الأمم المتحدة تُطالب بتوفير 3،8 مليار دولار لاحتياجاتها الإنسانية
وجهت الأمم المتحدة يوم الاثنين 10 ديسمير من جنيف، نداء الإغاثة للعام 2008 المقدر بـ 3،8 مليار دولار لمساعدة 25 مليون شخص يتوزعون على 24 بلدا في مناطق مختلفة من العالم.
وإذا كان السودان والكونغو والأراضي الفلسطينية المحتلة أكبر “المستفيدين” من نداء العام 2008، فإنه لم يشمل ضحايا الحروب والإحتلال في العراق وأفغانستان اللذان يجب انتظار نداءات إضافية بشأنهما.
أصدرت منظمة الأمم المتحدة يوم الاثنين في جنيف نداء الإغاثة للعام 2008 تطلب فيه من الدول والأطراف المانحة جمع ما قيمته 3،8 مليار دولار لمساعدة أكثر من 25 مليون متضرر يتوزعون على 24 بلدا.
هذا النداء – الذي يأتي حصيلة لتقييمات تقدمت بها 188 وكالة أممية ومنظمة غير حكومية عاملة في مجالات الإغاثة والمساعدة الإنسانية – تضمن أيضا تسع نداءات خاصة ببلدان ومناطق تعرف أزمات كبرى مثل جمهورية وسط إفريقيا، وتشاد، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والصومال، والسودان، وأوغندا، والزيمبابوي.
وفيما يتعلق بأزمات أخرى مثل العراق وأفغانستان، فمن المنتظر أن تكون محور نداء إضافي سيصدر في أواخر شهر يناير أو شهر فبراير 2008. كما تضاف إليها تلك المتعلقة بتغطية الأزمات الطارئة الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
ويلاحظ مكتب الإغاثة الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نداءه لعام 2008 أن عدد الأزمات المترتبة عن الحروب والصراعات المسلحة يسجل تراجعا فيمت تتفاقم الأزمات المترتبة عن الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات والزلازل والجفاف.
موارد أكبر لأزمة السودان
وإذا كان نداء الإغاثة الإنسانية للعام 2008 يشمل التكاليف المرتقبة لعشر أزمات كبرى، فإن الأوضاع في السودان ستستحوذ على أكثر من 930 مليون دولار لوحدها.
وأشار جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بهذه المناسبة، إلى أن “تدهور الأوضاع في السودان وفي دارفور تدريجيا ومن كل النواحي دفعنا الى زيادة حجم المساعدات المطلوبة عما كانت عليه في العام 2007”. لذلك تم تخصيص 825 مليون دولار لأزمة دارفور وحدها بدلا من 700 مليون دولار في عام 2007. كما سيتم تخصيص 576 مليون لأزمة الكونغو الديمقراطية، وحوالي 426 مليون دولار للأزمة القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعن الوضع في الأراضي الفلسطينية يرى السيد هولمز أن “الأوضاع تتدهور بشكل كبير وبالأخص في قطاع غزة بسبب الحصار الاقتصادي”، مضيفا بأن “غالبية السكان أصبحت تعتمد على المساعدة الإنسانية وهو ما دفعنا الى زيادة حجم المساعدة المطلوبة للعام 2008”.
ولأسباب أمنية ونظرا لأن المنظمات الإنسانية غير قادرة على مزاولة عملها بشكل عادي في كل من أفغانستان والعراق، تم تأجيل تقديم نداء شامل بخصوص هذين البلدين. وأوضح السيد هولمز بأن ذلك سيتم في موفى شهر يناير أو بداية فبراير من العام المقبل.
ولتغطية الحاجيات المستعجلة للمتضررين في هذين البلدين، تعتمد المنظمات الإنسانية على نداءات عاجلة تصدرها من حين لآخر.
