مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأمم المتحدة تدعو إلى انسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو الديموقراطية

afp_tickers

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إلى انسحاب القوات الرواندية التي تقاتل الجيش الكونغولي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، اثر تقدمها إلى جانب حركة “إم 23” إلى مشارف مدينا غوما.

من جانبها، اتهمت وزيرة الخارجية الكونغولية رواندا بإرسال قوات جديدة إلى شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في ما وصفته بـ”إعلان حرب”.

وقالت تيريز كاييكوامبا واغنر خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي “بينما أقف أمامكم، يحصل هجوم ذو خطورة غير مسبوقة أمام أعين العالم. عبَرَت قوات رواندية جديدة الموقعَين 12 و13 من النقطة الحدودية الفاصلة بين غوما (جمهورية الكونغو الديموقراطية) وجيسينيي (في رواندا)، لتدخل أراضينا في وضح النهار في انتهاك صريح ومتعمّد لسيادتنا الوطنية. هذا عدوان مباشر وإعلان حرب لا يمكن إخفاؤه وراء الحيل الدبلوماسية”. 

وطالبت واغنر مجلس مجلس الأمن بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على رواندا. 

وقالت “يتعيّن على مجلس الأمن أنّ يفرض عقوبات محدّدة الهدف تشمل تجميد أصول ومنع سفر، ليس فقط على أفراد ضمن سلسلة قيادة القوات المسلّحة الرواندية، ولكن أيضا ضدّ صنّاع القرار السياسيين المسؤولين عن هذا العدوان”. 

كما دعت إلى “حظر كامل على صادرات جميع المعادن التي تحمل علامة رواندا”. 

وخلال الاجتماع، أشارت عدة دول أعضاء بأصابع الاتهام إلى رواندا، بينها فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ولكن دولا أخرى لم تذكر كيغالي بالاسم، مثل الصين أو الدول الإفريقية. وحتى الآن، لم يتهم المجلس عموما رواندا بالمشاركة المباشرة في النزاع، إذ اكتفى بالتأكيد على أهمية وحدة أراضي جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقالت السفيرة الأميركية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شاي “ندين بأشد العبارات اعتداءات رواندا وام23 في غوما ونطالب بوقف عاجل لاطلاق النار”.

وأضافت أن “استخدام رواندا لأسلحة وأنظمة متطورة يعرض بعثة السلام التابعة للامم المتحدة واولئك الذين يفرون من العنف للخطر”.

ونددت شاي ايضا بالقصف المدفعي “العشوائي”، داعية قادة الكونغو الديموقراطية ورواندا وام23 الى “اعطاء اوامر واضحة بعدم استهداف المدنيين”. 

من جانبه، أشار السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير إلى أنه يعمل على إصدار إعلان للمجلس “يسمي الأشياء بمسمياتها”، في إشارة إلى رواندا.

وقال إنّ “فرنسا تدعو مجلس الأمن بأكمله إلى التحرّك وإدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليميين والدوليين بصوت واحد”.

وحمل السفير الرواندي لدى الأمم المتحدة إرنست رواموكيو كينشاسا مسؤولية تدهور الوضع في شرق البلاد، متهماً الحكومة الكونغولية بعدم اظهار “التزام حقيقي بالسلام”.

كما اتهم بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مونوسكو) بـ”الانضمام إلى تحالف لهدف واضح هو تغيير النظام في رواندا”.

وبعد فشل وساطة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا برعاية أنغولا، تمكن متمردو حركة “إم 23” وما بين 3 إلى 4 آلاف جندي رواندي، بحسب الأمم المتحدة، من تحقيق تقدّم سريع في الأسابيع الأخيرة، وباتوا يطوقون بشكل شبه كامل غوما عاصمة إقليم شمال كيفو التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وتضم أيضا عددا مماثلا من النازحين.

وتدور اشتباكات الأحد، على بعد كيلومترات قليلة من المدينة، وفق مصادر أمنية متطابقة.

وأعرب غوتيريش، الذي لم يكن قد وجه اللوم بشكل واضح إلى كيغالي من قبل، عن “قلقه العميق إزاء تصاعد العنف”. ودعا “قوات الدفاع الرواندية إلى التوقف عن دعم حركة ام 23 وإلى الانسحاب من أراضي جمهورية الكونغو الديموقراطية”.

– “الاستيلاء على غوما” –

مساء السبت، اتهم المتحدث باسم الجيش الكونغولي رواندا بأنها “عازمة على الاستيلاء على مدينة غوما”، مؤكدا أن جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية عازم بدوره على “صد العدو”. 

وقال وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيريهي لوكالة فرانس برس الأحد إن بلاده “أجلت” آخر دبلوماسي لها في كينشاسا الجمعة. وأعلنت كينشاسا من جهتها السبت أنها استدعت دبلوماسييها من كيغالي “بأثر فوري”.

وفي نهاية 2012، احتلت “إم 23” (“حركة 23 مارس”) المدينة لمدة وجيزة. تأسست الحركة في ذلك العام وهُزمت عسكريا في السنة التالية.

ودعا الاتحاد الأوروبي السبت حركة “إم23” إلى “وقف تقدمها” و”الانسحاب فورا”، في بيان وقعته الدول السبع والعشرون الأعضاء.

كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى “التزام صارم بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين الأطراف”. 

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد، إنه يشعر بـ”قلق عميق” إزاء القتال.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت خلال محادثات هاتفية مع رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، إلى “إنهاء الهجوم الذي تشنه حركة إم23  والقوات الرواندية فورا وانسحابها من الأراضي الكونغولية”.

– مغادرة رعايا أجانب –

تتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنيّ بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلن التوصل إلى ستة اتفاقات وقف إطلاق نار وهدنة في المنطقة، لكنها ما لبثت أن انتُهِكَت. ووُقِّع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية تموز/يوليو.  

والجمعة أعلنت البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) التي تضم 15 ألف عنصر، أنها “تشارك بشكل نشِط في معارك عنيفة” ضد حركة “إم23” بواسطة إحدى وحدات النخبة التابعة لها (قوات الرد السريع).

وقتل 13 جنديا أجنبيا بينهم ثلاثة من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جراء المعارك. 

وانتشرت قوات مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ نهاية 2023 لمساندة حكومة كينشاسا، وتضم خصوصا 2900 جندي جنوب إفريقي.

ويفاقم النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات الأزمة الإنسانية المزمنة في المنطقة. ونزح 400 ألف شخص بسبب القتال منذ بداية كانون الثاني/يناير، بحسب الأمم المتحدة،

وبدأت الأمم المتحدة بإجلاء موظفيها “غير الأساسيين” من غوما. 

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا رعاياها إلى مغادرة غوما في أسرع وقت ما دام عمل المطار مستمرا والحدود مفتوحة.

وفي كانون الأول/ديسمبر، ألغيت قمة بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي في إطار مفاوضات السلام التي ترعاها أنغولا، بسبب الإخفاق في التوصل إلى تفاهم على شروط الاتفاق.

بور/س ح-ناش/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية