اقتصاد في الطاقة .. ومراعاة للبيئة .. ومزيد من الرفاهية
يقدم معرض السيارات الدولي في دورته السادسة والسبعين نماذج تراعي حماية البيئة وتوفير الوقود، كما يخصص حيزا لا يستهان به للسيارات الفاخرة من الطراز العالي.
وسيكشف للمرة الأولى عن أكثر من 140 نموذجا إما عالميا او أوروبيا او سويسريا. وفي ذلك تأكيد على أهمية معرض جنيف باعتباره مختبرا لتوجهات صناعة السيارات خصوصا وأنه يقام على أرضية محايدة.
افتتح السيد موريتس لوينبرغر، رئيس الكنفدرالية ووزير المواصلات في الحكومة الفدرالية يوم الخميس 2 مارس الدورة السادسة والسبعين للمعرض الدولي للسيارات في جنيف التي تتواصل إلى يوم 12 مارس الجاري.
المعرض الذي احتفل العام الماضي بمرور مائة عام على انطلاقه، لم يشهد إلا 76 دورة نظرا لتوقفه لعدة سنوات أثناء الحربين العالميتين الأولى (1914 – 1918) والثانية (1939 – 1945).
وإذا كانت دورة العام الماضي قد خصصت للتذكير بالمراحل التاريخية التي قطعتها أكبر تظاهرة اقتصادية على المستوى السويسري وإحدى أكبر التظاهرات على المستوى الأوروبي، حرصت دورة هذا العام على أن تكون انعكاسا للتوجهات المستقبلية لصناعة متطورة لم تتوقف يوما عن التجديد والابتكار.
اختبار للسوق العالمية
وكالعادة، يعرف معرض جنيف الدولي للسيارات تخصيص العديد من شركات صناعة السيارات، موديلات وابتكارات تعرض فيه لأول مرة على المستوى العالمي، نظرا لأنه يقام على أرضية محايدة أي في بلد لا توجد فيه تقاليد لصناعة السيارات وهو ما يتيح فرصة تُعرض فيها كل الإبتكارات والأصناف الجديدة في ظروف تنافس متساوية.
معرض 2006 لا يخرج عن هذا التقليد حيث يقدم أكثر من 54 نموذجا لأول مرة على المستوى العالمي. كما سيتم فيه عرض 22 نموذجا لأول مرة على المستوى الأوروبي. أما على المستوى السويسري فسيبلغ عدد النماذج التي تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور 35.
في خانة الموديلات المعروضة لأول مرة عالميا نجد الفا روميو نموذج 159 الرياضي، وبيريرا سبايدر. أما شركة أودي الألمانية فقدمت ثلاثة نماذج من بينها RS4 كابريولي.
وتتميز شركة بيجو الفرنسية بتقديم سيارة بيجو 207 التي ستحل مكان 206، أما منافستها الفرنسية رينو فتشارك في أول ظهور عالمي بنموذج رياضي لسيارة كليو الشعبية.
من جهتها، شاركت العديد من دور صناعة السيارات بنماذج تعرض لأول مرة على المستوى العالمي نذكر منها فولكسفاجن وأوبيل وميتشوبيشي ونيسان ومازدا وفورد وهوندا. من جهتها، تشارك الشركة الهندية “طاطا” في معرض هذا العام بنموذج من طراز “طاطا كروس أوفر”، مما يؤهلها لدخول عالم النماذج المتعددة الاستعمال.
الرفاهية رغم مؤشرات الكساد
وفيما أشارت الإحصائيات الفدرالية السويسرية إلى أن مبيعات السيارات الجديدة في عام 2005 قد تراجعت بحوالي 3،6% عن العام السابق (لتستقر في حدود 259 ألف سيارة جديدة)، وإلى أن حوالي مليون من السيارات التي تجاوز عمرها عشر سنوات لا زالت تستعمل فوق الطرقات السويسرية (أي بارتفاع بنسبة 450 الف عن الرقم المسجل في عام 1995)، فإن معرض جنيف لهذا العام فضل التركيز على موديلات الطراز العالي.
فقد عرضت شركة بينتلي نموذجين مُـحـوريـن من موديلها “بينتلي آرنيج” وموديل بينتلي كونتيننتال، وذلك بعدد محدود لتخليد الذكرى الستين لبداية الإنتاج. ومن الواضح أن القادرين على اقتناء نموذج من هذا القبيل، لن تزعجه فاتورة الإستهلاك التي تصل إلى 17 ليتر في المائة كيلومتر.
شركة فيراري تعرض في جنيف السيارة الأكثر قوة التي صنعت لحد اليوم في العالم وذلك من خلال نموذج فيراري 599GTB ذي الـ 12 أسطوانة. ومن المعطيات يمكن ذكر السرعة القصوى التي تصل إلى 320 كلم/ساعة، وحجم الإستهلاك الذي يتراوح ما بين 14 و 25 ليتر في المائة كلم.
مزيراتي تشارك في جنيف بنموذج “فيكتوري” الذي ينتج بعدد محدود ومرقم، كما تشارك شركة ليكسوس بنموذجين راقيين LS460، و RX350 بقوة 380 حصان بخاري و 274 حصان بخاري.
ويمكن العثور على العديد من هذه الموديلات الراقية أيضا في أجنحة كل من رولس رويس وجاغوار ومرسيدس ولا مبورغيني، ومع أنها لا تعرض للمرة الأولى على المستوى الدولي، إلا أن السواد الأعظم من زوار معرض جنيف الدولي يشاهدونها بدون شك لأول مرة.
مضطرون لمراعاة البيئة
مع ارتفاع أسعار النفط الى ارقام خيالية واستقرارها في سقف مرتفع، بدأ العديد من المستهلكين يراعون فاتورة البنزين بشكل جدي ويفكرون في وسائل بديلة.
هذا التوجه نجده منعكسا هذه المرة بشكل ملحوظ في معرض السيارات الدولي بجنيف بحيث خصص أكثر من عشرين جناحا، حيزا متميزا لإبتكارات محافظة على البيئة، او محركات مزدوجة تستخدم البنزين والكهرباء في آن واحد او تلك التي تستخدم نماذج جديدة من الطاقة مثل الغاز الطبيعي او الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين.
وتقول مديرة الجمعية السويسرية لسائقي السيارات الكهربائية سوزان فيغمان، “إن ميزة معرض جنيف المقام على أرضية محايدة لا تفضل شركة على أخرى جعله يوفر مكانة بارزة للسيارات المحافظة على البيئة”.
فإلى جانب المحركات المزدوجة الاستهلاك ما بين بنزين وكهرباء هناك المحركات المستخدمة لمحروقات بديلة مثل الغاز الطبيعي او الهيدروجين. إذ تعرض شركة “صاب” لأول مرة على المستوى السويسري سيارة تستخدم محركا يستهلك طاقة مكونة من 85% من “بيو إيتانول” وهو نموذج اثبت جدارته في السوق السويدية. بل إن شركة “طاطا” الهندية تعرض نموذجين يستخدمان الغاز الطبيعي.
وإذا كانت الشركة اليابانية “تويوتا” تتصدر الترتيب في مجال صناعة السيارات بموديلها “تويوتا بريوسII”، فإن السيارة التي تحتل قمة الترتيب في قلة الاستهلاك عالميا هي النموذج التجريبي Pac/Car المعروض في جناح السيارات الكهربائية والذي لا يستهلك أكثر من ليتر واحد في 5385 كلم!!
نماذج تخرج عن المعتاد
معرض جنيف الدولي للسيارات هو أيضا الفرصة للتعرف على نماذج تخرج عن المعتاد وهو ما يتميز به جناح تويوتا بعرضه دراجة نارية فريدة من نوعها ثلاثية او ثنائية العجلات حسب الطلب.
دراجة ” I-SWING” هي مزيج بين تكنولوجيا الاتصال واستخدام تقنيات الإنسان الآلي والذاكرة الاصطناعية وهو ما سمح بابتكار دراجة للاستخدام الفردي تنافس الإنسان في تكيفها مع المحيط، ولها قابلية التخزين في ذاكرتها لطبائع وتصرفات مستخدمها.
دراجة “آي سوينغ” هي طريقة جديدة حسب مصمميها لتصور طريقة التنقل بحيث تسمح للمستخدم باستعمالها كدراجة ثلاثية العجلات وتتم قيادتها مثل السيارة لكن بتكيفها مع مركز الثقل وفقا لطريقة القيادة. كما يمكن استخدامها كدراجة بعجلتين تنافس الإنسان في حركته، وتستخدم للتنقل بين الراجلين، يساعد في ذلك سهولة تغيير وجهتها واحتفاظها بتوازن تتحكم فيه تكنولوجيا متطورة للغاية. ومع كل هذه الإبتكارات، تظل دراجة تحتاج لشيء من التمرين.
ونشير في الأخير الى أن معرض السيارات هذا العام خصص حيزا للاحتفال بمرور 100 عام على صدور مجلة السيارات “Automobile Revue” السويسرية ذات الشهرة العالمية. ولإحياء هذه المناسبة تم تنظيم عرض لنماذج سيارات قديمة كانت المجلة قد خصصت لها دراسة مفصلة عند عرضها أمام الجمهور لأول مرة.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
ملامح أساسية للدورة 76 للمعرض الدولي للسيارات في جنيف:
54 نموذج جديد يعرض لأول مرة
13 سيارة أدخلت عليها تغييرات في تصميمم هيكلها
7 موديلات أدخلت عليها تحويرات خاصة
10 نماذج لقطع غيار وأدوات تعرض لأول مرة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.