مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الإعصار إيداليا يكتسح فلوريدا ويتجه شمالًا

وليام دوهرتي يحضّر منزله للإعصار إيداليا في فلوريدا بتاريخ 29 آب/اغسطس 2023 afp_tickers

ضرب إيداليا شمال غرب فلوريدا صباح الأربعاء بقوة إعصار من الفئة الثالثة “في غاية الخطورة” تصحبه رياح عاتية وأمطار غزيرة، بينما حذّرت السلطات من تداعيات يمكن أن تكون كارثية في بعض أجزاء الولاية الأميركية الجنوبية.

وقالت سلطات الولاية إنّ الإعصار وتأثيره في رفع مستوى مياه المحيط ظاهرة نادرة الحدوث في المنطقة، وأمرت بعمليات إجلاء واسعة.

ورغم عدم الإعلان عن وقوع قتلى على الفور، حذّر مسؤولون في فلوريدا من أن الوصول إلى المناطق النائية التي قُطعت الطرق المؤدية إليها بسبب تساقط الأشجار أو ارتفاع المياه قد يستغرق بعض الوقت، خاصة في المنطقة التي وصل فيها الإعصار إلى اليابسة.

وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن إيداليا الذي وصفه بأنه “شديد الخطورة” ضرب الساحل الأميركي بقوة إعصار من الفئة الثالثة في منطقة بيغ بيند التي تنتشر فيها المستنقعات وذات الكثافة السكانية المنخفضة في فلوريدا حوالي الساعة 7:45 صباحًا (11:45 ت غ).

وأضاف أن العاصفة وصلت إلى الشاطئ محملة برياح تبلغ سرعتها القصوى 215 كيلومترًا في الساعة بالقرب من بلدة كيتون بيتش، مع احتمال ارتفاع مستوى المياه إلى حوالي خمسة أمتار في بعض المناطق الساحلية.

وعلى الرغم من أنّ الإعصار فقد قوته مع تحركه باتجاه الداخل وفوق جورجيا، ليصبح إعصارًا من الفئة الأولى، إلا أن السلطات حذرت من عواقبه ومن مخاطر ارتفاع المد.

وقال المركز الوطني للأعاصير إنّ مستوى المياه ارتفع بأكثر من ستة أقدام عن المعدل الطبيعي في سيدار كي، وهي سلسلة من الجزر المطلة على الخليج، وحذّر من أن المياه على طول الساحل “ترتفع بسرعة”.

وقالت لشبكة “سي إن إن” شيلي بويفين، التي تدير دار ضيافة مجتمعية وتجاوبت مع الدعوة لإخلاء المنطقة إنّ “كل شيء يطفو. غمرت المياه كل شيء. لقد رأيت صورا للمد القادم، والمياه في كل مكان”.

وفي بلدة ستينهاتشي الساحلية الصغيرة على بعد حوالي 30 كيلومترًا من المكان الذي ضرب فيه الإعصار اليابسة، بدت الشوارع مهجورة والطريق الرئيسي غارقًا بأكمله تحت المياه.

وقال باتريك بولاند (73 عاما) الذي خرج لتفقد الأضرار “كانت الريح شديدة، رأيت الأشجار تنحني في الفناء الأمامي لمنزلي، ولكن بخلاف ذلك، لم يتضرر المنزل”.

– سرعة هائلة –

وفي منطقة خليج تامبا التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، غمرت المياه الشوارع والحدائق.

وإلى الشمال منها، في مدينة تاربون سبرينغز، خاض الناس في المياه أو استخدموا الزوارق بحثًا عن الأمان، بعد أن غمرت المياه المنازل والشقق.

وقال حاكم الولاية رون ديسانتيس خلال مؤتمر صحافي إن الإعصار تحرك بسرعة أكبر من بعض من أعنف الأعاصير التي ضربت الولاية وتحركت خلالها عين الإعصار على طول الساحل مخلفة الموت والدمار.

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 265 ألف منزل في فلوريدا و105 آلاف في جورجيا، وفقًا لموقع التتبع “باور أوتاج”.

وقالت ديان كريسويل، مديرة الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض إن “إيداليا هي أقوى عاصفة… تصل إلى اليابسة في هذا الجزء من فلوريدا منذ أكثر من 100 عام”.

ومن المقرّر أن يدلي الرئيس جو بايدن بتصريح في وقت لاحق عن الإعصار. وقال البيت الأبيض إن الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ جهزت الأفراد ووفرت الموارد مسبقًا للتدخل الطارئ.

– إغلاق المطارات والموانئ –

ودعا ديسانتيس سكان المناطق المشمولة بأوامر الإخلاء في 23 مقاطعة على طول ساحل خليج فلوريدا إلى المغادرة والتوجّه إلى الملاجئ أو الفنادق المخصصة لإيوائهم.

ويشير خبراء الأرصاد أيضا إلى ظاهرة “القمر العملاق” التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع المد فوق المعدلات الطبيعية عندما يضرب إيداليا الساحل.

وأعلن مطار تامبا لاحقًا أنّه سيستأنف العمل في الرابعة بعد الظهر، بعدما أغلق تحسبًا لوصول إيداليا.

وأُغلقت العديد من موانئ فلوريدا أمام حركة السفن اعتبارا من مساء الثلاثاء، وفقا لخفر السواحل الأميركيين.

– “موجة حر بحرية” –

في كوبا، أدى الإعصار إلى هطول أمطار غزيرة في عدة مناطق بما فيها أجزاء من العاصمة هافانا وأغرقت نحو 200 ألف شخص في الظلام لكن من دون تسجيل قتلى.

تحرّكت العاصفة بعد ذلك إلى الخليج الذي يقول علماء إنه يشهد “موجة حر بحرية” ما زاد من قوة الرياح المصاحبة لإيداليا.

من المتوقع أن تؤدي درجات حرارة المياه القياسية قبالة ساحل فلوريدا إلى تفاقم العواصف الأطلسية هذا الموسم، فيما يلقي العلماء اللوم على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان في الاتجاه نحو الاحترار العالمي.

في تموز/يوليو، سجلت إحدى العوامات قبالة الطرف الجنوبي للولاية ذروة مثيرة للقلق بلغت 38,4 درجة مئوية، وهو رقم قياسي عالمي جديد محتمل.

تزود أسطح البحار الأكثر سخونة الهواء فوقها بمزيد من الطاقة مما يؤدي إلى ضخ مزيد من القوة في رياح العواصف المارة بها.

وقالت كريسويل خلال المؤتمر الصحافي الأربعاء “إن هذه العواصف تشتد بسرعة كبيرة لدرجة أن مسؤولي إدارة الطوارئ لديهم وقت أقل لتحذير الناس وإجلائهم ونقلهم إلى برّ الأمان”.

قُتل نحو 150 شخصا على الأقل العام الماضي عندما ضرب الإعصار إيان من الفئة الرابعة ساحل فلوريدا الغربي، متسببا برفع مستوى مياه المحيط وبرياح عاتية أسقطت جسورا وجرفت أبنية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية