مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاهتمام الأمريكي بدارفور مرتبط بتوجه استراتيجي نحو افريقيا

الرئيس السوداني عمر البشير (أقصى يمين الصورة) رفقة نظيره الصيني هو جينتاو (الثالث من اليمين) يطلعان على تصميم لمصفاة نفط جديدة في جايلي Keystone

يعد قرار إدارة الرئيس بوش إنشاء قيادة عسكرية أمريكية خاصة بالقارة الإفريقية بحلول سبتمبر عام 2008 تحت اسم "أفريكوم"، أوضح دلالة على التوجه الاستراتيجي الأمريكي نحو القارة السمراء.

غير أن خبراء أمريكيين آخرين يشمّـون رائحة البترول في الاهتمام الأمريكي بدارفور، خاصة وأن التنافس على أشُـدِّه على المصالح البترولية في غرب إفريقيا بين الهند والصين.

يعد قرار إدارة الرئيس بوش إنشاء قيادة عسكرية أمريكية خاصة بالقارة الإفريقية بحلول سبتمبر عام 2008 تحت اسم “أفريكوم”، بتوصيات من عدد من مراكز الأبحاث اليمينية مثل معهد أمريكان إنتربرايز ومعهد واشنطن لأبحاث الشرق الأدنى، بهدف وصفه الرئيس بوش بتنسيق المصالح الأمريكية في القارة الإفريقية ومساندة حلول إفريقية في مجالي الأمن والاستقرار، أوضح دلالة على التوجه الاستراتيجي الأمريكي نحو القارة السمراء، بعد سلسلة التدخلات الأمريكية في السودان، والتي بدأت باتفاق السلام بين الشمال والجنوب برعاية أمريكية، ثم الانهماك المثير للجدل في تعقب التطورات في دارفور وممارسة الضغوط الأمريكية والدولية على حكومة الخرطوم للتعاون من أجل وقف سفك الدماء في دارفور، والذي تصفه الولايات المتحدة بأنه تطهير عرقي تارة، وإبادة جماعية تارة أخرى.

سويس إنفو التقت بالدكتور ديفيد سموك، نائب مدير مركز الوساطة وحل الصراعات، التابع للمعهد الأمريكي للسلام في واشنطن، ليقدم تفسيره للاهتمام الأمريكي المتزايد بدارفور فقال:

“السبب الرئيسي هو أن الولايات المتحدة هي التي تمكّـنت من ترتيب اتفاق السلام بين الشمال والجنوب في السودان بهدف تحقيق الاستقرار، لتجد مصدرا مُـزعجا لعدم الاستقرار من خلال الصراع المسلح في دارفور، الذي أودى بحياة آلاف المواطنين ونزوح مئات الآلاف منهم، وبالتالي، فإن البُـعد الإنساني وليس البُـعد الاستراتيجي أو الاهتمام البترولي، هو الذي يدفع الولايات المتحدة للاهتمام المتزايد بما يحدث في دارفور، كما أن تعاون حكومة الخرطوم مع إدارة الرئيس بوش في مكافحة الإرهاب، يجعلنا نستبعد أن يكون مرجع الاهتمام الأمريكي، الخوف من أن تؤدّي تداعيات الوضع في دارفور إلى زيادة نشاط الإرهابيين في غرب إفريقيا”.

لكن الدكتور سموك أقر بوجود اهتمام أمريكي مبالغ فيه بدارفور من غلاة المسيحيين اليمينيين من البروتستانت الإنجليين، بحجة أن حكومة الخرطوم إسلامية تضطهد المسيحيين في جنوب السودان والمنظمات اليهودية الأمريكية بحُـجة أن الحكومة السودانية تسمح بحدوث إبادة جماعية جديدة وأن اليهود لن يقبلوا بتكرار الهولوكوست.

رائحة البترول

غير أن خبراء أمريكيين آخرين يشمّـون رائحة البترول في الاهتمام الأمريكي بدارفور، خاصة وأن التنافس على أشُـدِّه على المصالح البترولية في غرب إفريقيا بين الهند والصين، فيما تحُـول المشكلة الإنسانية المتفاقمة في دارفور، دون تمكُّـن شركة شيفرون الأمريكية من استعادة عقودها للتنقيب عن البترول، الذي اكتشفته في غرب السودان وجنوبه منذ أكثر من ربع قرن، في وقت أصبح من الضروري للولايات المتحدة البحث عن بديل آخر لبترول الشرق الأوسط، وتشكل منطقة غرب إفريقيا الجائزة الكبرى في هذا المجال.

وتقول دراسة حديثة للمجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، إن الاهتمام الأمريكي بدارفور يتخطّـى مسألة الاعتبارات الإنسانية، حيث تُـدرك الولايات المتحدة، كما يقول التقرير، إن إفريقيا تشكل واحدة من أسرع المناطق نموا في إنتاج البترول، بحيث أنه بحلول عام 2012 سيكون بوسع الولايات المتحدة أن تستورد من إفريقيا ما يُـعادل نفس الكمية من البترول التي تستوردها حاليا من الشرق الأوسط، ولذلك تشكِّـل دارفور، بموقعها المحاذي لبحيرة بترول تمتد من إقليم بحر الغزال مرورا بتشاد والنيجر وموريتانيا ومالي والكاميرون، صمَّـام أمان بالغ الأهمية لتدفق النفط المستخرج من هذه المنطقة، حيث تمثل دارفور المدخل الرئيسي لغرب إفريقيا، وتلاصق دارفور حدودا مفتوحة على مناطق النفوذ الفرنسي في تشاد وإفريقيا الوسطى.

كما أن امتيازات استخراج البترول في جنوب دارفور، ممنوحة للشركة القومية الصينية للبترول، رغم أن شركة شيفرون الأمريكية أنفقت ما يفوق المليار دولار على نشاطها في اكتشاف البترول في تلك المنطقة قبل خروجها من السودان في عام 1992.

أما الفريق المتقاعد محمد زين العابدين، النائب السابق لرئيس هيئة الأركان السودانية المشتركة، فيرى أن الامتداد القبلي عبر الحدود الممتدّة قُـرابة ألف كيلومتر بين دارفور وتشاد، يشكِّـل مشكلة إضافية تُـلقي بظلالها على الأوضاع في دارفور، حيث توجد 13 قبيلة متداخلة بين طرفي الحدود، لذلك، أثر الصِّـراع على السلطة في تشاد كثيرا على الموقف الأمني في دارفور، حيث نزَحت القبائل المشتركة إلى دارفور للاحتماء بنفس قبائلها الموجودة في السودان، كما أن بترول غرب إفريقيا سيتِـم تصديره من المحيط الأطلسي لدول الغرب والولايات المتحدة، ويتميز بأنه لا يمر عبر مضايق أو ممرات وقنوات، وبالتالي، سيكون أكثر أمنا وأقل تكلفة، بالإضافة إلى رخص الأيدي العاملة، لذلك، تدافعت دول الغرب والولايات المتحدة للضغط على حكومة السودان لكي لا يؤدّي الوضع المتردّي في دارفور إلى زعزعة استقرار المنطقة وتهديد تدفّـق البترول، خاصة من تشاد، ولعل الوجود العسكري الفرنسي المتزايد يشير إلى عملية استباق للسَّـيطرة على المنطقة التي أصبحت نِـطاقا جديدا للتنافس والصراع بين الفرانكوفون والأنكلوفون.

ويرى الفريق محمد زين العابدين، أن الولايات المتحدة تخشى كذلك من ارتباط ما يحدث في دارفور بالحركات الإسلامية المتطرفة، حيث أن هناك مجموعة إسلامية متطرِّفة تعمل في منطقة الحدود بين الجزائر ومالي، وتخشى الولايات المتحدة من امتداد تأثيراتها ومخاطرها إلى شمال وغرب إفريقيا، غير أنه نبَّـه إلى خطر اللَّـعب بالنار، الذي يستهوي بعض أفراد المعارضة السودانية المسلحة من خلال الترويج للرّبط بين الجماعات الإسلامية المتطرفة وبين ما يقوم به الجنجويد في إقليم دارفور أو تصنيف القبائل العربية في دارفور على أنها موالية للجماعات الأصولية الإسلامية، وقال الفريق زين العابدين، إن هذا الربط المُـصطنع قد يحقِّـق بعض المكاسب السياسية لعدد من جماعات المعارضة، إلا أنه سيؤدّي إلى كارثة عُـظمى بالمنطقة.

وأشار إلى أنه، لا يمكن تعريف القبائل العربية في دارفور التي تشكِّـل أغلبية لا يُـستهان بها بأنهم الجنجويد، فالحقيقة أن كلمة جنجويد هي كلمة دارجة في دارفور، تعني قُـطَّـاع الطرق واللُّـصوص وجماعات النَّـهب المسلح ، غير أن الاستخدام الميداني لهم من قِـبل الحكومة السودانية بإشراكهم في العمل العسكري ضد حركات التمرد، هو الذي أفضى إلى حدوث تلك الضجَّـة الإعلامية في الإعلام الغربي.

دارفور وزعزعة الاستقرار

ويختلف الدكتور ستيفن موريسون، مدير برنامج الشؤون الإفريقية بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن مع الفريق زين العابدين حول أسباب الاهتمام الأمريكي بما يحدث في دارفور، ففي لقاء مع سويس إنفو قال الدكتور ستيفن موريسون، إن الاهتمام الأمريكي بتطورات الوضع في دارفور يعود إلى حجم المعاناة الإنسانية الضَّـخمة التي خلَّـفها الصراع هناك، متمثلة في نزوح أكثر من مليون ونصف مليون شخص اضطروا إلى مغادرة قُـراهم تحت وطأة العنف والوحشية، التي مارستها ضدهم ميليشيات الجنجويد العربية، بمساندة من الحكومة السودانية، وأعاد تفاقم الوضع هناك ذكريات مذابح التطهير العرقي في رواندا، مما أعاد لذاكرة العالم صور الوحشية التي تمّـت ممارستها في القارة الإفريقية.

وأقر الدكتور موريسون بأن الولايات المتحدة تأخّـرت في الاهتمام بما يجري في دارفور، بسبب الانشغال الأمريكي بالحرب في العراق وما تبعها من تطوّرات، ولكنه يرى أن إدارة الرئيس بوش اهتمت في الآونة الأخيرة اهتماما بالغا بالوضع في دارفور، إلا أن الدكتور موريسون نفى أن يكون هناك تنافس أمريكي فرنسي في دارفور، ودلَّـل على ذلك بأن فرنسا تتعاون مع تشاد بحكم العلاقة التاريخية بينهما، ولذلك، حشدت بعض القوات على الحدود ووفرت إمكانيات للمساعدة في منطقة الحدود مع دارفور، وتتعاون فرنسا مع الجهود الدولية في مجلس الأمن، لكن ذلك ليس راجعا لبترول تشاد المحدود، وإنما لأن نزوح مئات الآلاف من اللاجئين إلى تشاد، كفيل بزعزعة استقرارها، كما أن أي عمليات عُـنف بهذا الحجم، قد تسفِـر عن امتداد عدم الاستقرار إلى دول أخرى في القارة الإفريقية من خلال الاستقطاب والتطرف والأصولية، مما يشكِّـل مصدر قلق مُـشترك لكلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة.

تصرفات حكومة الخرطوم

وانتقد الدكتور موريسون طريقة تعامل الحكومة السودانية مع أزمة دارفور ووصفها بأنها ألحقت أبلغ الضرر بسُـمعة السودان وصورته في العالم، حينما غضّـت حكومة الخرطوم الطرف عما كان يحدث في دارفور، ثم لجأت إلى التردّد والتباطؤ في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتعامل مع الأزمة واحتوائها، حتى عندما أدركت حجم الخطر وقدر الاهتمام الدولي بالمشكلة، الأمر الذي دفع المجتمع الدولي إلى التدخل من خلال الأمم المتحدة وإيفاد قوات من الاتحاد الإفريقي.

وفي لقاء لسويس إنفو مع الدبلوماسي السوداني السابق الدكتور هاشم التني، رئيس المعهد العالمي للسلام وحوار الثقافات، والمعروف باسم مركز سلام السودان في واشنطن، أعرب الدكتور التني عن اعتقاده بأن الحكومة السودانية سمحت بتصرفاتها للولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب بتدويل أزمة دارفور، ولو كانت حكومة الخرطوم تسترشد بالمفكرين والباحثين، لأصبحت سياساتها مستنيرة وواقعية وتخدم قضايا الوطن، ولكن المشكلة هي غياب رؤية سديدة وعصرية لمتطلبات الحكم الراشد في المجتمعات العربية عموما، والمجتمع السوداني على وجه الخصوص، مما يخلق فراغا وعجزا يسمح للطرف الأجنبي القوي بالتدخل، كما حدث مع مشكلة دارفور.

ويرى الدكتور التني أن الولايات المتحدة لديها رؤية لمصالحها السياسية والاقتصادية أو الجيواستراتيجية، ولديها القوة المادية التي توفِّـر لها حرية الحركة لتحقيق مصالحها.

ويقول الدكتور التني: “إذا وجدت الولايات المتحدة أن لها مصلحة في بترول دارفور، فإنها تسعى من خلال الوضع الراهن إلى تأمين مصالحها في ذلك البترول، والتحدّي المطروح هو كيف تتعامل الحكومة السودانية مع المسعى الأمريكي، وهل تُـدرك مسؤوليتها في الحِـفاظ على وِحدة السودان أم تسمح بأن تعبث بها أيادي الأجانب بالاستمرار في الاحتراب الموجود في المجتمع السوداني، برؤى قبلية وإقصائية متطرفة، إما دِينيا أو في الطرح الوطني، مما يؤدّي إلى ضُـعف الدولة السودانية، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني”؟

محمد ماضي – واشنطن

طرابلس (رويترز) – قالت الولايات المتحدة يوم الأحد 29 أبريل، إن السودان يتجه للموافقة على نشر قوة كبيرة تتبع الأمم المتحدة لحفظ السلام في إقليم دارفور ورحبت بالتقدم خلال محادثات أجريت في مطلع الأسبوع نحو تسوية سياسية للصراع.

وقال أندرو ناتسيوس، مبعوث واشنطن الخاص إلى دارفور لرويترز في إشارة إلى مصر والصين بصورة خاصة، “يوجد ضغط دولي كاف الآن ودعم كاف من حلفاء (السودان) لنشر مثل هذه القوة”، وأضاف أنه توجد الآن “حركة دولية واسعة النطاق”، تدعم نشر قوة مختلطة قوامها أكثر من 20 ألفا من جنود حفظ السلام وأفراد الشرطة الذين يتبعون الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في الإقليم، الواقع بغرب السودان، حيث أدى القتال المستمر منذ أربعة أعوام إلى مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص ونزوح نحو 2.5 مليون.

وتابع بعد محادثات في مطلع الأسبوع في ليبيا، شملت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وأكثر من عشر دول، بينها السودان، “السودانيون كانوا يقاومونها لكنهم يتجهون تدريجيا للموافقة في هذا الصدد”.

ودعا بيان مشترك بعد المحادثات جميع الأطراف لتعجيل التحضيرات من أجل المفاوضات، وحذر من أن من يُـعرقلون عملية السلام في دارفور، سيتحملون تبِـعات ذلك.

ولم يحدّد البيان هذه التبعات، لكن واشنطن التي تحمِّـل السودان مسوؤلية ما تصفه بالإبادة الجماعية في دارفور، أبلغت الخرطوم أن أمامها فرصة أخيرة لتفادي فرض عقوبات دولية عليها بقبول نشر القوة المشتركة كاملة.

ووافق السودان حتى الآن على نشر 3500 فقط من جنود وأفراد شرطة الأمم المتحدة إلى جانب قوة الاتحاد الإفريقي المؤلفة من سبعة آلاف جندي، والتي أقر أحد ضباطها الأسبوع الماضي أن الميليشيا العربية في دارفور تقتل وتنهب دون رادع.

وتسبب الصراع بين المتمردين وقوات الحكومة والميليشيا المعروفة باسم الجنجويد في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وقال ناتسيوس، إن الأطراف المشاركة في المحادثات تعمّـدت عدم التطرق لقضية حفظ السلام وركّـزت بدلا من ذلك على طرح خطة من أجل تسوية سياسية تحت مظلة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

وقال يان الياسون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان لرويترز “هذا الصراع خطر للغاية، يمكن أن يزداد سوءا، الآن هو وقت التحرك، نحن نقف بالفعل في مفترق الطرق وأعتقد أن هذا الاجتماع سيساهم في المضي قدما”.

ومن بين أهم العقبات، الانقسام بين المتمردين في دارفو،. ولم يوقع اتفاق سلام تم التوصل إليه في مايو الماضي، سوى فصيل واحد فقط من ثلاثة فصائل متمردة.

وقال علي التريكي، الأمين الليبي لشؤون الاتحاد الإفريقي، إنه يتعيّـن عقد اجتماعات، أولا بين الأطراف في المنطقة، وهي السودان وليبيا وتشاد واريتريا، ثم بين الفصائل السودانية التي لم توقع اتفاق السلام في طرابلس خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

ولم يتّـضح بعدُ كيف سترد الجماعات المتمردة، التي لم تشارك في محادثات مطلع الأسبوع.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 29 أبريل 2007)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية