مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الخُضر مستعدون للالتحاق بالحكومة .. لكن بشرط

Keystone

أكد حزب الخضر السويسري مُجددا أمام وسائل الإعلام يوم الإثنيـن 13 أغسطس في برن أنه مستعد للمشاركة في الحكومة الفدرالية المُقبلة شرط أن ينسحب منها حزب الشعب (يمين مُتشدد).

وحسب آخر استطلاعات الرأي، يحظى الخضر بحظوظ وفيرة لتحقيق تقدم ملموس في الانتخابات البرلمانية في 21 أكتوبر القادم، بفضل الاهتمام المتزايد للناخبين بالقضايا البيئية التي يدافع عنها الحزب.

خلال جرده لحصيلة الفترة التشريعية التي توشك على الإنتهاء (2003-2007)، أكد حزب الخضر السويسري خلال مؤتمر عقده في برن يوم 13 أغسطس أنه أصبح “ناضجا” للالتحاق بالحكومة الفدرالية، بفضل نـجاحاتـه الانـتخابية والأهمية المتنامية للقضايا البيئية لدى الناخبين.

وهاجم الحزب مُجددا ما وصفه بأغلبية حكومية “تهمل تهديدات التغييرات المناخية وتبدو جاهلة للرهانات المرتبطة بالتناسق الاجتماعي والوطني”.

وشدد نائب رئيسة حزب الخضر، أولي ماورر على أن الانتخابات البرلمانية المقررة في 21 أكتوبر القادم وتجديد الحكومة الفدرالية في 12 ديسمبر الموالي “تعرض فرصة لتغيير المسار”.

وأكد أصدقاء البيئة مُجددا أنهم لن يلتحقوا بالحكومة الفدرالية طالما تضم في صفوفها مُمثلين عن حزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، مشيرين في هذا السياق إلى أن الكرة توجد الآن في ملعب الأحزاب الرئيسية الأخرى – وعلى رأسها الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي – التي ستقرر تشكيلة الحكومة الجديدة في 12 ديسمبر القادم.

أصدقاء للبيئة وليس لبلوخر

ويعتقد الخضر أن حزب الشعب، المُمثـَّل بوزيرين في الحكومة، (كريستوف بلوخر، العدل والشرطة، وسامويل شميد، الدفاع والرياضة) قد يضطر إلى تنفيذ تهديده بالانتقال إلى المعارضة في حال عدم تجديد انتخابه في الحكومة.

وقد أكد حزب الخضر أنه لم يغير خطه السياسي منذ عام 2003، إذ يظل على قناعة بأن الاتفاق ليس مسألة عددية فحسب بل نوعية، وأن الحكومة يجب أن تقوم على أساس اتفاقات حول الرهانات الأكثر أهمية.

وفي تصريح لإذاعة سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية) يوم الإثنين، قال دانييل بريلا، عمدة مدينة لوزان الذي كان أول نائب خضر يلتحق بالبرلمان الفدرالي “لقد أظهر كريستوف بلوخر في مناسبات عديدة مواقف تستخف تماما بأي روح اتفاقية أو توافقية”. وأضاف السيد بريلا، الذي يعتبر المُرشح الأخضر الأوفر حظا للالتحاق بالحكومة، “على أي حزب حكومي أن يحتفظ بالحد الأدنى من آداب المهنة”.

ويرى حزب الخضر أن التحاق أحد أعضائه بالحكومة الفدرالية بات أمرا ممكنا، خاصة وأن الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين) والحزب الراديكالي (يمين) “خضَّرا برامجهما الانتخابية”، خلال الأشهر الماضية حسب تعبير الخضر، وبعدما ضمن الحزب الاشتراكي برنامجه العديد من مطالب الحزب الصديق للبيئة.

ويعتقد نائب الخضر في كانتون تسوغ جوزيف لانغ أن تشكيلة جديدة للحكومة الفدرالية أصبحت تفرض نفسها لأن حزب الشعب “لا يكف عن الانزلاق نحو اليمين”، وذلك في إشارة إلى إطلاقه للمبادرتين الداعيتين إلى منع تشييد المآذن وطرد الأجانب المجرمين من سويسرا. كما ذكـّر السيد أولي لوينبرغر أن الوزير بلوخر “الذي يبصق على القانون الدولي وفصل السُّلط” يـُفترض أن يكون رئيس الكنفدرالية في عام 2009، وفقا للنظام الدوري السنوي لترأس الكنفدرالية.

“هدف واقعي”

في انتظار ذلك، يراهن الخضر على اكتساب ثلاثة إلى خمسة مقاعد في مجلس النواب، ومقعد واحد في مجلس الشيوخ، وبذلك قد يناهز عدد مجموعته البرلمانية 20 عضوا.

ويصف الأمين العام للحزب هيربرت زوركيدن هذا الطموح بـ”هدف واقعي” نظرا للتطور الذي شهده الحزب وشعبيته المتزايدة. في المقابل، أقر السـيد زوركيدن بأن المُنشقين الخضر الليبراليين أصبحوا يمثلون منافسين حقيقيين، خاصة في زيورخ وسانت غالن، التي وضعت فيهما لوائح المرشحين.

من جهتها، نوهت النائبة آن-كاترين مينيتري-سافاري من كانتون فو أن الخضر يريدون مواصلة القيام بدور الريادة في مجال السياسة المناخية خلال الفترة التشريعية القادمة، كما سيركزون على البيئة الصناعية التي تسمح أيضا بخلق مواطن العمل وامتيازات تنافسية بالنسبة للاقتصاد، على حد قولها.

