التقرير السنوي للألغام بين الإيجابيات والسلبيات
انتقد التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية لعام 2007 تباطؤ دول العالم في احترام المهلة المحددة حتى العام 2009 للقضاء على مخزونها من الألغام وتطهير أراضيها منها.
في المقابل، أشار التقرير إلى تراجع عدد الإصابات الناجمة عن الألغام ورحب بتعزيز عالمية معاهدة حظر الألغام بانضمام كل من الكويت والعراق واندونيسيا ومونتي نيغرو إليها.
أصدر مرصد الألغام الأرضية يوم الاثنين 12 نوفمبر في جنيف تقريره السنوي التاسع حول الألغام الأرضية في العالم الذي تضمن تقييما لمدى تقدم الحملة الدولية الهادفة الى الوصول الى عالم خال من الألغام.
وأشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من الدول لم يحترم المهلة المحددة في معاهدة أوتاوا حول الألغام المضادة للأفراد من أجل القضاء على مخزونها من الألغام وتطهير المساحات الملوثة.
سلبيات عديدة وتأخير كبير في احترام المهلة
ويعتبر التقرير ان 29 دولة سوف لن يكون بإمكانها احترام موعد 2009 أو 2010 (أي مهلة عشر سنوات التي تحددها المعاهدة) من أجل تطهير أراضيها من الألغام. ومن الدول التي من المؤكد أنها سوف لن تتمكن من ذلك في عام 2009 عدد التقرير البوسنة والهرسك، كمبوديا، تشاد، كرواتيا، موزمبيق، النيجر، بيرو، السنغال، تاجيكيستان، تايلندا، بريطانيا(فيما يخص جزر مالوين)، فنزويلا، اليمن وزمبابوي.
ويرى التقرير أن دولا مثل فرنسا والنيجر وبريطانيا وفنزويلا لم تشرع بعد في حملة للقضاء على مخزونها من الألغام رغم مرور ثمانية أعوام على بداية المهلة.
وأشار التقرير إلى أن دولتين فقط لجأتا من جديد الى استعمال الألغام، وهما روسيا وميانمار. كما أن أخبارا راجت عن تصدير كل من اريتريا وإثيوبيا لألغام الى الصومال وهو ما كذبته الدولتان.
كما أشار ستيف غوس من منظمة هيومان رايتس ووتش والمشرف على تحرير قسم من التقرير، الى تردد أنباء عن زرع ألغام إسرائيلية الصنع في الجنوب اللبناني، وهو ما كذبته إسرائيل دون التمكن من تحديد المسؤول عن ذلك.
ومن بين المجموعات المسلحة التي لجأت الى استخدام الألغام في الآونة الأخيرة، عدد التقرير مجموعات تنشط في أفغانستان، وكولمبيا، والهند، والعراق، ولبنان ، وميانمار، وباكستان وروسيا.
ومن الجوانب السلبية التي أشار لها الساهرون على الحملة الدولية ضد الألغام، أثناء تقديمهم للتقرير في جنيف هو ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من تجارب على نظام جديد للألغام يعمل عن طريق الكمبيوتر، في مسعى لجعله خارج نطاق ما تحظره معاهدة أوتاوا (على الرغم من أن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد – الى جانب كوبا – غير العضو في المعاهدة في الأمريكيتين)، لكن هذا المشروع يلاقي معارضة من قبل الكونغرس الأمريكي الذي عرقل لحد الآن عملية تمويله.
وعلى الرغم من تسجيل تراجع في عدد ضحايا الألغام في العالم بحوالي 16% لكي يستقر في حدود 5751 ضحية، يرى التقرير أن دولا مثل لبنان وباكستان والصومال عرفت ارتفاعا في عدد الضحايا، بل إن كولمبيا شهدت لوحدها سقوط أكثر من 1106 ضحية.
جهود حثيثة رغم العقبات
لكن رغم هذه العراقيل، يرى التقرير أن الحملة الدولية ضد الألغام حققت بعض التقدم الذي تمثل في انضمام أربع دول الى المعاهدة وهي العراق والكويت واندونيسيا والجبل الأسود (مونتي نيغرو).
وعن انضمام العراق والكويت للمعاهدة يقول ستيف غوس من منظمة هيومان رايتس ووتش “إن ذلك سيعزز عالمية معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد وسيعمل على تركيز الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط”.
