الانتخابات الأمريكية.. بعيون عربية
لم يسبق للعرب الأمريكيين أن شاركوا بأصواتهم بمثل هذا المستوى الذي أظهروه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس مساندين مرشحي الحزب الديمقراطي، بل إن أصوات الناخبين العرب الأمريكيين في ولاية فيرجينيا كانت القوة المرجّـحة لفوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي
ولكن ما الذي تعنيه سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه، بالنسبة للقضايا العربية؟
كان هذا هو موضوع الندوة التي نظّـمها مركز الحوار العربي في واشنطن، وتحدث فيها أولا الدكتور منذر سليمان، خبير الاستراتيجية والأمن القومي ومدير مكتب مجلة المستقبل العربي في واشنطن، فأعرب عن اعتقاده بأن ما سيعقب الاجتماع بين مجلس الأمن القومي الأمريكي، وبين لجنة دراسة الوضع في العراق برئاسة جيمس بيكر، والنائب الديمقراطي الأسبق لي هاميلتون، والتي كان من بين أعضائها بيل غيتس، رئيس المخابرات الأمريكية السابق الذي اختاره الرئيس بوش ليخلف وزير دفاعه دونالد رامسفلد، سيكون أول مؤشر على ما إذا كانت إدارة الرئيس بوش مستعدة لتغيير سياسات خاطئة اتّـبعتها في الشرق الأوسط، والتعاطي مع الوضع العراقي بطريقة مختلفة.
فإذا استجاب الرئيس بوش لعدد من التوصيات التي تسرّبت عن تلك اللجنة، ومنها الانسحاب التدريجي من العراق ونشر القوات الأمريكية خارج المدن العراقية الكبرى، والإسراع بتدريب القوات العراقية، مع الاستعداد للدخول في حوار مع دول الجوار وعلى رأسها سوريا وإيران، فستُـظهر الانتخابات الأمريكية هزيمة للنّـهج الذي اتّـبعه بوش وصقور الحرب من المحافظين الجدد، غير أنه سيكون بوسع الرئيس كذلك اللّـجوء إلى أسلوب إدارة الأزمة والحفاظ على نهجه في العراق خلال العامين المتبقيين له في الرئاسة، اعتمادا على حقيقة أن انتصار الحزب الديمقراطي لم يكن نتيجة حشد الرأي العام الأمريكي وراء برنامج محدّد الأفكار، للتعامل مع القضايا التي تهم الناخب الأمريكي وعلى رأسها الحرب في العراق، وإنما كان انتصار الديمقراطيين تصويتا احتجاجيا على سياسة بوش وحزبه الجمهوري.
وفيما يتعلّـق بعملية السلام في الشرق الأوسط، فإن إدارة بوش أهملتها تماما وتركت الحبل على الغارب لإسرائيل، لتُـعربد في المنطقة وتعيث في فلسطين ولبنان الفساد، بل لم يعيّـن الرئيس بوش مبعوثا لما يُـسمى بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل اختار جنرالا عسكريا ليتولّـى ترتيب العلاقات الأمنية بين الطرفين، كما أن الأغلبية الديمقراطية في مجلسي الكونغرس ليست هي التي تُـقرر السياسة الخارجية الأمريكية، وليس هناك من الديمقراطيين من سيدفع باتجاه الضغط على إسرائيل، بل إن إسرائيل هي التي تضغط داخل الكونغرس للدّفع باتجاه سياسة أمريكية أكثر صرامة مع إيران.
بوش.. البطة العرجاء
وردا على سؤال لسويس إنفو عمّـا إذا كانت سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه ستحد من قُـدرة الرئيس بوش على التحرك، وهو ما يُـسميه الأمريكيون تحوّل الرئيس إلى “بطّـة عرجاءّ، قال الدكتور منذر سليمان: “سيكون الرئيس بوش خلال العامين القادمين بطّـة عرجاء، مثلما أمضى الرئيس ريغان آخر عامين في فترته الرئاسية الثانية، ولكن الفارق هو أن بطّـة الرئاسة الحالية لها أظافر تستطيع الخدش، هي قضية الحرب الدائرة في كل من العراق وأفغانستان، والتي لن يقوى الديمقراطيون على التصدّي لها في الكونغرس، سواء من خلال تخفيض المخصّـصات أو تقليص الإنفاق العسكري، لأنه سيكون من السّـهل على البطة العرجاء أن تتّـهم الديمقراطيين بتعريض الجنود الأمريكيين للخطر أثناء الحرب، كما أن تطلع الديمقراطيين للفوز بالبيت الأبيض في انتخابات عام 2008 سيجبر زعماء الحزب الديمقراطي على إظهار قُـدرتهم على توفير الأمن القومي والحرب على الإرهاب، ممّـا سيُـعطي الرئيس بوش مُـرونة فيما يتعلق بالاستمرار في إدارة حربه المُـعلنة على الإرهاب بالطريقة التي يراها مناسبة، ويستغل في ذلك ستار إعلان نانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، أنه يتعيّـن البدء في العمل مع الحزب الجمهوري ومع الرئيس والسُـمو فوق النزاعات الحزبية”.
وخلّـص الدكتور منذر سليمان إلى أنه مع استمرار هيمنة المحافظين الجدد على منهجية نائب الرئيس ديك تشيني، فإن رحيل دونالد رامسفلد عقب هزيمة الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس يشكّـل خسارة حقيقة لأحد أبرز أركان ذلك التيار المتشدد، مما يفسح المجال لاستخدام سياسة القُـفازات الناعمة لتنفيذ سياسة أمريكية خشنة، تفتقر إلى المسؤولية.
الديمقراطيون الجدد!
وتحدّث في ندوة مركز الحوار، الباحث الأكاديمي علاء بيومي، مدير الشؤون العربية بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروف باختصار باسم “كير”، فأعرب عن اعتقاده بأن ملف العراق سيكون الملف الأكثر ترجيحا ليشهد تغيرا في ظل سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه، وهناك تجاذب بين توجّـهين، إما زيادة حجم القوات الأمريكية وتنويع قدراتها للتعامل مع عدم الاستقرار الأمني بهدف الإسراع بخُـطى بسط الأمن والاستقرار لكي تتمكّـن القوات الأمريكية من الانسحاب بشكل متسارع أو سيناريو تغيير الاستراتيجية الأمريكية في العراق، وتحديد أهداف واضحة يُـمكن بعدها تحقيق الانسحاب، ولكن التيار الغالب بين الديمقراطيين يُـساند فكرة تدويل قضية العراق وإشراك دول الجوار والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، الدولية والإقليمية، في التوصّـل إلى حل في العراق.
ويمتد هذا التوجّـه ليشمل تدويل عملية السلام في الشرق الأوسط عن طريق عقد مؤتمر دولي، على غرار مؤتمر مدريد، يسهم فيه المجتمع الدولي بجهود تعزّز موقف الولايات المتحدة الدّاعي لحلّ الدولتين على أرض فلسطين، غير أن السيد علاء بيومي نبّـه إلى أن التوقعات بحدوث تغييرات ضخمة في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالصّراع العربي الإسرائيلي أو التحوّل الديمقراطي في العالم العربي، لمجرد نجاح الديمقراطيين في السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب قد لا تجد تجسيدا لها على أرض الواقع، بالنظر إلى أن الديمقراطيين يتطلّـعون إلى الجائزة الأكبر، وهي الانتصار في انتخابات الرئاسة القادمة ولن يتجشموا مخاطر خسارة أصوات يحتاجونها للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2008.
وتطرق علاء بيومي إلى أثر هزيمة الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس على مكانة تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، فأعرب عن اعتقاده بأن ذلك التيار عبّـر في السابق على لسان منظر الحركة وليام كريستول عن إيمان المحافظين الجُـدد، بأن العراق يشكّـل تجربة لاستراتيجيتهم، فإذا نجحت ستنجح الاستراتيجية، وإذا فشلت ستكون شهادة وفاة لتلك الاستراتيجية، ولذلك، فعندما تحوّلت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس إلى استفتاء على تلك الاستراتيجية وخسر الحزب الجمهوري، فإن ذلك وضع المحافظين الجُـدد في وضع لا يحسدون عليه، ولكنه نبّـه إلى أنه بينما قد يُـسدل السّـتار على صعود المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهوري، فقد يطلون برأسهم من داخل الحزب الديمقراطي في شكل الديمقراطيين الجُـدد، الذين قد يقودون تحوّلا في الحزب الديمقراطي نحو اليمين تحت ستار التمسّـك بالقيَـم.
تحولات داخل الكونغرس
وتحدّث في ندوة مركز الحوار الدكتور جميل الشامي، مؤسس التجمع الجمهوري للعرب الأمريكيين والناشط بالحزب الجمهوري، فأشاد بدور العرب الأمريكيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وأقر بأن مُـساندة العرب الأمريكيين للحزب الجمهوري قد تقلّـصت بسبب السياسات التي اتّـخذتها إدارة الرئيس بوش، سواء في العراق أو فيما يتعلّـق بإهمال الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال الدكتور الشامي ّإن سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الشيوخ والنواب سيكون لها آثار على بعض جوانب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإن كان البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية هما المعنيان بوضع تلك السياسة وتنفيذها”، وضرب الدكتور جميل الشامي مثالا على التغيرات من خلال انتقال رئاسة اللجان الرئيسية في الكونغرس بمجلسيه إلى زعامات ديمقراطية، قد تجعل التشريعات والقوانين أكثر انحيازا لجانب إسرائيل. فعلى سبيل المثال ستنتقل رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إلى أكبر مناصري إسرائيل في الكونغرس، وهو النائب الديمقراطي توم لانتوس، وستَـليه، من الجانب الجمهوري، النائبة المعادية للعرب وللفلسطينيين إيلينا روزلايتنن، وبالتالي، سيكون زعيما هذه اللجنة من أكثر أعضاء الكونغرس انحيازا إلى إسرائيل.
غير أن انتقال رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إلى النائب الديمقراطي آيك سكلتون، الذي وصف الوضع في العراق بأنه ينزلق نحو الفوضى، وطالب بإعادة النظر في السياسة الأمريكية في العراق، يفتح المجال لتوقع ضغوط من الكونغرس للدّفع باتجاه تغيير تلك السياسة.
ومن الجوانب الطيبة بالنسبة للعرب الأمريكيين، أنه أصبح من المتوقع أن يترأس النائب الديمقراطي العربي الأمريكي نك رحال لجنة الموارد بمجلس النواب، وأن يترأس النائب الجمهوري العربي الأمريكي درايل عيسى، لجنة السياسات. وأهم حدث تاريخي بالنسبة لمجلس النواب، كان نجاح أول مسلم أمريكي في الوصول إلى الكونغرس، وهو النائب الجديد كيث آليسون من ولاية مينيسوتا.
لابد من لوبي عربي أمريكي
وكان آخر المتحدثين في ندوة مركز الحوار العربي في واشنطن، السيد مروان برقان، الناشط في الحزب الديمقراطي وأحد أعضاء لجنة الحزب الديمقراطي في ولاية فيرجينيا، التي ساهمت إلى حدّ كبير في اقتناص أغلبية مجلس الشيوخ من الجمهوريين، فقال إن هزيمة الجمهوريين، أجبرت إدارة الرئيس بوش على إقالة وزير الدفاع رامسفلد، وهي أول حلقة في سلسلة من التغييرات إزاء الوضع المُـتدهور في العراق، بسبب سياسة المغامرات العسكرية للرئيس بوش، وتوقّـع السيد مروان برقان أن يُـعيد الديمقراطيون طرح أسلوب إدارة كلينتن في التعامل مع عملية السلام بوساطة أمريكية نشطة، واستبعد أن تسمح الأغلبية الديمقراطية في مجلسي الكونغرس للرئيس بوش بخوض أي مغامرات عسكرية أخرى، مثل تلك التي يُـحرّض عليها المحافظون الجدد، بتوجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية.
فالنظام السياسي الأمريكي استعاد حيويته بأن يكون الحزب الجمهوري في البيت الأبيض والحزب الديمقراطي يُـراقبه ويوجّـهه من داخل الكونغرس، بينما تحوّل الكونغرس في ظل سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب إلى أختام للموافقة على مبادرات الرئيس أيا ما كانت خطورتها، بل اعتاد الرئيس بوش على تخطّـي الكونغرس وتمرير قراراته، إذا تعرّضت للمساءلة والاعتراض أثناء فترات رفع جلسات الكونغرس.
ولا يعتقد الناشط الديمقراطي أن وصول شخصيات مُـساندة لإسرائيل لرئاسة لجان رئيسية في الكونغرس ستغيّـر شيئا من حقيقة الانحياز الأمريكي، وضرب مثالا على ذلك بأن حوالي أربعمائة عضو في مجلس النواب، الذي كان يُـسيطر عليه الجمهوريون، صوّتوا لصالح مساندة إسرائيل في عدوانها على لبنان في الصيف الماضي، وهذا يعكس نجاح اللّـوبي الموالي لإسرائيل في التأثير على أعضاء الكونغرس من الحزبين، ولن يغيّـر ذلك على المدى البعيد، إلا مواصلة نشاط العرب والمسلمين الأمريكيين وانخراطهم في الحياة السياسية، وفهمهم لديناميكية النظام السياسي الأمريكي وأهمية التبرع للمرشحين، وممارسة الضغط السياسي عليهم، بحيث يشكّـلون ما يمكن وصفه بلوبي للعرب والمسلمين الأمريكيين.
محمد ماضي – واشنطن
“.. منذ نشأة إسرائيل عام 1948 تبادل الديمقراطيون والجمهوريون أماكنهم في الاتجاه من إسرائيل. ففي الحقبة الأولى، 1948-1970، تعاطف الديمقراطيون بدرجة أكبر مع الدولة اليهودية، وكان تعاطف الجمهوريين أقل بصورة واضحة. وبينما اهتم الديمقراطيون بالروابط الروحية، مال الجمهوريون إلى رؤية إسرائيل كدولة ضعيفة وكمسؤولية في الحرب الباردة.
بدأت الحقبة الثانية في حوالي عام 1970 واستمرت 20 عاما. في أعقاب انتصار إسرائيل الرائع وفوق العادة في حرب الستة أيام، رأى الرئيس ريتشارد نيكسون، وهو جمهوري، في إسرائيل دولة قوية عسكريا وحليفا مفيدا. إن هذه الرؤية والاعتبار الجديد، جعلا اتجاه الجمهوريين من إسرائيل إيجابيا مثل اتجاه الديمقراطيين.
ومع انتهاء الحرب الباردة عام 1990، بدأت الحقبة الثالثة. بردت مشاعر الديمقراطيين تجاه إسرائيل وازدادت مشاعر الجمهوريين دِفئا. لقد جعل اليسار من قضية العرب الفلسطينيين مسألة أساسية مركزية في رؤيته وسياسته العالمية، بينما قام اليمين بتعميق تحالفه الديني والسياسي مع إسرائيل.
لقد ازداد هذا الاتجاه وضوحا مع الأيام. ففي عام 2000 كشفت دراسة مسحية، أمر بها جيمس زغبي، الناشط اليساري المعادي لإسرائيل عن “انقسام حزبي هام” حول الصراع العربي – الإسرائيلي، حيث كان الجمهوريون أكثر تأييدا لإسرائيل من الديمقراطيين. وكمثل على ذلك، في الإجابة على سؤال “بالنسبة للشرق الأوسط، كيف تشعر بما يجب على الرئيس القادم أن يفعله بخصوص المنطقة”؟ أجاب 22% من الجمهوريين و7% فقط من الديمقراطيين، بأنه يجب أن يكون مؤيدا لإسرائيل.
يكشف بحث حديث لمعهد غالوب لاستطلاعات الرأي عن أن 72% من الجمهوريين و47% من الديمقراطيين يتعاطفون مع الإسرائيليين بدرجة أكبر من تعاطفهم مع العرب الفلسطينيين، وتكشف النظرة الدقيقة الباحثة عن تفاصيل هذه البيانات عن نتائج أكثر درامية تتمثل في أن تعاطف الجمهوريين المحافظين مع إسرائيل، يزيد عن تعاطف الديمقراطيين الليبراليين مع إسرائيل بمقدار خمسة أضعاف.
إن برودة مشاعر الديمقراطيين تجاه إسرائيل تنسجم مع نمط أكبر، يتكوّن من نظريات المؤامرة التي تتعلق بالمحافظين الجدد، والتعبير العنيف عن المشاعر المعادية لليهود من قبل نجوم الحزب، أمثال جيمي كارتر، وجيسي جاكسون، وسينثيا ماكيني، وجيمس موران. يستنتج أحد الملاحظين، وهو شير زيف أنه لفترة من الزمن “كانت ولا زالت معاداة السامية في تزايد” بين الديمقراطيين.
من المحتمل أن تكون لهذه التطورات نتائج وآثار هامة وعميقة ذات صلة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. سيأتي يوم ينتهي فيه الاستمرار والتواصل في سياسات البيت الأبيض، بغضّ النظر عن الانتماء الحزبي للرئيس، ويحل محل الاستمرار والتواصل تغيير كبير وأساسي كلما تغير الحزب الذي ينتمي له رئيس الولايات المتحدة. عندما يتحطم الإجماع السياسي، ستكون إسرائيل هي الخاسرة.
(لمصدر: من مقال لدانيال بايبس نشره في صحيفة New York Sun بتاريخ 23 مايو 2006)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.