أما رئيسة المجموعة البرلمانية للخضر تيريز فروش، فذكرت بأن الحزب الذي يعارض المحطات النووية ومحطات الغاز الكبيرة، ليس مستعدا لتغيير سياسيته في هذا المجال، إذ قالت إن الحزب لا يريد وزيرا يدعم هذه الخيارات. وعلى مستوى نقاط الضعف، أعربت السيدة فروش عن الأسف للصعوبات التي يواجهها الخضر في إسماع صوتهم فيما يتعلق بالسياسة المالية.

المزيد

المزيد

الحكومة الفدرالية، الوزير الفدرالي، رئيس الكنفدرالية

تم نشر هذا المحتوى على تسمى الحكومة الفدرالية السويسرية مجلس الحكم الفدرالي، وهي تتشكل من سبعة وزراء فدراليين (يُـطلق عليهم أيضا اسم المستشارين الفدراليين)، يتم انتخابهم من طرف غرفتي البرلمان (اللتان تشكلان مجتمعتين البرلمان الفدرالي) ويعاد تثبيتهم في مناصبهم كل أربعة أعوام. كل مستشار فدرالي يتحمل مسؤولية دائرة معينة بصفة وزير. طبقا لنظام دوري، يتقلّـد كل وزير فدرالي مهام رئيس…

طالع المزيدالحكومة الفدرالية، الوزير الفدرالي، رئيس الكنفدرالية

وعد الاشتراكيين وطموح الراديكاليين

وفي صفوف الحزب الاشتراكي، قالت المتحدثة باسمه كلودين غودا إن “استراتيجية الحزب الاشتراكي لم تتغير” بسبب طموحات الخضر التي “لا تشكل مفاجأة”، على حد تعبيرها.

ولئن كان الاشتراكيون يريدون التحول إلى “أهم حزب” في البرلمان الجديد، فهم يشيدون بتقدم اليسار عموما في الانتخابات. وأكدت السيدة غودا في هذا السياق أن استحداث “مقعد بيئي في الحكومة أمر ممكن”، مشددة على أن “الحزب الاشتراكي، وعلى غرار ما قام به قبل أربعة أعوام، لن يصوت على بلوخر خلال تجـديد الحكومة الفدرالية”.

من ناحيته، أوضح رئيس قسم الصحافة في الحزب الراديكالي، كريستيان فيبير أن استراتيجية حزبه تهدف قبل كل شيء إلى احتفاظ ممثلـيْه (وزير المالية هانس رودولف ميرتس ووزير الشؤون الداخلية باسكال كوشبان) بمقعديهما.

وقال في هذا الصدد “فيما يخصنا، سنأخذ بعين الاعتبار في الآن نفسه نتائج الانتخابات الفدرالية في أكتوبر والمرشحين للحكومة الذين ستقترحهم الأحزاب الأخرى، الكرة توجد إذن في ملعبهم”.

“حصيلة إيجابية”

بالنسبة لحصيلة الدورة التشريعية التي توشك على الانتهاء، أعربت المجموعة البرلمانية للخضر – على لسان رئيستها تيريز فروش- عن اعتقادها بأنها كانت “عمود الصراع من أجل حماية فعالة للمناخ، في فترة لم تكن فيها هذه القضية متوافقة مع السياسة”.

وقد طالب الخضر خلال الفترة التشريعية 2003-2007، على سبيل المثال، بفرض ضريبة خاصة بثاني أوكسيد الكاربون على المحروقات والوقود، وظلوا “أبطال” محاربة الطاقة النووية، حسب تصريحات السيدة فروش التي أضافت أن الحزب عزز أيضا عمله في مجال سياسة الأمن، والسياسة الخارجية، والسياسة الاجتماعية. وأكدت رئيسة المجموعة البرلمانية الخضراء أن هذه النقاط ستظل محاور هامة في الفترة التشريعة القادمة.

سويس انفو مع الوكالات

ديسمبر 1971، تأسس في كانتون نوشاتيل أول حزب خضر محلي لمحاربة مشروع بناء طريق سيار.
مايو 1972، حصل نواب حزب الخضر في نوشاتيل على 8 مقاعد في الانتخابات البلدية، ليشارك الحزب لأول مرة في هيئة تمثيلية، وإن كانت المشاركة على المستوى البلدي فحسب.
نوفمبر 1977، انتخب جون كلود روشا في المجلس البلدي في لوزان وكان أول نائب من حزب الخضر يحصل على مقعد في هيئة تنفيذية على المستوى الكانتوني.
أكتوبر 1979، أًصبح دانييل بريلا أول نائب أخضر يُنتخب في مجلس النواب الفدرالي، وعلى المستوى الدولي، كان أول نائب خضر يُنتخب في برلمان وطني.
28 مايو 1983: شكلت مجموعات مختلفة من مجموع انحاء الكنفدرالية “رابطة الأحزاب البيئية في سويسرا”.
أكتوبر 1987: ارتفع عدد مقاعد الخضر في مجلس النواب الفدرالي إلى 11 ليصبح الخضر الحزب الخامس في البرلمان وأكبر حزب غير حكومي، وشكلوا للمرة الأولى مجموعة برلمانية في مجلس النواب.
أكتوبر 2003: فاز الخضر بـ 4 مقاعد في مجلس النواب في الانتخابات الفدرالية. وللفترة التشريعية 2003-2007، تتشكل المجموعة البرلمانية لحزب الخضر من 13 نائب من الحزب ونائب من الحزب المسيحي الاجتماعي (فريبورغ) وعضو من “الأخضر البديل في سويسرا” (تسوغ).

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية