افتتاح صالون جنيف الدولي للسيارات
يفتتح صالون السيارات الدولي جنيف أبوابه للزائرين طيلة 10 ايام، ليعرض خلالها أحدث ما أنتجته الشركات المختلفة من جميع انحاء العالم.
الصالون ، الذي اكتسب شهرته العالمية على مدى قرن، يشكل المقياس الذي تعمد الشركات من خلاله على حركة المبيعات خلال السنة، وتتعرف من خلاله على توجهات الرأي العام.
أكد الرئيس السويسري صامويل شميد لدى افتتاحه صبيحة الخميس الصالون الدولي للسيارات في جنيف، على ضرورة الحفاظ على البيئة من التلوث، مع حسن التنسيق في استخدام وسائل المواصلات المختلفة لخلق نوع من التوازن في الاستهلاك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سياسة النقل والمواصلات لا تقع فقط على عاتق الحكومات، ولكن أيضا على المستخدمين أنفسهم، من حيث الحرص على الإقلال من الحوادث وعدم التسبب في الضوضاء والإزعاج، الذي يدخل في إطار التلوث البيئي.
وتطرق رئيس الكنفدرالية في كلمته إلى أهمية صناعة السيارات بالنسبة لسويسرا. فعلى الرغم من أنها ليست من الدول المنتجة، إلا أن الصناعات السويسرية المتعلقة بإنتاج السيارات في العالم تتيح فرص عمل لما لا يقل عن 300 ألف شخص، فيما تحقق الشركات المنخرطة في هذا المجال مبيعات لا تقل عن 75 مليار فرنك سنويا.
وتتزاحم شركات صناعة السيارات لجذب اهتمامات زوار معرض جنيف الدولي للسيارات، لمعاينة ما أنتجته معاملها للموسم الحالي، بعضها يركز على الإبتكار في التصاميم والسيارات الفاخرة الفارهة، والأغلبية تستقطب الاهتمام بالأسعار الرخيصة أو تقديم تقنيات حديثة متطورة.
وقد شرح رولف شتودر مدير الصالون أهميته لسويس انفو قائلا “إن الصالون هذا العام يقدم لزواره 50 موديلا جديدا مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا في عدد السيارات الحديثة المعروضة”، وأكد على أهمية الصالون في التعرف على توجهات ورغبات المستهلكين في المرحلة المقبلة.
ولا يعول شتودر على مبيعات كبيرة من خلال المعرض، نظرا لتراجع القوة الشرائية في أوروبا بشكل كبير، إلا أنه يرى في حديثه مع سويس انفو بأن الأنظار تتجه إلى التصدير نحو الأسواق الجديدة في الصين والهند وجنوب آسيا، التي يتزايد الطلب منها على شرائح مختلفة من السيارات، بسبب النمو الاقتصادي المتصاعد هناك.
أما السوق الأوروبية فتبحث عن السعر المناسب والمحركات التي تحافظ على البيئة، والتقنيات التي تمد السائق بالمعلومات حول خط السير وخرائط الشوارع والطرقات، أو الراديو عن طريق الأقمار الاصطناعية، لكن عامل السعر هو الذي يقف دائما في طليعة اهتمامات الزوار.
بوابة الأسعار الرخيصة
في هذا السياق، تخوض شركة جنرال موتورز تجربة جديدة، تحاول من خلالها رفع نسبة مبيعاتها في أوروبا بشكل أفضل، وذلك من خلال الدخول من باب الأسعار المنافسة، حيث أعلنت عن تعاونها مع كوريا الجنوبية لتقديم موديلات جديدة من ماركتها المعروفة “شيفروليه” إلى السوق الأوروبية، من خلال شركة “داو”، التي تمتلك “جنرال موتورز” 40% من أسهمها.
وتحاول الشركة الامريكية تقديم انتاجها المشترك مع كوريا الجنوبية بشكل يجتذب شريحة واسعة من المستهلكين، فاعتمدت على صغر الحجم للتغلب على مشكلة صف السيارات سواء في المرابئ العامة أو الخاصة، إلى جانب سهولة الحركة في المدن المزدحمة والاستهلاك المناسب للوقود، أما العامل الأهم في التسويق، فهو السعر، الذي لن يزيد عن 6000 يورو، ليكون في متناول الجميع.
وقال ايرهارد شبرانغر مدير التسويق الاوروبي لشيفروليه للصحفيين بأن الهدف من تقديم هذا الموديل الجديد من السيارات بهذا السعر، هو “زيادة حصة مبيعات الشركة في السوق الأوروبية” والتي لا تتجاوز حتى الآن 0.92%، وإذا تمكنت الشركة من الوصول بالموديل الجديد الذي يحمل اسم “ماتيز” إلى مبيعات لا تقل عن 3% فسوف تكون “قد تخطت واحدة من أهم العقبات التسويقية في المرحلة القادمة” حسبما صرح به للصحافيين في جنيف.
البحث عن القيادة السهلة
ومن الملاحظ في دورة صالون هذا العام، قلة تركيز الشركات على قوة المحرك وسعته وسرعته، في مقابل الإهتمام بتقديم المزيد من الخدمات التقنية أثناء القيادة، أو تنويع التصميمات الداخليية للسيارات بشكل يوفر المزيد من الراحة للركاب.
وقد تحول صالون جنيف الدولي للسيارات من مجرد معرض للمبيعات إلى ساحة تتبارى فيها الشركات لتقديم افضل ما لديها من انتاج وتقنيات واستعراض امكانياتها لإرضاء أكبر شريحة ممكنة من الزوار، مع التركيز من عام إلى آخر على اختيار ما يشد أنظارهم.
لذلك كان التركيز هذا العام على دراسة المقترحات المختلفة للحفاظ على مصادر الطاقة والتوفير في الوقود، وهي محاور تحولت إلى أحد أبواب الدعاية والترويج للمنتجات الجديدة.
الواضح في هذا صالون هذا العام أن شركات انتاج السيارات الالمانية هي التي تحتل المكانة الأولى في تقديم الجديد في بدايات الموسم، ربما تحفيزا لاستقطاب المزيد من الزائرين لمعرض فرانكفورت الدولي للسيارات في الخريف القادم.
وفيما لجأت الشركات الأمريكية والبريطانية إلى استعراض السيارات الفارهة، تبارت اليابان وفرنسا في عرض موديلات السيارات السريعة وذات التصاميم الغريبة نوعا ما، والقريبة إلى موديلات السيارات الرياضية.
من الطريف أن العديد من الزائرين يرون أن الحياد السويسري يساعد في نجاح هذا الصالون بشكل كبير، فالكنفدرالية ليست من الدول المنتجة للسيارات، لذلك لا يمكن الإشتباه بأن الصالون يفضل إحدى الماركات أو الشركات على غيرها، بل هو يفسح المجال للأحسن والاحدث ليفرض نفسه تلقائيا على الجمهور.
سويس انفو مع الوكالات
يتواصل صالون السيارات الدولي في جنيف من 3 إلى 13 مارس
تبلغ مساحته 123000 متر مربع، وهو المعرض الوحيد الذي يحتل هذه المساحة في سويسرا.
يشارك في صالون هذا العام 261 عارض من 30 دولة ويقدمون 900 ماركة.
يحتفل الصالون هذا العام بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.
من المتوقع ألا يقل عدد زواره هذه السنة عن ثلاثة أرباع ملايين زائر من جميع أنحاء العالم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.