“الرمال المتحركة” داخل التنظيمات الفلسطينية
ما حدث في الأيام الأخيرة، لن يمر ببساطة على "المعادلات الداخلية" للتنظيمات الفلسطينية، التي خاضت معركة غزة.
فهناك قاعدة تُـقرر أن الصراعات الخارجية تتبعها على الفور توترات داخلية، وأن أول ضحايا الحروب، هم أطرافها أنفسهم، يستوي في ذلك معسكر المهزومين وفريق المنتصرين، مع اختلاف الدوافع والدرجات.
لقد بدأت مؤشرات التّـغيير في الظهور داخل معسكر تنظيم فتح العتيد، فهو الطرف الذي خسر عسكريا معركة قطاع غزة، رغم أن أوضاعه لا تبدو شديدة السوء من الناحية “الإستراتيجية”، فلابد من إجراء تحقيقات وتحميل مسؤوليات للحفاظ على ما بقي من تماسك تنظيمي على الأقل.
وقد أثارت الأزمة أيضا أسئلة كثيرة بشأن الكيفية التي تُـدار بها حركة حماس المتماسكة، وما إذا كانت أوضاعها الداخلية ستستمر على ما هي عليه، في ظل الضغوط العاتية القادمة أم أنها – مثل فتح – قد تتشقق بدورها.
صعود أبو مازن
إن رئاسة السلطة الفلسطينية، تبدو وكأنها الطرف الرئيسي الذي ستشهد أوضاعه تغييرا ملحوظا في اتجاهات صاعدة في المدى القصير، ثم لا يوجد يقين بعد ذلك حول ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بشأنها بعد ذلك.
فقد كانت رئاسة السلطة هي الطرف المُـسيطر على مقاليد التأثير في زمن عرفات، ثم جاء الرئيس محمود عباس في ظل تقييم، أراد الجميع أن يعتقد في إطاره أنه مجرد موظف ضعيف يمثل مشروع رئيس، وليس رئيسا فعليا.
لقد روّجت حكومات إسرائيل انطباعا بأن عباس – حسب تعبير شائع – “كتكوت بلا ريش”، لتقنع واشنطن بأنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي، وأذاقته بعض أجنحة قيادات فتح الجديدة الأمرّين في ظل رغبة في وراثته حيا، وكان تقييمه هو ذاته لفتح، سلبيا، وأشاعت قيادات حماس أنها تحترمه أكثر من احترام تنظيمه الخاص له، قبل أن تنقلب عليه وتحتل مكتبه في الرئاسة.
حاول أبو مازن الفكاك دائما من هذا الوضع، وكان لديه مشروع يتعلق بفكرة “رجل الدولة” وليس الزعامة القومية، مثل عرفات بالضرورة، ويبدو أنه اقتنع في فترة ما في أواخر عام 2005 بأنه يمكنه أن يصيغ معادلة، تعتمد على الاقتراب من حماس وتحجيم فتح، ليبدأ “عصر ذهبي” جديد للرئاسة، يرتفع في إطاره بمشروع إصلاحي حقيقي فوق الجميع، لكن أحدا لم يُـمهله، فقد انقلب عليه الطرفان.
أدت أحداث يونيو الجاري إلى تحول الرئيس الفلسطيني إلى اللاعب الرئيسي في الأحداث. فقد وجدت مُـعظم الأطراف الإقليمية مصلحة محدّدة في تدعيمه، باعتباره الممثل الأول للشرعية الفلسطينية، ليبدأ تقديم الدعم السياسي والمالي غير المحدود له، وليتمكّـن هو ببساطه من الإطاحة – ولو مؤقتا – ببعض مراكز القوة المتمردة والطامحة في فتح، وليبدأ في إدارة معركة اليوم التالي من موقع قوى مع حماس، مُـعتمدا على التكنوقراط الصاعدين، مثل “سلام فياض”.