كما اعتبر ستيف غوس أنه “من المشجع في المنطقة تنظيم المؤتمر القادم لمعاهدة أوتاوا حول حظر الألغام في الأردن ما بين 18 و 22 نوفمبر الحالي”.
ومن الإيجابيات أيضا توصل جهود نزع الألغام في العام 2006 الى تطهير 140 كيلومتر مربع من المناطق الملغمة و حوالي 310 كيلومتر مربع من ساحات القتال. وهو ما يعني القضاء على 217 ألف لغم مضاد للأفراد، و 18ألف لغم مضاد للآليات، و 2،15 مليون بقايا ذخيرة حرب قابلة للانفجار.
وأفاد التقرير بأن 55% من المناطق التي تم تطهيرها في العالم في عام 2006 توجد في كل من أفغانستان وكمبوديا.
الاهتمام بالضحايا رغم نقص التمويل
ويركز التقرير المكون من 1124 صفحة في قسمه الأخير على ضرورة التركيز على تعويض الضحايا والعناية بهم في غياب تمويل كاف بحيث أن المبلغ المخصص للناجين من حوادث الألغام لا يتعدى 1% من مجموع الأموال المخصصة لمكافحة الألغام والمقدرة بحوالي 475 مليون دولار أمريكي في عام 2006.
وقد وجهت ممثلة منظمة “هانديكاب انترناسيونال” كاتلين مييس نداءا للدول المانحة من أجل “تخصيص مزيد من الدعم لإعادة تأهيل المصابين وإدماجهم من جديد في القطاع الاقتصادي”إذ ترى أن هذه الفئة لم تراعى بما فيه الكفاية حتى الآن.
وتعتبر سويسرا من بين العشرين ممولا رئيسيا للحملة إذ عملت على زيادة مساهمتها المالية بحوالي 17% لتصل إلى 14،1 مليون دولار، وهو ما يجعلها تتبوأ المرتبة الثالثة عشرة من بين الدول المانحة.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
في عام 1997 تم التوقيع على معاهدة أوتاوا حول الألغام المضادة للأفراد.
انضمت إليها لحد اليوم 155 دولة
المعاهدة أمهلت الدول فترة عشر سنوات للقضاء على مخزونها من الألغام ونزع الألغام من أراضيها.
هذه المهلة تنتهي في العام 2009 او 2010
29 دولة سوف لن تحترم موعد 2010 .
في عام 2006 تم تطهير 450 كيلومتر مربع من المناطق الملوثة بالألغام.
إذ تم إبطال مفعول 217 الف لغم مضاد للأفراد، و 18 ألف لغم مضاد للآليات، و 2،15 مليون بقايا ذخيرة حرب قابلة للانفجار.
عرف عدد الضحايا تراجعا بمسبة 16% ليستقر في حدود 5751 ضحية.
ميزانية الحملة الدولية بلغت في العام2006 حولي 475 مليون دولار، تساهم سويسرا فيها بحوالي 14،1 مليون دولار وتأتي في المرتبة 13 ضمن الدول المانحة.
الدول المستفيدة حسب الترتيب هي: أفغانستان (87،5 مليون دولار)، لبنان (68،8 مليون)،انغولا(48،1 مليون)، العراق(35،5 مليون)، كمبوديا(29،6 مليون)، السودان(28،9 مليون).
في الجدول التالي تصنيف للدول حسب عضويتها او عدم عضويتها في معاهدة أوتاوا- والمساحة الملوثة بالألغام- وعدد الألغام التي قامت بنزعها أو المساحة التي تم تطهيرها في العام 2006.
الدول الأعضاء في المعاهدة: الجزائر(56 كلم مربع، 218000)- جيبوتي (غير معروفة)- العراق(1718 كلم مربع، 105 كلم مربع) – الأردن (9 كلم مربع، 1،16 كلم مربع)- الكويت (غير معروفة)- موريتانيا(76 كلم مربع، 2،70 كلم مربع)- السودان( غير معروفة،7،8 كلم مربع)- تونس (غير معروفة)- اليمن (419 كلم مربع، 186 كلم مربع).
الدول غير الأعضاء: البحرين- مصر- لبنان- ليبيا- المغرب- عمان- العربية السعودية- سوريا-الإمارات العربية المتحدة.
وتصنف كل من فلسطين والصحراء الغربية ضمن فئة “مناطق أخرى”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.