الإلتهاب الرئوي الحاد: أسئلة وأجوبة!
على الرغم من أن سويسرا لم تسجل أي حالة إصابة بمرض الإلتهاب الرئوي الحاد الشديد (سارز)، إلا أن الضجة الدولية المثارة حوله واستمرار انتشاره يثير مخاوف السكان.
وفي محاولة للإجابة على أهم التساؤلات المطروحة داخل سويسرا وخارجها، هذه بعض الأجوبة المختصرة عليها.
عقد يوم الثلاثاء 29 أبريل قادة دول جنوب شرقي آسيا والصين اجتماعا في بانكوك لبحث سبل مواجهة انتشار وباء “سارز” أو “الإلتهاب الرئوي الحاد الشديد” واتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة بمكافحته بشكل ناجع وسريع.
وعلى الرغم من بعض التفاؤل الذي رافق الإعلان عن بدء انحسار المرض في فيتنام الذي لم تُسجل فيه أي حالة جديدة منذ عشرين يوما(وهي الفترة التي يعتبرها الاختصاصيون كافية للإطمئنان)، إلا أن ديفيد هاينيمان، مدير برنامج الامراض السارية في “منظمة الصحة العالمية” حذر من “الركون الى الارقام المطمئنة” التي قد لا تزيد عن مجرد هدنة مؤقتة فيما اعتُبر من طرف الخبراء “أول وباء للقرن الحادي والعشرين”.
فقد وصل عدد الوفيات الى 333 شخص منذ اكتشاف المرض في نوفمبر الماضي، وبلغت حالات الاصابة المسجلة رسميا الى ما يزيد على خمسة آلاف وخمسين شخص (5050) يتوزعون على 30 دولة في العالم، يتواجد أكثر من نصفهم في الصين.
أما في سويسرا، فلم تُسجل أي إصابة إلى حد تاريخ إعداد هذا التقرير، لكن الرأي العام يبدي المزيد من الإنشغال ويطرح العديد من الأسئلة.
هل أن سويسرا مهددة بمرض “سارس”؟
يؤكد المسؤولون الصحيون في سويسرا أنه لا يُمكن استبعاد أي شيء، إلا أن الحالات التي اُشتبه فيها بوجود إصابات اقتصرت إلى حد الآن على الأشخاص العائدين من مناطق انتشر فيها المرض أو كانت لهم اتصالات مباشرة مع مُصابين. والحصيلة الآن لا تزيد عن ست حالات توصف بأنها مشبوهة وحالة واحدة تُعتبر “مُحتملة” وتتعلق بأول مريض أُعلن عنه في جنيف وتأكد شفاؤه الآن.
هل يجب إلغاء العطل والسفريات المبرمجة للخارج؟
توصي منظمة الصحة العالمية في الوقت الحاضر بإلغاء الرحلات “غير الضرورية” باتجاه الصين (وخاصة إلى بيكين ومحافظات غوانغدونغ وشانكسي وهونغ كونغ) وكندا (محافظة تورونتو). ولا تشمل هذه التضييقات المسافرين العابرين لهذه المناطق (ترانزيت) أو القادمين منها إلى سويسرا.
ما الذي يجب القيام به عند العودة من بلد انتشر فيه المرض؟
لم تتخذ سويسرا إجراءات مماثلة لما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية التي تُخضع جميع المسافرين القادمين من المناطق الموبوءة لفحص طبي يقتصر على قياس درجات الحرارة.
في المقابل، قررت السلطات السويسرية بناء على نصائح خبراء الإكتفاء بتسليم جميع ركاب الطائرات القادمة إلى مطاري جنيف وزيوريخ مباشرة من المناطق المتضررة بيانات إعلامية باللغات اللألمانية والفرنسية والإنجليزية تدعوهم لمراجعة طبيب في صورة بروز ظواهر المرض لديهم.
من جهته، قرر المكتب الفدرلي للصحة تعزيز إجراءات المتابعة حيث سيُطلب من جميع المسافرين القادمين من البلدان “الخطرة” تعمير بطاقة إرشادات يحددون فيها بدقة المكان الذي قدموا منه والمكان الذي يتوجهون إليه.
ما هي علامات مرض “سارز”؟
ارتفاع درجة حرارة الشخص المصاب بالإلتهاب الرئوي الحاد إلى أكثر من 38 درجة مائوية وتكون مصحوبة بسعال أو بصعوبة في التنفس. ويُعتقد أن فترة كمون جرثومة المرض تتراوح ما بين يومين وسبعة أيام قد تصل في حالات نادرة إلى عشرة أيام.
وتبلغ نسبة الوفيات في صفوف المصابين حاليا ما بين 5 و6% فيما يذهب عدد من الأخصائيين إلى أنها أكثر من ذلك بكثير.
ما الذي يجب القيام به عند الشك في الإصابة بالمرض؟
يجب التحول فورا إلى طبيب ويُستحسن الإتصال به هاتفيا قبل التحول إلى العيادة من أجل تمكينه من اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لإجراء فحوص “معزولة”.
وفي الأثناء، يجب تجنب أي تماسّ قريب مع الآخرين إلى حين تحديد نوعية الإصابة أو المرض.
هل يجب المسارعة إلى ممارسة الحجر الصحي حتى في صورة التمتع بصحة جيدة؟
لا توجد أي ضرورة للحجر الصحي في صورة عدم وجود أي العلامات المميزة للإصابة.
هل يجب حمل القناع الواقي في سويسرا؟
نظرا لأن الوباء الرئوي الحاد الشديد أو سارز لا ينتقل من شخص لآخر إلا بعد اتصال لصيق مع مريض مُصاب (إذ لا مجال لانتقال العدوى أثناء فترة الكُمون)، يعتبر المكتب الفدرالي للصحة العمومية أن مخاطر انتقال المرض عن طريق العدوى في سويسرا ضئيلة جدا. لذلك، لا يشير على السكان بحمل أقنعة تحجب الفم والأنف.
هل هناك إمكانية للتلقيح ضد مرض سارز؟
لا يوجد في الوقت الحاضر أي تلقيح ضد هذا المرض، لكن الخبراء في عدد من كبريات شركات صناعات الأدوية السويسرية والدولية يجتهدون من أجل العثور عليه. ويأمل أكثر الخبراء تفاؤلا أن يتم توفير اللقاح في ظرف لا يتجاوز السنة.
هل يجب الإبتعاد عن التجمعات البشرية الضخمة؟
في غرة أبريل 2003، أصدرت السلطات الصحية الفدرالية منشورا يسمح باتخاذ إجراءات فورية ومحدودة في حالات محددة، وهو ما تم تطبيقه مثلا في معرض مدينتي بازل وجنيف للساعات، حيث رفضت السلطات السويسرية منح تأشيرات دخول للعارضين الوافدين من بلدان جنوب شرق آسيا، وخاصة من هونغ كونغ والصين.
في المقابل، لم يُتخذ إلى حد اليوم أي قرار بإلغاء أي معرض دولي أو محلي أو تظاهرة عامة في سويسرا.
هل هناك مخاطر من استهلاك مواد غذائية مُستوردة من آسيا؟
ينتقل مرض سارز عن طريق الإحتكاك المباشر مع شخص مُصاب. وإلى حد الساعة يُعتقد بأن العدوى تنتقل عن طريق “القطيرات أو الرذاذ”(أي المواد السائلة المنبعثة من الجهاز التنفسي أو السوائل الجسدية)، كما لا يستبعد عدد من الخبراء انتقال المرض عبر وسائل أخرى (من بينها الفضلات الآدمية). لكن لا شيء يُشير إلى حد الآن إلى آحتمال انتقال التلوث عبر موادّ استهلاكية.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.