عشرات القتلى والجرحى في ضربات إسرائيلية على خيام نازحين بغزة
من نضال المغربي
المواصي(قطاع غزة)/القاهرة (رويترز) – نفذت إسرائيل هجمات جوية صباح يوم الثلاثاء تسببت في إحداث حفرة عميقة واشتعال النيران في خيام للنازحين ودفن عائلات فلسطينية تحت الرمال.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن عشرات الأشخاص قُتلوا أو أصيبوا في الهجمات، وجرى نقل ما لا يقل عن 19 جثة إلى المستشفى، ويُخشى أن يكون هناك ضحايا آخرون مفقودون أو مدفونون. وشاهد صحفيو رويترز عدة جثث في صباح يوم الثلاثاء بعد الهجوم. وتشكك إسرائيل في عدد القتلى والمصابين الفلسطينيين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مركز قيادة لمقاتلين بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قال إنهم تسللوا إلى المنطقة “الإنسانية” في المواصي، والمكتظة بالعائلات التي أمرها الجيش الإسرائيلي بالنزوح إلى هناك من أماكن أخرى في المنطقة.
ونفت حماس وجود أي مقاتلين.
وأمضى رجال الإنقاذ ليل الاثنين يحفرون بحثا عن قتلى وناجين من الهجمات التي أحدثت حفرة بحجم ملعب كرة قدم صغير.
واحترقت الخيام في المنطقة المحيطة ولم يتبق سوى إطاراتها المعدنية مغطاة بالرماد في أرض قاحلة مليئة بالحطام. ودُفنت سيارة بالكامل، ولم يظهر من بين الرمال سوى سقفها.
وفي صباح يوم الثلاثاء بكى مشيعون في مستشفى قريب أمام الجثامين الموضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء أو ملفوفة في أكفان ملطخة بالدماء.
وقُتلت إحدى بنات رائد أبو معمر ودُفنت زوجته وابنته الأخرى لكن تم انتشالهما على قيد الحياة.
وكان أبو معمر يحمل الطفلة الناجية وهو يقول “كانت مدفونة تحت الرمل هي وبنتين وأمهم.. وأنا كنت مدفون تحت الرمل وطلعت أدور عليهم.. أدور على بناتي وأدور على مرتي”.
وأضاف “أشلاء من الجيران كانت موجودة عندي في خيمتي ماكنتش أعرف أنها أشلاء من الجيران غير لما استوعبت أن أهلي وعيلتي كلهم شقف (قطع) واحدة”
وقال وهو يشير للطفلة على ذراعيه “هاي هي الأهداف الإسرائيلية… كنا في مناطق إنسانية يفترض أنها آمنة”.
وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، التي تحصي أعداد القتلى والمصابين، إن المستشفيات استقبلت حتى الآن 19 جثة فيما لا يزال المزيد من القتلى تحت الرمال أو في الطرقات حيث لا يستطيع رجال الإنقاذ الوصول إليهم.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس أن أكثر من 40 شخصا قتلوا فيما أصيب 60 على الأقل في الغارات، مضيفا أن كثيرين ما زالوا في عداد المفقودين.
وذكر سكان ومسعفون أن الخيام استُهدفت بخمسة أو ستة صواريخ أو قنابل.
وقالت إحدى الناجيات، وتدعى علا الشاعر، لرويترز في موقع الضربة الجوية “لقينا… نسوان مقطعة أطفال مقطعة كلهم مقطعين… وشهدا وفي منهم لحد الآن مفقودين… هاي الناس بتدور عليهم وحتى الآن مفقودين”.
وذكر الدفاع المدني أن النيران اشتعلت في 20 خيمة على الأقل. وقدر عدد القتلى والمصابين بنحو 65 شخصا من بينهم نساء وأطفال.
وقال مسؤول في الدفاع المدني “طواقمنا ما زالت تعمل على انتشال شهداء وجرحي من المكان، المشهد يبدو كمجزرة إسرائيلية جديدة”.
وندد تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط بشدة الضربة الإسرائيلية على منطقة آمنة مكتظة بالسكان، وقال إنه لا ينبغي أبدا استخدام المدنيين دروعا بشرية.
وأضاف “يجب الالتزام بمبادئ التفريق (بين المسلحين والمدنيين) و(استخدام قوة) متكافئة مع اتخاذ الاحتياطيات اللازمة في الهجمات. أكرر دعوتي لطرفي الصراع بالتوصل فورا إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار. يجب أن تتوقف آلة قتل المدنيين وأن تنتهي هذه الحرب المروعة”.
* إسرائيل تشكك في الأعداد
قال الجيش الإسرائيلي إنه شن هجوما استهدف قياديين كبارا في حماس الذين يعملون من مجمع قيادة وتحكم “تم تمويهه” داخل المنطقة الإنسانية.
وأضاف “كان لهؤلاء الإرهابيين ضلوع مباشر في مجزرة السابع من أكتوبر، وعملوا على تنفيذ مخططات إرهابية”.
وذكر أن عدد القتلى الذي نشره المكتب الإعلامي الحكومي لحماس “لا يتوافق مع المعلومات المتوفرة لدى جيش الدفاع وأنواع الذخيرة الدقيقة المستخدمة ودقة الإصابة”.
ونفت حركة حماس المزاعم الإسرائيلية بوجود مقاتلين في المنطقة المستهدفة، ورفضت الاتهامات بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية.
وقالت حماس في بيان “نؤكد أن ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هو كذب مفضوح يسعى من خلاله لتبرير هذه الجرائم البشعة، وقد أكدت المقاومة مرارا نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية”.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على القطاع ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ ذلك الحين عن مقتل 41020 فلسطينيا وإصابة 94925، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يفضي إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
وأُجبر جميع سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح أكثر من مرة واضطر البعض إلى الفرار للنجاة بأرواحهم ما يصل إلى عشر مرات.