية عدم استقبال لبنان لرحلتين من خطوط ماهان الايرانية كانتا مقررتين مساء الخميس والجمعة.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان إنه “حرصا… على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي”، فقد “اقتضى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان موقتا”، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 شباط/فبراير.
وأعلنت إيران السبت أنها مستعدة لإجراء “محادثات بناءة” مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وقال رئيس الحكومة اللبناني إن بلاده على “تواصل مع السلطات الايرانية” من أجل حلّ “مسألة اللبنانيين الذين في طهران وتأمين عودتهم بأسرع وقت ممكن”.
وقال “عرضنا ارسال طائرتين من خطوط الشرق الأوسط لتأمين عودتهم”، مضيفا أنه في حال لم ينجح ذلك، “لبنان تعهد أن يعيدهم على حسابه إن على طريق بغداد أو تركيا أو طريق آخر”.
وأعلن وزير النقل فايز رسامني أن لبنان لم يحصل بعد على “الأذونات” من السلطات الايرانية لإرسال طائرات من طيران الشرق الأوسط لإعادة المسافرين اللبنانيين، بحسب ما نقل عنه بيان للحكومة اللبنانية.
اتّهمت إسرائيل مرارا حزب الله باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوما، قبل أن يتم تمديدها حتى 18 شباط/فبراير.
وشنّت مسيّرة اسرائيلية السبت غارة على بلدة في جنوب لبنان، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية.
لغ-لو/غ ر