اعتداء في ميونيخ يوقع 30 جريحا وسط حملة انتخابية في ألمانيا
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2025/02/64ddfc9754a883ac1db53ab6f9a732f4-88872144.jpg?ver=e1dcbb6c)
تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس ترحيل طالب لجوء أفغاني يشتبه بتنفيذه اعتداء دهسا بسيارة في ميونيخ أوقع 30 جريحا وأشعل الجدل بشأن الهجرة وسط حملة الانتخابات التشريعية في ألمانيا.
وقال شولتس أمام الصحافيين في فورت (جنوب) “لا يمكن لهذا المجرم أن يتوقع أي رحمة. يجب معاقبته وعليه أن يغادر البلاد”، منددا بـ”اعتداء مروع”.
من جهتها، تعهّدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر الخميس بذل “كلّ ما بوسعها” لترحيل مزيد من المهاجرين الأفغان إلى بلدهم. وقالت “أولئك الذين يأتون إلى بلادنا ويرتكبون جرائم، يجب أن يُعاقبوا بشدّة، ومن ثم يجب ترحيلهم”.
وأضافت فايزر “تتعيّن علينا مواصلة عمليات الترحيل… حتى إلى أفغانستان، وهي دولة صعبة جدا. سنحاول بذل كلّ ما في وسعنا لتحقيق ذلك”.
ووفقا للتلفزيون العام البافاري، كان الرجل قد نشر على حسابه في إنستغرام الأربعاء عبارة “اللهم احفظنا دائما”.
ووقع الاعتداء قبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية المقررة في 23 شباط/فبراير والتي تهيمن عليها مسائل الهجرة والأمن بعد اعتداءات دامية عدة شهدها البلد في الآونة الأخيرة ونفذها أجانب.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، قد يحقق اليمين المتطرف نتيجة تفوق بأكثر من الضعف نتيجته عام 2021، بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات.
وأوضحت الشرطة أن المشتبه به البالغ 24 عاما اقترب حوالى الساعة 10,30 (9,30 ت غ) الخميس بسيارته من طراز ميني كوبر من مؤخر تظاهرة نظمت بدعوة من نقابة “فيردي” لقطاع الخدمات.
وتجاوز عندها آلية للشرطة كانت تختتم الموكب واقتحم المتظاهرين داهسا عشرات منهم.
– معروف لدى الشرطة –
وأوقفت الشرطة السيارة بإطلاق النار مرة على الأقل وقبضت على الشاب المعروف لدى أجهزة الشرطة في قضايا مخدرات وسلب في المتاجر.
وأوردت وسائل إعلام ألمانية أن الشاب يدعى فرهاد ن. من مواليد كابول، وصل إلى ألمانيا أواخر 2016. ورفض طلبه اللجوء لكنه كان يحظى بحماية ثانوية تقضي بتعليق ترحيله.
وبحسب معلومات صحيفة شبيغل، فقد كتب منشورات ذات طابع إسلامي قبل تنفيذ الهجوم.
وتفيد الشرطة في آخر حصيلة بسقوط 30 جريحا بينهم أطفال، إصابة العديد منهم “بالغة جدا” وبعضهم بين الحياة والموت.
وأمكن رؤية عربة أطفال بين الأغراض المبعثرة على الطريق في موقع الاعتداء.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان سيارة ميني كوبر لونها أبيض، وجريحا فاقد الوعي يجري نقله إلى سيارة إسعاف لإجلائه.
وأشار رئيس حكومة بافاريا ماركوس سودر إلى “ظروف مماثلة” لاعتداء ماغديبورغ في نهاية كانون الاول/ديسمبر، حين دهس لاجئ سعودي يعاني مشكلات نفسية حشدا بسيارته في سوق لعيد الميلاد، موقعا ستة قتلى وحوالى 300 جريح.
وروت أليكسا غراف الطالبة العشرينية التي تعمل في جوار موقع الاعتداء في ميونيخ أن السائق “صدم الناس وحصد حوالى 15 شخصا” معربة عن “صدمتها”.
واشارت السلطات المحلية إلى أن الاعتداء لا يبدو على ارتباط بمؤتمر ميونيخ للأمن الذي يفتتح الجمعة ويشارك فيه كما في كل سنة كبار مسؤولي الدفاع والدبلوماسية في العالم.
وقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للشعب الألماني عن “تضامن الفرنسيين الكامل” عقب “الهجوم الرهيب”.
– حملة انتخابية محتدمة –
ومن شأن هذا الهجوم أن يؤجج الحملة الانتخابية المحتدمة وسط استقطاب شديد حول مسائل الهجرة والأمن الداخلي.
وعلّق أحد قادة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف بيورن هوكه على الاعتداء، منددا عبر إكس بـ”تفكك الدولة”، وداعيا إلى “التصويت ضد أحزاب الكارتل”، التسمية التي يستخدمها لنعت أحزاب الائتلاف الحكومي المؤلف من يسار الوسط برئاسة شولتس والمعارضة المحافظة والليبرالية.
ويأتي “البديل من أجل ألمانيا” في المرتبة الثانية من حيث نوايا الأصوات في الانتخابات التشريعية، بعد المحافظين (30%).
ويتهم الحزبان الحكومة بالتساهل بوجه انعدام الأمن، بعد أعمال عنف دامية عدة وقعت مؤخرا وأثارت صدمة شديدة في الرأي العام.
وبدأت الخميس محاكمة أفغاني آخر يُلاحَق لتنفيذه هجوما بسكين في مانهايم (غرب) تسبب بمقتل شرطي في ربيع 2024.
كما أدى اعتداء بسكين نفذه أفغاني في وضع غير قانوني ويعاني اضطرابات نفسية، إلى سقوط قتيلين في بافاريا احدهما طفل عمره سنتان.
بور/دص-جص/بم