مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

افتتاح دورة الربيع للبرلمان الفدرالي في التيتشينو

الدورة التي يعقدها البرلمان في التيتشينو على مدى ثلاثة اسابيع، ينتقل فيها من مقره الرسمي في برن الى لوغانو، تاريخية بكل معاني الكلمة.

مائتان وستة واربعون نائبا وعضوا في مجلس الشيوخ، تحولوا منذ الخامس من مارس اذار الى اقصى جنوب سويسرا، متبوعين بكوكبة من الصحفيين والموظفين، فيما اتخذت كل الاستعدادات التقنية لتمكينهم من القيام بعملهم في احسن الظروف.

هذه العملية المكلفة اثارت بعض الانتقاد، بسبب ملايين الفرنكات الاضافية التي خصصت لها. لكنها تمثل بالنسبة لكانتون تيتشينو المتحدث بالايطالية ولبقية سويسرا، فرصة نادرة وثمينة للمزيد من التعارف.

الهدف من هذا الانتقال الجغرافي، الذي قرره البرلمان نفسه في عام تسعة وتسعين اثر مقترح تقدم به عضو مجلس الشيوخ عن التيتشينو، ديك مارتي، يتمثل اساسا في تمكين السويسريين من التعرف بشكل افضل على الكانتون الواقع اقصى جنوب البلاد.

وقد انطلقت بعد، وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في تخصيص مجال واسع للحديث عن التيتشينو، عبر مراسلات وتحقيقات تغطي العديد من اوجه الواقع اليومي فيه. ولاشك ان الاسابيع الثلاثة التي ستشهد انعقاد الدورة البرلمانية، توفر لسكان الكانتون فرصة لا مثيل لها للتعريف بمنطقتهم ولمحاولة كسر الافكار المسبقة حولها.

هذه الافكار المسبقة تظل عسيرة الانمحاء. فعلى سبيل المثال، ارتفعت بعض الاصوات والمؤثرة احيانا، للتحذير مما وصفته “باجواء العطلة” التي قد تميز عمل البرلمانيين في هذه الدورة، بل تحدث البعض عن دورة ببرنامج “مخفف” نظرا لان بعض القضايا الهامة، التي كانت جاهزة للنقاش في مجلس النواب او في مجلس الشيوخ، قد حذفت من برنامج الدورة الحالية.

المسؤولون في ادارة البرلمان السويسري، يرفضون هذا الاتهام، ويشيرون الى ان برنامج هذه الدورة قد حدد مثلما هو الحال بالنسبة لكل دوراته العادية، من طرف اللجان البرلمانية المختصة، بناء على حجج نوقشت وحسمت من طرف أعضائها.

وعلى الرغم من الاهتمام الاعلامي المرافق لهذه الدورة التاريخية، الا ان التشاؤم يسود حول تمكن البرلمانيين من التعرف بشكل جيد على واقع كانتون تيتشينو خلال الاسابيع الثلاث التي سيقيمون فيها في لوغانو، خصوصا وان المجموعات البرلمانية لم تتقبل بسهولة حلولا جديدة طرحت عليها لتغيير اسلوب عملها في المقر المؤقت للبرلمان.

على كل، سيسعى المسؤولون المحليون من خلال برنامج ثري ومتنوع اعدوه لاطلاع البرلمانيين على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للتيتشينو، من خلال زيارة الى ورشة الانفاق الحديدية الجديدة العابرة لجبال الالب، وجولة في جامعة سويسرا الناطقة بالايطالية وتنقل الى المواقع الحدودية مع ايطاليا، اضافة الى المشاركة في بعض التظاهرات الثقافية والاقتصادية المتنوعة.

من العسير التنبؤ من الان بالنتائج الفعلية المرتقبة لانعقاد هذه الدورة البرلمانية في عاصمة كانتون تيتشينو، لكن لا مفر من الاعتراف بان الفكرة الفدرالية السويسرية تنتعش من خلال خطوات صغيرة مشابهة لهذه، تساعد على المدى البعيد على تطوير التعايش القائم بين مختلف كيانات البلد.


سويس اينفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية