مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

افتتاح أول كنيسة للأقباط في سويسرا

قداسة البابا شنودة الثالث أثناء مراسم افتتاح كنيسة الأقباط في ضاحية ميران قرب جنيف يوم 12 يوليو 2004 Keystone

دشن قداسة البابا شنودة الثالث أول كنيسة قبطية في سويسرا خلال الزيارة التي قادته أيضا إلى مدينة سان موريس التي تشكل انطلاقة التواجد القبطي في الكنفدرالية.

وفيما يساهم تأسيس أول كنيسة قبطية في سويسرا في تشجيع أقباط سويسرا على ممارسة شعائرهم الدينية، تمثل المناسبة منطلقا للتذكير بأن تاريخ الأقباط في هذا البلد يعود إلى القرن الرابع للميلاد.

لقد أصبح بإمكان أبناء الطائفة القبطية في سويسرا منذ الثاني عشر من يوليو الحالي الاعتزاز بوجود كنيسة خاصة بهم في هذا البلد بعد أن كانوا يستأجرون أماكن العبادة لدى الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية رغم عراقة تواجدهم في الكنفدرالية.

فقد بارك قداسة البابا شنودة الثالث، أول كنسية قبطية تشيد فوق التراب السويسري في بلدية ميران (Meyrin) بالقرب من جنيف، في حفل أقيم يوم 12 يوليو بحضور ممثلي السلطات الرسمية المحلية والمصرية وممثلي الأديان الأخرى.

ويعتبر المهندس ميخائيل عاطف، الذي كان أحد الساهرين على تنظيم هذا الحدث، أن ذلك يمثل “حدثا هاما بالنسبة للأقباط المسيحيين، واعترافا رسميا من سويسرا بوجود الطائفة القبطية الارثوذكسية، ومنطلقا للقيام بكل النشاطات الدينية والاجتماعية”.

تعزيز للتواجد في سويسرا الروماندية

أما الجديد في هيكلة الكنيسة القبطية في سويسرا، علاوة على بناء أول كنيسة خاصة بالأقباط، فيتمثل في تنظيم نشاطات أتباع هذه الكنسية الذين يتراوح عددهم ما بين 1000 و 1300 شخص، حيث نها أصبحت ممثلة في كل من سويسرا الناطقة بالألمانية وسويسرا الناطقة بالفرنسية.

وإذا كانت جذور علاقة الأقباط بسويسرا تعود إلى القرن الثالث كما سنرى فيما بعد، فإن تعاظم تركيز هجرة أبناء الطبقة البورجوازية من الأقباط إلى سويسرا يعود ، حسب البروفسور جورج أبي صعب أستاذ القانون الدولي في المعهد الدولي للدراسات العليا بجنيف، إلى “فترة وصول جمال عبد الناصر للسلطة وشروعه في الثورة الاشتراكية في منتصف الخمسينات”.

وبإقامة فرع روماندي لجمعية الأقباط في سويسرا، سيصبح بإمكان حوالي 170 عائلة أي ما يقارب 700 شخص آداء شعائرهم من خلال خدمات الأب ميخائيل مجلي من كنيسة ميران والذي سيشرف على إحياء القداس الديني في كل من لوزان وإيفردون وجنيف.

إرث التاريخ

لكن المثير للانتباه أن التاريخ الذي يدونه أقباط سويسرا، يشير إلى أن علاقة الأقباط بسويسرا تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وان الديانة المسيحية انتشرت في الكثير من انحاء سويسرا وألمانيا على أيديهم.

وتروي هذه الكتابات، أن “الرومان الذين كانوا يحتلون مصر وأقساما من سويسرا أرسلوا في نهاية القرن الثالث، فرقة من خيرة الجنود من أبناء الصعيد، لإخماد ثورة شعب “الباجود”، وتعزيز خط دفاع الإمبراطورية الرومانية على طول خط الدفاع الممتد من شمال إيطاليا عبر جبال الألب إلى مقاطعة فاليس ثم وسط سويسرا وعلى طول نهر الراين حتى شمال ألمانيا”.

وعندما رفض أعضاء هذه الفرقة أوامر الإمبراطور “مكسيميان”، المتمثلة في تقديم القرابين لآلهة روما الوثنية، اعتبر ذلك تمردا وعصيانا… وأدى فيما بعد إلى إعدام كل أعضاء الفرقة التي كان عدد أفرادها ما بين 2000 و 6600 ضابط وجندي، وهي الفرقة التي كان يرأسها القائد موريس الذي تحمل مدينة “سانت موريس” في كانتون فالاي اسمه تقديرا لدوره ودور كتيبته، كما تحتفل المنطقة بأكملها في 22 مارس من كل عام بذكرى “القديس موريس.”

وتروي الأسطورة أن قادة هذه الكتيبة، “حملوا رؤوسهم بعد أن تم إعدامهم”، وهو ما يعتبره الأقباط بمثابة “معجزة”. ويستشهد المهندس ميخائيل عاطف على هذه المسألة بالإشارة إلى أن “علم مدينة زيوريخ وشعارها لا زالا يحملان حتى اليوم صور ثلاثة من الأقباط يحملون رؤوسهم”.

يُشار أيضا إلى أن العديد من الأماكن المقدسة في مناطق الفالي ومناطق سويسرا الناطقة بالألمانية لا زالت تحمل أسماء العديد من القديسين والقديسات الذين كانوا مرافقين لفرقة الجنود الأقباط أثناء مرورها بالمنطقة في تلك الحقبة.

هذا الجانب من علاقة الأقباط القديمة بالتاريخ السويسري لا زال غير معروف بشكل جيد لدى أغلب سكان الكنفدرالية على الرغم من وجود أدلة تؤكده، لذلك يرى المهندس ميخائيل عاطف في حديثه إلى سويس إنفو أن “على التنظيم الجديد لأقباط سويسرا العمل على توضيحه بشكل جيد من خلال لجنة إعلامية من خيرة أبناء الجالية المقيمين في سويسرا منذ حوالي ثلاثين سنة”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

تأسست الكنيسة القبطية في الاسكندرية
يشكل الأقباط حوالي 10 ملايين من بين 74 مليون من سكان مصر
يبلغ عدد الأقباط المهاجرين في الخارج مليوني شخص تقريبا
يتراوح عدد عدد العائلات القبطية المقيمة في سويسرا ما بين 300 و400 عائلة
يتركز تواجد الاقباط في سويسرا في مدن زوريخ وجنيف ولوزان وبيان وإيفردون

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية