The Swiss voice in the world since 1935

البابا يجول في سيارته بين الحشود في ساحة القديس بطرس لمناسبة عيد الفصح

afp_tickers

تجوّل البابا الذي لا يزال يعاني من الضعف جراء إصابته بالتهاب رئوي، بسيارته بين الناس في ساحة القديس بطرس الأحد، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بعيد الفصح، بعد وقت قليل على قراءة أحد معاونيه خطابه الذي دعا فيه إلى تحطيم “الحواجز التي تُنشئ الانقسامات”.

 وبعد شهر واحد فقط على مغادرته المستشفى حيث نجا من الموت بسبب التهاب رئوي حاد، أمضى البابا البالغ من العمر 88 عاما حوالى 15 دقيقة يتجوّل في الساحة في سيارته ويبارك الأطفال، محاطا بعدد كبير من الحرّاس الشخصيين.

وقبل ذلك بدقائق، أطّل الحبر الأعظم على كرسي متحرّك ومن دون أنابيب أكسجين، على شرفة كاتدرائية القديس بطرس لتقديم بركاته التقليدية للمدينة والعالم.

وتوجّه إلى المؤمنين قائلا بصوت متقطّع “أيّها الأخوة والأخوات، عيد فصح مجيد!”. 

وقالت الأرجنتينية ماريا ريبيزا (58 عاما) والدموع تملأ عينيها لوكالة فرانس برس، “تأثّرت بالقوة التي يظهرها، فهو مريض وكبير في السن. إنّه أرجنتيني مثلنا. إنه واحد منّا. نشعر بالبركة”.

وفيما لا يزال الحبر الأعظم ضعيفا ويكافح من أجل التكلم رغم تحسّن تنفّسه، فوّض أحد معاونيه قراءة نصّ رسالته التي استعرض فيها عموما النزاعات في العالم.

ودعا إلى احترام “حرية الفكر والتعبير”، كما حثّ “كلّ المسؤولين السياسيين في العالم على عدم الاستسلام لمنطق الخوف الذي يجعلنا ننغلق على أنفسنا”. 

وقال “كم من الاحتقار الذي نشعر به أحيانا تجاه الأضعفين والمهمّشين والمهاجرين”، داعيا إلى أن “نحطّم الحواجز التي تُنشئ انقسامات”.

وقبل وقت قليل، استقبل البابا فرنسيس نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في “لقاء خاص” لـ”عدّة دقائق” في مقرّ إقامته في سانتا مارتا حيث يعيش في الفاتيكان، وذلك بعد شهرين من التوترات الدبلوماسية على خلفية انتقادات البابا لسياسة الهجرة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

لاحقا كتب فانس في منشور على إكس “التقيت اليوم الأب الأقدس، البابا فرنسيس. أنا ممتن للدعوة التي وجّهها لكي نلتقي وأصلي  لكي يتمتع بصحة جيدة. فصح مجيد!”.

– “كرامة” –

من اليمن إلى أوكرانيا مرورا بالسودان وسوريا ومنطقة الساحل في إفريقيا، تطرّق البابا إلى حوالى عشر دول تشهد نزاعات ودعا مجدّدا إلى نزع للسلاح، وهو موضوع مركزي في حبريته.

وندد بـ”وضع مأساوي مخجل” في قطاع غزة، محذرا في الوقت ذاته من “تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم”.

وقال “أدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتقديم المساعدات للشعب الجائع والذي يتطلّع إلى مستقبل سلام”. 

وأضاف “أمام قسوة الصراعات التي تشمل المدنيين العزّل وتهاجم المدارس والمستشفيات والعاملين في المجال الإنساني، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن ننسى أنّ الأهداف التي يتم استهدافها ليست أهدافا، بل هي أشخاص لهم نفس وكرامة”.

– توافق التقويمين –

وللمرة الأولى منذ انتخابه في العام 2013، غاب البابا الذي يمثّل 1,4 مليار كاثوليكي، عن معظم فعاليات أسبوع الآلام بما في ذلك درب الصليب في الكولوسيوم الجمعة وصلاة عيد الفصح مساء السبت، والتي فوّضها إلى الكرادلة.

 وترأس قداس عيد الفصح الكاردينال الإيطالي أنجيلو كوماستري في ساحة القديس بطرس المزيّنة بآلاف الزهور الهولندية وبحضور حوالى 300 من الكهنة والأساقفة والكرادلة.

وفي مشاركته العامّة الوحيدة التي جرت خلال أسبوع الآلام هذا، زار البابا الذي من المفترض أن يلتزم بفترة راحة صارمة لمدّة شهرين بدون أنشطة عامة، سجنا في وسط روما الخميس، حيث التقى بحوالى 70 سجينا، كما يفعل كلّ عام.

وكان البابا فرنسيس الذي يعاني من الضعف بسبب المشاكل الصحية المتكرّرة والتدخّلات الجراحية، على وشك الموت مرّتين خلال فترة إقامته في مستشفى جيميلي لمدّة 38 يوما، والتي خرج منها في 23 آذار/مارس.

وعلى نحو غير معتاد، يحتفل المسيحيون في العالم أجمع بعيد الفصح في اليوم ذاته هذا العام، بسبب توافق التقويم الغريغوري الذي يتبعه الكاثوليك والبروتستانت والتقويم اليولياني الذي يتبعه الأرثوذكس.

كمك-بك/ناش-ود/ح س

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية