مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 في لونغرن السويسرية: جدّتي تعيش في القرية نفسها منذ 100 عام 

بلدة لونغرن
"موتي" في منطقة أوبسي من بلدة لونغرن جنوب البحيرة، حيث وُلدت وترعرعت. ( صورة التقطت عام 1989) Michael Zezzi

تعيش ماري فوغلر-غاسير منذ ولادتها في لونغرن. توضّح حفيدتها سبب تمسّكها بالعيش في القرية طوال حياتها.

تقول الحفيدة موضحة: “ولدت جدتي ماري في قرية أوبسي، في لونغرن التابعة لكانتون أوبفالدن، حين كانت عربات الخيول ما تزال وسيلة نقل أساسية في الريف كما في المدن السويسرية”. 
التقيت جدّتي في منزلها بقرية لونغرن حيث عاشت طيلة حياتها، وعدنا معًا إلى ما قبل 100 عام من الزمن. تحوّل منزل جدّتي التي يحلو لكلّ أفراد العائلة دعوتها ب”موتي”، إلى دار رعاية المسنّين منذ حوالي عشر سنوات 

ولم تعرف طيلة 100 عام من حياتها سوى ثلاثة منازل؛ انتقلت من منزل والديها في طفولتها إلى آخر يقع في مركز القرية الصغيرة.

بلدة لونغرن
منطقة أوبسي ببلدة لونغرن، عند طرف البحيرة الجنوبي (التُقِطت هذه الصورة عام 1989) BIBLIOTHÈQUE DE L’EPFZ

  ” ما زلت أذكر جيداً زمن لم يكن في لونغرن سوى عدد قليل من السيارات”، هكذا قالت جدتي البالغة من العمر 100 عام، ولا تزال تذكر جيدا أسماء أصحاب السيارات الأولى، ومنهم طبيب، وصاحب شركة صغيرة، مارسا النقل السياحي عبر ممر برونيغ. 

افتُتِح طريق برونيغ عام 1861، ووصل عام 1888 خط السكك الحديدية إلى بحيرة برينز من وسط سويسرا، ما ساهم في جلب الوفود السياحيّة إلى القرية. تقول جدّتي:” حدث أكبر تغيير شهدته القرية في خمسينيات القرن الماضي”. 

لونغرن تحولت إلى قرية هادئة 

أجّرت العائلات المعتمدة على النشاط الفلاحي منازلها، وسكنت الأقبية. تقول جدتي: “وتجدّدت البيوت بعائدات الإيجار، وبُنيت أخرى جديدة.”  

وتذكر موتي أنّ السياحة شهدت عندها تطوّرا واضحا، فتقول: “في السابق، تعزف فرقة موسيقيّة في العطل الصيفية، كما لم تكن المطاعم والفنادق تخلو من الموسيقى دائماً”. 

فندق
فندق “لوين” في مركز القرية عام 1930. ما زال موجودا، لكنه فارغ، وتهالك مبناه منذ سنوات. HTTPS://SWISS.NAILIZAKON.COM

 أغلقت معظم الأماكن اليوم أبوابها، وما عاد للموسيقى رنين في الأرجاء.  

السياحة في لونغرن اليوم تقتصر على التقاط الصور 

لا زالت لونغرن تلاقي إقبالا سياحيا أجنبيا خاصّة من آسيا. تقول موتي: “عادة ما تقتصر الوفود السياحيّة الأجنبيّة على التقاط الصور، وأما الداخليّة، فتفضّل قضاء الوقت في المنازل الخاصة”. 

وفد من العربية السعودية
وفد سياحي من المملكة العربية السعودية يستمتع بيوم جميل بالقرب من بحيرة لونغيرن، في 5 سبتمبر 2013. Keystone

يعمّ الهدوء القرية غالبًا، حتى أنها تبدو لموتي هادئة أكثر مما يجب، فتقول: “قد ترى في الصباح شخصا يذهب إلى التسوق، وربّما ترى آخر، لكن لا ترى شيئا آخر غير ذلك”. بل تبدو القرية مهجورة غالبا، حتّى في أفضل الأيام.  

وقد سكنت في القرية حركة مرور السيارات في أغلبها، شأن عديد القرى الأخرى. وترى الجدة ذلك سلاحا ذا حدين، فتقول: “لا أحد يفتقد الضجيج والروائح الكريهة طبعا، لكن عندما يتوقف المارة لأخذ قسط من الراحة، تدبّ الحياة في القرية”.  

ولم تفكّر جدتي في مغادرة لونغرن أبدا، رغم أنّها قضت فيها حياتها كاملة، وتسكنها منذ 100 عام. فتقول: “عن نفسي، لم أرغب في ذلك، ولم أكن لأُبعد زوجي عن هنا مهما حصل”. 

بعيدًا عن القرية الصغيرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية الشاسعة 

وخلافا لها، اختارت أخت زوجها الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قرب شيكاغو، لكنها كانت تعود بانتظام إلى لونغرن خلال العطل. فتقول موتي مبتسمة: “كان عليها أن تعد والدتها بذلك، وإلا ما سمحت لها بالذهاب”.

وحين زرناها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، أدركت سبب افتتانها بالمكان، ولِمَ كانت تعتبر لونغرن صغيرة جدا وضيقة. أمّا أنا فلم تكن الحياة هناك تناسبني، وأمّا هي فكانت لونغرن كلّ شيء بالنسبة إليها.”  

ترجمة: ماجدة بوعزة

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي/أم

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية