الجهاديون يفرون إلى عمق الصحراء الغربية مع تقدم القوات العراقية
بدأ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالهروب إلى عمق الصحراء الغربية للعراق بعيد الهجوم الواسع الذي بدأته القوات الأمنية لمطاردة آخر عناصرهم.
وافادت اجهزة استخبارات فصائل الحشد الشعبي عن “هروب عناصر داعش من مقراتهم إلى عمق صحراء الموصل وصلاح الدين والأنبار بعد التقدم السريع الذي أحرزته قطعات الحشد مسنودة بطيران الجيش العراقي”.
وأطلقت القوات العراقية الخميس آخر عملياتها العسكرية في الصحراء الغربية الممتدة على طول الحدود مع سوريا لمطاردة فلول تنظيم الدولة الإسلامية بعد ثلاث سنوات من سيطرته على ثلث أراضي البلاد وإعلانه “دولة الخلافة” التي انتهت فعليا.
وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية للتنظيم المتطرف في العراق.
من جهة أخرى، أشارت قوات الحشد الشعبي إلى أن اللواء الثامن من فصائلها “أجلى (الجمعة) العائلات النازحة من قرية تل اثارة إلى مناطق آمنة جنوب الحضر” في محافظة نينوى الشمالية.
وفي المنطقة نفسها “حررت قوات اللواء 44 قرية البريت (…) فيما قتلت خمسة دواعش بينهم سوري وآسيوي”، كما “باشرت بتطهير مطار جنيف، بعد تحريره من سيطرة داعش”.
وفي تقاريره اليومية، أشار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أنه لم ينفذ أي ضربة جوية الخميس مع بدء العمليات العسكرية في الصحراء.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قدم المتحدث باسم التحالف الكولونيل راين ديلون أسبابا عدة لعدم شن ضربات.
وقال ديلون “نحن نشن ضربات إذا علمنا أن هناك خلية لداعش أو أنفاقا أو في حال طلبت القوات العراقية ذلك”.
وأضاف “إذا لم يكن هناك طلب، فلن ننفذ غارة لمجرد توجيه ضربة. وعندما تكون في صحراء مفتوحة (…) هناك حاجة أقل لاستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر أو نظام تحديد المواقع لضرب هدف”.
ولم يؤكد ديلون ما إذا شنت القوات العراقية ضربات في تلك المنطقة، لكنه أشار إلى أنها “تملك القدرة لذلك”.
وتابع الكولونيل الأميركي أن الفرقة التاسعة من الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي هي التي تخوض العمليات في الصحراء، قائلا “يمكننا تقديم الدعم للفرقة التاسعة ولكن ليس للحشد الشعبي”.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أنها طهرت منذ بداية العمليات 77 قرية، ما يعادل نحو 5800 كيلومتر مربع.
وبهذه العملية، يتوج العراق هجومه المتواصل منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 ضد معاقل الجهاديين، بدءا من الموصل التي استغرقت تسعة أشهر من المعارك الدامية، مرورا بتلعفر والحويجة شمالا، وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.