لكن سيناريو ما يرتبط بالمناضل الواقعي مروان البرغوثى، قد بدأ في الظهور. فهناك إشارات إسرائيلية بشأن الإفراج عن البرغوثي، القادر على لملمة بعض أشلاء تنظيم فتح ودعم موقع الرئاسة بشكل مسؤول، على نحوٍ يُـمكن أن يُـواجه بمصداقية أهداف حماس، لكن تدخّـل الأمور بعد ذلك، إلى مساحة رمادية بالنسبة لموقع الرئاسة، إلا أن أبو مازن أصبح حاليا، على الأقل، أقوى مما كان بكثير، فهو رجل المرحلة.
تصدعات تنظيم فتح
يبدو تنظيم فتح وكأنه الخاسر الأول في المعركة الحالية، وقد كان على أي حال قد خسر تلك المعركة مُـسبقا، فما حدث له في قطاع غزة، كان تحصيل حاصل، إذ فقد التنظيم مصداقيته بشكل كامل في القطاع، بفعل سوء الأداء واستشراء الفساد، وتحول إلى مراكز قوى منفصلة، تصارعت مع بعضها البعض بأشرس ممّـا تصارعت مع حماس، وأوضحت الانتخابات الأولية، قبل الانتخابات التشريعية في بداية عام 2006، أن فتح قد تصدّعت تماما.
كان الضّـجر من ممارسات فتح ويأس الفلسطينيين من إصلاحها لنفسها، هو الذي أفرز ظاهرة الأصوات الاحتجاجية التي أسقطتها في الانتخابات، فقد صوّت أكثر من 25% من قوى الأمن المغلقة لصالحها أنفسهم ضد مرشحيها، وبعد خسارتها في الانتخابات، لم تتمكّـن أبدا من استيعاب فكرة أن تتحوّل من حزب حاكم إلى حزب محكوم ولم تقُـم بتسليم السلطة لحماس، مما أدّى بحماس إلى الاستيلاء عليها بعد ذلك بالقوة.
لكن فتح ليست حركة بسيطة، فما انهار في الحقيقة في غزة، هو تنظيمها العسكري وليس قوتها السياسية، ويحمل بعض قادتها مسؤولية ذلك لتردّد الرئيس أبو مازن، لكن المسألة أعمق من ذلك.
فقد كانت قياداتها قد فقدت مصداقيتها لدى من يُـفترض أن يقاتلون من أجلها، وعلى أي حال، فإنها لم تخسر غزة سياسيا، كما تشير قدراتها على حشد مؤيّـديها في ذكرى قيامها، وكسبها معركة النقابات، إضافة إلى أنها المُـسيطرة، عمليا، في الضفة الغربية.
لقد واجهت قيادات فتح السياسية والميدانية أكثر المواقف إذلالا في تاريخها خلال الصراع المسلح مع حماس حول السيطرة على قطاع غزة، وتُـوضِّـح الصور، التي تمّ بثها والوقائع الخاصة باعتقال أو إعدام بعضهم، دلالات ما جرى، وكان لابد بعد أن تسكُـت المدافع، من أن يتم فتح التحقيق حول أداء قوى الأمن، كما قام الرئيس أبو مازن بحل مجلس الأمن القومي، الذي يرأسه محمد دحلان، أحد رجال فتح الأقوياء والمناوئين، والذي تتهمه حماس بأنه المحرّك لكل ما جرى، وفي نفس الوقت، بدأ اسم مروان البرغوثي في الظهور، لتبدأ معادلات جديدة في الظهور، فهي مجرد البداية.
داخل سراديب حماس
إن حماس هي التنظيم المنتصر في معركة غزة عسكريا، فقد قامت بكسر شوكة فتح في القطاع وتمكّـنت من إفقاده كثيرا من مصداقيته ولديها أوراقا إعلامية لا نهاية لها، ويمكنها أن تقوم بفرض الكثير من شروطها في الفترة القادمة، لكنها تواجه أيضا مشكلات كبيرة، فقوتها السياسية أقل بكثير من قوتها العسكرية، وتبدو حاليا في موقف لا يقل صعوبة من وضع فتح، بل قد يكون أكثر صعوبة من موقف فتح، فقد تحوّلت إلى هدف وأمامها خيارات صعبة.
لكن فيما يتعلق بأوضاعها الداخلية، لا يبدو أن لعبة المنتصرين سوف تستمر إلى ما لا نهاية، فقد كان مفهوما من قبل أن هناك ما يمكن تسميته قيادات الداخل، مثل الزهار وهنية وصيام، وقيادات الخارج، التي تتبع في إدارة التنظيم نفس نمط عرفات، والتي تتمثل في خالد مشعل، الذي يدير العلاقات الخارجية للحركة، خاصة مع إيران وسوريا وقطر، ويوفر التمويل لها من مصادر عديدة، ويوقع أيضا على كل الأوراق ويرتبط بعلاقة مباشرة مع الجناح العسكري.
إن حماس، تنظيم سياسي ديني من تلك النوعية، التي يصعب أن تشهد انشقاقات ببساطة، فتبعا لمفاهيمها، يجب أن تولي قيادة “إن كنتم ثلاثة”، وبفعل اعتبارات عملية، يصعب أن تقرر قيادات الداخل أن تستقل عن قيادة الخارج، حتى إن لم تكن راضية عمّـا حدث في قطاع غزة، لذا، ظهرت القيادات كلها وكأنها تسير في نفس الاتجاه، وليس لديها “مشاكل داخلية”، مثل تنظيم فتح المدني، ولا يوجد يقين بشأن المستقبل فيما يتعلق بذلك، لكن ثمة حقيقة ضاغطة، قد تفرز تقلّـصات مع الوقت، بين الداخل والخارج.
على نفس المستوى من الأهمية، تشير تقارير مختلفة إلى أن القرار الخاص بتنفيذ عملية الاستيلاء المسلحة على قطاع غزة قد ارتبطت في الأساس بقيادات الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام، ويمثل “القساميون” قوة مُـهيمنة داخل الحركة تركت لجنرالاتها مهمّـة إدارة حرب تُـشير القواعد التقليدية إلى أنها لا يجب أن تترك للجنرالات، وشهدت المواجهات ممارسات سيئة من جانب تلك العناصر العسكرية، كدخول منزل عرفات وسحب نموذج الجندي المجهول، ولا يعلم أحد كيف ستُـدار الأمور في الفترة التالية، إذا استمر ذلك الوضع.
لكن المهمة الأصعب لحماس ستكون مع كوادرها، فمن الواضح، أنها تتبع سيناريو يقوم على تأمين إسرائيل، دون الاعتراف بها، وتقديم إشارات مَـرنة للدول الغربية، وربما تقديم تنازلات في ظل كونها حاليا تقف على خط المواجهة دون ساتر “فتحاوي”، وإذا اضطرت حماس للاستمرار في ذلك الخط العملي حتى النهاية، ستجد نفسها في مواجهة مأزق حقيقي، يتعلق بهويتها ذاتها، ممّـا يطرح احتمالات التململ، وربما الانشقاق.
هوامش الخريطة الفلسطينية
إن تفاعلات الساحة الفلسطينية ترتبط في الأساس بسلوك الفصيلين الرئيسيين فيها، وهما فتح وحماس، كما توضِّـح نتائج الانتخابات التشريعية، التي لم تسفر عن فوز مستقلّـين غير مدعومين من جانبهما، خاصة حماس، سوى في حالة مقعد واحد، لكن تظل هناك تلك التنظيمات السياسية العشرة، التي تتّـخذ من دمشق مقر عمل لها، وكذلك القوى الدينية الصغيرة العاملة في غزة، مثل الجهاد الإسلامي وجيش الإسلام.
إن الفصائل السياسية الصغيرة، مثل الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، بعيدة عن الصورة، ولم تكن طرفا رئيسيا لكي تشهد أوضاعها تداعيات، لكن الواضح أن أوزانها على الخريطة الفلسطينية الجديدة تشهد تقلّـصا، في ظل كل تلك التحديات التي تواجه الإطار العام لها، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، وقيود ارتباطاتها الخاصة بالدول، التي تمارس عملها فيها أو التي تحصل على تمويل منها، فلا يهم ما يجرى داخلها.
لكن الأهم، هو أن أوضاع تنظيمات تعمل في الساحة الفلسطينية في غزة، سوف تشهد تحوّلات حقيقية، فحماس ستكون حريصة على إثبات أنها المُـسيطرة بالفعل في القطاع، خاصة فيما يتعلق بأمن الداخل وأمن إسرائيل وصورتها الخارجية.
لقد بدأت جماعة الجهاد الإسلامي، التي تناصبها حماس العداء، في محاولة إرباك الحركة باستهداف إسرائيل، كما بدأت حماس في توجيه تهديدات حقيقية لجيش الإسلام، الذي يحتجز رهينة تُـثير ضجة دولية في إطار تصوراتها لسيناريو الاستمرار في السيطرة على قطاع غزة وإثبات أنها يمكن أن تقدم نموذجا إسلاميا عمليا، يمكن التعامل معه على أسس مصلحية بعيدا عن الأمر الواقع المفروض، فتلك التنظيمات ستُـواجه مشكلة من جانب حماس.
في النهاية، فإن ما حدث في قطاع غزة في يونيو الجاري، سيترك نتائج عميقة، عاجلا أم آجلا، بالنسبة لكل الأطراف التي شاركت في حرب غزة المحدودة، وسيتّـضح في ظل ذلك، من هُـم اللاعبين الأكثر نفوذا على الساحة الفلسطينية، والذين سيديرون لعبة “اليوم التالي” في إقليم أصبحت فيه مرحلة ما بعد الحرب، أهم من الحرب ذاتها.
د. محمد عبد السلام – القاهرة
رام الله (رويترز) – تسبب العنف في قطاع غزة وإقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحكومة، في تعميق الانقسامات بين حركتي المقاومة الإسلامية حماس وفتح، الفصيلين السياسيين الرئيسيين بالأراضي الفلسطينية، وإجبار فصائل أصغر على مساندة طرف أو آخر.
لكن محللين قالوا، إن الفصل بين قطاع غزة، الذي تديره حماس حاليا والضفة الغربية الأكبر مساحة، والتي تهيمن عليها حركة فتح التي يتزعمها عباس، قد يزيد من شعور الفلسطينيين بخيبة الأمل إزاء زعمائهم المتخاصمين.
وأظهر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة الشرق الأدنى للاستشارات بعدما عيّـن عباس حكومة طوارئ جديدة عقب هزيمة حماس لقوات فتح في قطاع غزة، أن واحدا من بين كل ثلاثة فلسطينيين يؤيِّـد فتح، بينما يؤيد حماس نحو نصف هذا العدد، فيما قال 43% من الذين استطلعت آراؤهم إنهم لا يثقون في أي فصيل سياسي.
ومن بين الجماعات الأصغر الكثيرة في المنظومة السياسية، التي مزّقتها عقود من الكفاح السري والاحتلال، أدانت أغلب الفصائل العلمانية حماس، والكثير من تلك الجماعات أعضاء مثل فتح في منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس أيضا.
وانتهجت جماعات صغيرة أخرى، إسلامية وعلمانية، نهجا مختلفا. فقد أدانت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومقرها دمشق، أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، غير أنها أحجمت عن إعلان دعمها الصريح لتشكيل عباس حكومة طوارئ، غير أن زعماء أغلب الفصائل اليسارية بمنظمة التحرير الفلسطينية انحازوا إلى فتح في المطالبة بمقاطعة أي محادثات مع حماس إلى أن يقبل القيادي بالحركة إسماعيل هنية إقالته من رئاسة الوزراء وينهي السيطرة العسكرية للحركة على قطاع غزة.
وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم إن “حماس في ورطة كبيرة الآن ومعزولة من الفصائل الأخرى”، وأعرب عن اعتقاده في أن حماس “تخطيء التقدير”، إذا كانت تعتقد أن السيطرة على غزة ستزيد من قوتها التفاوضية.
وتُـصر حماس على أنها دافعت فقط عن نفسها، وقالت إن إقالة عباس للحكومة “انقلاب”. وقال يحيى موسى، المسؤول الكبير في حماس “نحن متمسكون بعدم شرعية إجراءات الرئيس عباس، خاصة تشكيل حكومة الطوارئ”، غير أن زعماء فتح يرفضون الحوار حتى الآن. وقال قدورة فارس، المسؤول الكبير في فتح “هم في ورطة، وهذا ليس نصرا لهم”، مشيرا إلى أن الغضب لا يزال مشتعلا، وأضاف ” كيف نتحاور، وهم يقتلون وينهبون”.
وأدان مروان البرغوثي، أحد أبرز المدافعين في فتح عن المصالحة، حماس بشدة، فيما يبرز مدى اتساع الهوة بين حماس وفتح بعد خمسة أشهر من اتفاق الحركتين في مكّـة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي لم تدم طويلا بقيادة هنية.
وبرز البرغوثي خلال الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت في عام 2000 ولا يزال شخصية قوية في الجيل الأصغر في فتح منذ أن سجنته إسرائيل في عام 2002، ووجه البرغوثي من السجن دعوة إلى هنية للقبول بإقالته من رئاسة الوزراء، ووصف سيطرة حماس على قطاع غزة بأنها انقلاب.
وقال البرغوثي “من زنزانتي الصغيرة المظلمة أتوجّـه إلى شعبنا العظيم بما يلي.. اعتبار الانقلاب العسكري في غزة يشكِّـل تهديدا خطيرا لوحدة الوطن وتهديدا للقضية الفلسطينية وانحرافا عن خيار المقاومة وتخريبا لمبدإ الشراكة الوطنية… الدعم الكامل لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة برئاسة الدكتور سلام فياض”.
وتُـجسد بعض الخصومة بين الحركتين صِـراعا على النفوذ والتأييد بين أربعة ملايين فلسطيني يسكنون الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن لكل من الحركتين تاريخ مختلف عن الآخر.
فقد هيمنت فتح بشكل فعّـال على السياسة الفلسطينية منذ عام 1965 وحتى هزيمتها سياسيا على يد حماس في الانتخابات التشريعية، التي جرت في يناير 2006، ثم عسكريا في قطاع غزة، الأسبوع الماضي.
وأضرت الشكاوى من الفساد بصورة فتح منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين، وحتى قبل وفاة زعيمها المؤسس ياسر عرفات في عام 2005، والتي كشفت عن انقسامات داخلية وصِـراع على السلطة بين الحرس القديم، الذي كان مع عرفات في المنفى حتى منتصف التسعينات والزعماء الأصغر، بينما تأسست حركة حماس في عام 1987، عندما حمل الإسلاميون الفلسطينيون السلاح ضد إسرائيل، وكسبت الحركة شعبية من خلال برامج اجتماعية تقوم جزئيا على نفس نهج جماعة حزب الله اللبنانية، واختلفت الحركة مع فتح في التسعينات، عندما تخلّـى عرفات عن الكِـفاح المسلح لصالح المفاوضات، فيما رفضت حماس التخلي عن مهاجمة إسرائيل.
وخاض عرفات وفتح معارك ضد فصائل منافسة أخرى، غير أنها لا تقارن بمعارك الأسبوع الماضي في قطاع غزة، وقد يبقى المذاق المرير طويلا.
وقال المحلل السياسي سويلم “لم تصل الخلافات في يوم من الأيام إلى هذه الدرجة من الكراهية والدموية، هذا غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني”.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 19 يونيو 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.