استجابة في حدود 66%
وكان نداء العام 2007 قد دعا الأطراف المعنية إلى توفير 5 مليارات من الدولارات إلا أن الاستجابة من قبل الدول المانحة لم تتجاوز حدود 66% من المبلغ المطلوب، رغم أنها تمثل زيادة في نسبة الاستجابة عما عرفه العام الأسبق والذي قبله.
وهو ما دفع نائب الأمين العام المكلف بالمساعدة الإنسانية جون هولمس الى الإشادة بذلك قائلا ” إن الدول المانحة لم تستجب قبل أربعة أعوام خلال الربع الأول من العام إلا بنسبة 19% في حين ان النسبة بلغت هذا العام 51 %”. وهو ما يساعد المنظمات والوكالات الأممية على التخطيط بجدية للقيام بنشاطها حسب السيد هولمس.
ويرى أن هذه الأموال للعام 2007 سمحت بتوفير المياه الصالحة للشرب و معالجة مياه الصرف لحوالي 450 الف صومالي. وساعدت على رعاية أكثر من 240 الف لاجئ من دارفور بالخصوص في مناطق شرق تشاد. وسمحت بتوفير مواطن شغل وتقديم مساعدات نقدية لحوالي 130 ألف عائلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبتقديم مساعدات غذائية لأكثر من 2،2 مليون شخص في زيمبابوي . وبتقديم مساعدات وملاجئ لحوالي 200 ألف شخص في جمهورية وسط إفريقيا.
دعوة لمزيد من التضامن
وفي كلمته بهذه المناسبة، ذكّر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان جي مون بـ “إننا نعيش اليوم في عالم لم يعرف رخاء كالذي نشهده اليوم، ولكن في نفس الوقت ما زال ملايين البشر يفتقرون لأدنى مقومات العيش مثل المياه الصالحة للشرب أو الأدوية أو الملاجئ”.
أما نائب الأمين العام المكلف بالقضايا الإنسانية جون هولمز فقال: “إن مبلغ 3،8 مليار دولار يبدو مبلغا كبيرا ولكنه لا يمثل سوى بضع سنتات بالنسبة لكل مواطن من بلدان الدول المتقدمة”.
وإذا ما جرى ترتيب الدول المانحة وفقا لما تمثله مساهمتها بالنسبة لمستوى الناتج الداخلي العام فنجد النرويج بنسبة 0،098% متبوعة بالسويد ثم أيرلندا فهولندا واللوكسمبورغ.
أما سويسرا فتأتي في المرتبة السادسة في ترتيب الدول المساهمة في تمويل المساعدة الإنسانية الدولية بنسبة تصل إلى حوالي 0،048%.
أما من حيث حجم المساهمة المالية، فنجد الولايات المتحدة في المقدمة بحوالي مليار دولار ولو أن ذلك لا يمثل سوى 0،012% من الناتج الداخلي العام، متبوعة بالاتحاد الأوروبي بحوالي 358 مليون ثم بريطانيا بحوالي 222 مليون دولار.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
تصدر إدارة المساعدة الانسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في بداية كل سنة نداءا من أجل جمع الأموال الضرورية لتغطية المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية الأممية والدولية العاملة في الميدان.
النداء الشامل لهذا العام يهدف لجمع 3،8 مليار دولار لتغطية حاجيات 25 مليون متضرر من 24 بلدا.
وكانت إدارة المساعدة قد طالبت في العام الماضي بجمع 5 مليار دولار، لكنها حصلت على استجابة في حدود 66% وهي نسبة جيدة مقارنة مع مستوى الاستجابة في السنوات السابقة.
وقد تم استثناء أزمتين من هذا النداء هما العراق وأفغانستان بحيث سيصدر بشانهما نداءان في بداية العام 2008.
كما تضاف الى هذه النداءات، نداءات مستعجلة لمواجهة أزمات طرئة اغلبها بسبب كوارث طبيعية. وقد شهد عام 2007 إصدار 15 نداء مستعجل.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.