الحل في الهاتف النقال!
تعقد أوساط الاتصالات آمالا كبرى على الدور الذي يمكن أن يلعبه الهاتف النقال في إفريقيا من اجل جسر الهوة الرقمية وحل مشاكل الاتصال بالإنترنت.
وتشير دراسة نُشرت بمناسبة انعقاد تليكوم إفريقيا في مصر، إلى أن التطبيقات المتطورة لتكنولوجيا الهاتف النقال، وملاءمتها مع متطلبات القارة السمراء، قد تحل مشاكل الاتصال بشبكة الإنترنت.
قد تتمكن القارة الإفريقية من تحويل العجز الذي عانت منه منذ عقود في بناء شبكة اتصال كافية لتلبية حاجيات أبنائها في مجال الاتصال، والذي يعرقل وصول القارة السمراء إلى جسر الهوة الرقمية التي تزداد عمقا، من تحويلها إلى عامل يدفعها إلى اقتناء آخر تكنولوجيا الاتصال، أي الهاتف النقال او “الموبايل”، بأسرع وقت، وبأقل التكاليف، وفي آخر تطبيقاته المتطورة.
إذ تشير دراسة نشرها الاتحاد الدولي للاتصالات بمناسبة انعقاد معرض تيليكوم إفريقيا 2004 في القاهرة بين الرابع والثامن مايو، تحت عنوان “مؤشرات تكنولوجيا الاتصالات الإفريقية”، إلى أن الإقبال على اقتناء الهواتف النقالة في القارة السمراء تجاوز نسبة 1000% للفترة ما بين 1998 و 2003.
ورغم حداثة استعمال الهاتف النقال في القارة الإفريقية، فإنه تجاوز نسبة انتشار تفوق 6.2% من مجموع السكان مقابل 3% فقط بالنسبة للهاتف الثابت.
وهناك توقعات أن ترتفع هذه النسبة لتصل في العام 2010 إلى ما بين 10 و 20 %. ومن الأسباب المشجعة على هذا الإقبال الكبير: كثرة الطلب، وإصلاح قطاع الاتصالات، وتنافس عدد من الشركات الكبرى مثل “فودافون” و “أوراسكوم” و ” أيم تي إين” و”سيلتيك”.
حل مشكلة الإنترنت عبر النقال
ويرى معدو هذه الدراسة أن الحل في تجاوز مشكلة القارة السمراء في الوصول إلى شبكة الإنترنت قد يتجلى في اعتماد تكنولوجيا الهاتف النقال. ويستندون في هذا التحليل على الإقبال الكبير الذي يسجله الأفارقة على بعض التطبيقات مثل WAP أو SMS ، خصوصا وان الأفارقة طوروا بعض التطبيقات لكي تتماشى مع متطلباتهم مثل البنك المتنقل في نيجيريا أو تقديم نتائج الانتخابات في كينيا عبر الرسائل القصيرة ( SMS).
أما الحل بالنسبة للاتصال بشبكة الإنترنت في القارة السمراء فيمكن أن يتم عبر اقتناء آخر تكنولوجيا الاتصالات بدون أسلاك مثل نظام الاتصال المعروف ب WIFI . وعلى نفس الصعيد، يمكن اللجوء إلى ما يعرف ب WIMAX (وهو نظام يسمح للمستخدمين بالاتصال بدون أسلاك بنقطة على مسافة 50 كيلومتر) للسماح لأكبر عدد ممكن من المشاركين بالاتصال في المناطق ذات الكثافة السكانية الضئيلة.
لكن يجب حل المشاكل…
رغم ذلك، تشير الدراسة إلى أن تعاظم الإقبال على سوق الهاتف النقال وباقي التطبيقات الأخرى في إفريقيا يتطلب تسوية عدة مشاكل عالقة، وفي مقدمتها إضفاء المزيد من الشفافية على طريقة تسيير سوق الهاتف النقال في هذه الدول الإفريقية.
كما تنصح الدراسة بإخضاع هذه السوق لآليات المنافسة الحقيقية، لأن الدول التي طبقت ذلك عرفت انتشارا أكثر في استعمال الهاتف النقال وبأسعار أقل من الدول التي حافظت على هيمنة شركة واحدة.
يضاف إلى ذلك، أوصت الدراسة الشركات العاملة في ذلك القطاع على ضرورة جعل أنظمتها قادرة على التخاطب فيما بينها، وبصورة تسمح باستعمال اكثر من نظام في البلد الواحد، وتشجع المنافسة بين أنظمة مختلفة.
كما حثت الدول المانحة على دعم قطاع الاتصالات في البلدان الأفريقية من خلال تقديم خدمات اتصال بأسعار معقولة، وتشجيع “رسكلة ” أجهزة الهاتف النقال المستعملة في البلدان المتقدمة لكي يعاد استخدامها في البلدان الإفريقية.
لكن السعر سيبقى العامل الأهم في تحديد مدى إقبال الأفارقة على استخدام الهاتف النقال وفي تطوير هذه السوق. وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أن هناك وعودا بعرض خدمات محققة للأرباح لو تجاوز معدل نفقات المستخدم الواحد 5 دولارات، كما تنوي شركات عرض بطاقات مدفوعة الثمن مسبقا في حدود دولار واحد.
وهناك من ينصح حتى بإدخال نظام البطاقات المدفوعة الثمن مسبقا للحفاظ على الخطوط الهاتفية الثابتة القليلة المتواجدة في القارة، لأنها هي القادرة على تمكين المستخدمين من الاتصال بسرعات عالية بشبكة الإنترنت.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.